صفحات ثقافية

وزارتا الثقافة والإعلام في سوريا تُحكمان الرقابة على الإبداع

null
محمد ديبو
ما زال مسلسل الرقابة السورية مستمراً ، إذ لا يكاد يمر شهر من دون تسجيل حادثة منع عرض فيلم أو منع توزيع مطبوعة أو كتاب أو إلغاء تظاهرة ثقافية بأكملها. والجديد في أمر الرقابة السورية ، في الفترة الأخيرة ، أنها باتت تتضافر مع تهديدات علنية بالسجن مترافقة بالشتيمة ، أحياناً.
وضمن هذا السياق منعت وزارة الإعلام توزيع العدد الأخير(العدد )36 من مجلة “الباحثون” الشهرية ، التي تصدر عن عن دار الشرق ، إضافة إلى منع توزيع العدد رقم 206 من مجلة الأزمنة الاقتصادية الأسبوعية بعد تأخير صدروها مدة يومين.
وكالعادة ، لم تبرر وزارة الإعلام أسباب المنع ، مكتفية بقرارها مع احتمال تلف الأعداد المطبوعة من المجلتين المذكورتين.
وفي سياق متصل ، منعت وزارة الثقافة السورية عرض فيلم “قهوة مولر” للكوريوغراف الألمانية “بينا باوش” ، والذي كان مدرجاً ضمن نشاطات مهرجان الرقص بمناسبة يوم الرقص العالمي الذي تديره الكوريوغراف السورية مي سعيفان ، لتنسف الوزارة بذلك روح المهرجان الذي أهدي في دورته الثانية إلى روح المصممة المذكورة ، مبررة قرارها بوجود “مشاهد عري” في الفيلم.
ونقلت مواقع إلكترونية أن قرار المنع ترافق مع تهديدات بالسجن من معاون وزير الثقافة لمنظمي المهرجان في حال إصرارهم على عرض الفيلم ، ولم يتسن للدستور التأكد من صحة التهديدات التي تم تداولها إلكترونياً.
وكان المكتب الإعلامي لملتقى دمشق الثاني للرقص المعاصر اكتفى عند منع العرض بتوزيع بيان يقول فيه إن عرض الفيلم ألغي “لأسباب خارجة عن إرادتنا”.
وأدت هذه التهديدات إلى استغراب المثقفين من طريقة التعامل الجديدة في تبليغ قرارات المنع ، خاصة أن الأمر يأتي بعد فترة قصيرة من تهديدات وجهها وزير الإعلام محسن بلال خلال مأدبة عشاء إلى الصحفي “يعرب العيسى” رئيس تحرير صحيفة “الخبر” الخاصة بالسجن ، متهماً إياه بخيانة بلاده ، بحضور صحفيين وشخصيات عامة.
وسبق لوزارة الإعلام أن منعت أعداداً كثيرة من جريدة “الخبر” الأسبوعية لتناولها ملفات فساد وقضايا إعلامية ، إضافة إلى تعرض الكثير من الصحف والمجلات للمنع ، بين الفينة والأخرى ، كمجلة “الآداب” اللبنانية العريقة ، التي نادراً ما يمر عام من دون منع عدد لها على الأقل.
وتؤدي قرارت المنع إلى التسبب بخسائر فادحة للصحف والمجلات ، ما دفع بعض الصحف إلى الإغلاق التام ، كصحيفة “بورصات وأسواق” التي بلغ مجموع الأعداد التي منعت من التوزيع بين عامي 2008 – 2009 أكثر من 20عدداً.
وسبق لمجلة “شبابلك” أن توقفت عن الصدور احتجاجا على منع الوزارة لها عددا يتناول الاعلام السوري ، لتعود إلى الصدور مجددا بعد فترة.
وأما وزارة الثقافة السورية ، فسبق لها أن منعت عرض خمسة أفلام أخرى ضمن تظاهرة “قافلة بين سينمائيات” لأسباب مجهولة ، وكانت الأفلام في حينها هي: “أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها” للسوريين: هالة العبد الله وعمّار البيك ، و”هيدا لبنان” للبنانية إليان الراهب ، و”خذني إلى أرضي” للأردنية ميس دروزة ، و”الكاميرا المظلمة” للأرجنتينية ماريا فيكتوريا مينيس ، و”عبور المضيق” للإسبانيين إيفا باتريثيا فيرنانديز وماريو دي لا توري. وقبل ذلك ، كانت الوزارة ضيقت الخناق على مؤتمر “العلمانية في المشرق العربي” ، ما حدا بالمنظمين إلى إعلان الغاء المؤتمر وعقده على نطاق ضيق. ويضاف إلى ذلك الكثير من الكتب والروايات الممنوعة منها “مديح الكراهية” للروائي خالد خليفة ، و”القوقعة” لمصطفى خليفة ، و”خطأ انتخابي” لمحمد ديبو ، و”نيغاتيف” و”حراس الهواء” لروزا ياسين حسن ، إضافة إلى كتب ياسين الحاج صالح ، ونبيل فياض ، وحازم صاغية وآخرين.
– دمشق – الدستور الاردنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى