صفحات سورية

رسائل الولايات المتحدة إلى سوريا قد لا تكون قد وصلت.

null
واشنطن بوست
إن بشار الأسد يثبت أنه يمثل إحراجاً بالنسبة لإدارة أوباما. في سياق الالتزام بسياسة أوباما المتعلقة بالتعامل مع خصوم الولايات المتحدة فقد قامت وزارة الخارجية بإرسال عدد من المبعوثين رفيعي المستوى إلى دمشق من أجل الحوار مع الدكتاتور السوري. كما أن الوزارة قامت بترشيح سفير جديد لها في دمشق وعبرت مراراً وتكراراً عن أملها في تقدم تدريجي في العلاقات مع سوريا. لحد الآن فإن السيد الأسد قد قام بالرد على هذه الأمور من خلال عقد قمة مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله, حيث سخر بعلانية من مبادرة الولايات المتحدة الدبلوماسية. وبالسر فقد قام بزيادة نقل الأسلحة بشكل غير قانوني إلى قوات حزب الله في لبنان.
مؤخراً, اتهم السيد الأسد من قبل “إسرائيل” بأنه يقوم بتسليم صواريخ سكود لحزب الله, وهو ما سيسمح لهذه الجماعة المدعومة من إيران بشن هجمات على معظم المدن الإسرائيلية الرئيسة مع رأس صاروخي يصل وزنه إلى 1 طن. و إذا حدث هذا الأمر, فإن عمليات النقل هذه سوف تشكل كما قالت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي “خطراً مباشراً على الأمن في “إسرائيل” وعلى سيادة لبنان”. وهكذا فقد وجدت الإدارة نفسها في موقف محرج من خلال دفاعها عن التعامل مع سوريا ومخاطبة الكونغرس من أجل الموافقة على تعيين السفير المرشح روبرت فورد وبالتزامن مع هذا تهديدها لدمشق بشن عمل عسكري ضدها.
وقد أخبر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان لجنة الشئون الخارجية في الكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي: “إذا كانت هذه التقارير صحيحة, فإنه يتوجب علينا أن نقوم بمراجعة أدواتنا المتاحة من أجل جعل سوريا تتراجع عما يمكن أن يكون عملاً استفزازياً قاتلاً”. لقد قال المسئولون الأمريكان بأن صواريخ سكود قد لا تكون وصلت إلى حزب الله في لبنان, وفي هذه الحالة فإن البيانات القوية قد تكون رادعة. ما هو معروف على وجه اليقين هو أن سوريا تقوم بتسهيل نقل آلاف الصواريخ والقذائف إلى حزب الله في خرق واضح لقرار الأمم المتحدة للعام 2006 والذي أنهى حرب صيف لبنان. إذا لماذا الإصرار على “سياسة التعامل” ؟” إن الرئيس الأسد قد اتخذ قرارات قد تودي بالمنطقة برمتها إلى الحرب؟ وقد كان جواب السيد فيلتمان كالتالي “إن الأسد يصغي إلى أحمدي نجاد ويصغي إلى حسن نصرالله. وهو بحاجة لأن يصغي لنا أيضاً”.
إنها حجة معقولة, نحن لا نوافق الجمهوريين الذين يقولون بأن إرسال السيد فورد وهو دبلوماسي محنك يمكن أن يكون “مكافأة” للأسد. ومع هذا فليس هناك أي نقص في الاتصالات: لقد قام مسئولون أمريكان رفيعي المستوى باستدعاء مبعوث سوري رفيع المستوى في واشنطن 4 مرات منذ 26 فبراير من أجل الحديث حول عمليات نقل الأسلحة من أجل ترافق مزيد من التعامل مع مزيد من الضغط, مثل مزيد من العقوبات ضد المسئولين والشركات السورية. إن المشكلة لا تتمثل في أن السيد الأسد لم يلتقط رسالة الولايات المتحدة. إن المشكلة هي أنه لا يرى وجود حاجة لأن يستمع.
ترجمة: مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى