حوار مع حفيد عبد الرحمن الكواكبي سعد زغلول فاضل الكواكبي
رفات عبد الرحمن الكواكبي هل تعود لتستقر في حلب بعد تشرد طويل في حياته ومماته
حسان محمد محمود
السؤال الذي يطرح نفسه على الجميع، ماذا فعل السيد وزير الثقافة، بعد مؤتمره الصحافي بمناسبة افتتاح احتفالية حلب عاصمة للثقافة العربية في العام وقد عقد المؤتمر في العام 2007، هل قام بمحاولات فشلت، أم أن الوضع المتردي بيننا وبين مصر في السنوات الأخيرة منعته من الإقدام على أية محاولة.
والسؤال الذي يطرح نفسه أيضا وبإلحاح شديد لماذا لا ينفذ وزراء الحكومة السورية الشفافية التي قال بها السيد الرئيس، لماذا لم يشر السيد الوزير رياض نعسان آغا لا كتابة ولا عن طريق رد رسمي لأصحاب العلاقة، آل الشهيد، بأية معلومة حول مباحثاته أو لا مباحثاته.
وأيضا السؤال الهام والضروري، لماذا لم يستغل العلاقات الجيدة بيننا وبين تركيا للسؤال عن مصير مخطوطات الكواكبي وهي تراث سوري هام ويعلي من شأن سورية في الداخل والخارج.
هل مسؤوليات السيد الوزير الأخرى أهم من إعادة الحقوق لأصحابها خصوصا وأنهم من المبرزين في النضال ضد السلطة العثمانية.
السيد الرئيس قال بالشفافية ونحن نطالب الوزراء دائما بهذه الشفافية، ومن الضروري إقامة جسر بين المواطنين ومجلس الوزراء بجميع وزرائه ليظل المواطن على إطلاع بما يجري في البلد و ما هي المستجدات في الشؤون التي تخص كل مواطن على حده أو كل فئة من المواطنين على حده.
أثناء إجراء هذا الحوار الهام اجتمع في منزل سعد زغلول فاضل الكواكبي مجموعة من مثقفي حلب رفعت عريضة موقعة من قبلهم إلى السيد الرئيس بخصوص أعادة رفات المناضل الكواكبي إلى أهله ليكون قبره مزارا لكل شرفاء الوطن.
ولا نعتقد إلا أن السيد الرئيس سيهتم الاهتمام الكافي بهذه العريضة.
العريضة الموقعة
مجموعة من المثقفين، التقيناهم في منزل الأستاذ سعد زغلول الكواكبي، يطالبون الجهات المعنية، ويضمون صوتهم إلى صوت حفيد المفكر العربي الكبير عبد الرحمن الكواكبي، ويناشدون السيد الرئيس بشار الأسد، و السيد وزير الثقافة العمل على إعادة رفات الشهيد عبد الرحمن الكواكبي، من مصر إلى مسقط رأسه في حلب، ومؤازرة أسرته من أجل تحقيق هذا الهدف سواء في التكاليف أو الإجراءات القانونية المتعلقة بذلك.
وهم: الدكنور عبد المنعم كلزية (مدير الصحة في حلب سابقاً).
المحامي حمد دراو.
الدكتور: مصطفى الحريري
القاضي المتقاعد: قدري قاوجي.
الأستاذ: مصطفى نعساني.
المحامي: محمد عزت أحمدول.
المغترب: عادل ما مللي.
الحقوقي: عبد الرحمن سعد.
محمد السيد (إداري ودبلوماسي سابق).
بينما لم يحضر الدكتور عمر دقاق عميد كلية الآداب في جامعة حلب، و الأستاذ منير بريخان (سفير ومحافظ سابق) و الأستاذ صلاح الخطيب، وقد طلب السادة الموجودون إدراج أسمائهم برغم عدم حضورهم، لأنهم يشاركونهم ذات الموقف من قضية إعادة الرفات؛ لذلك تلاحظون أسماءهم وقد خلت من تواقيعهم.
نص اللقاء
• أستاذ سعد في رسالة وجهتموها إلى الكاتب هاني الخير ذكرتم أنكم خاطبتم وزير الثقافة ولم تلقوا ردا بخصوص تنفيذ وعده في مؤتمر صحافي عقده حين افتتاح حلب عاصمة للثقافة الإسلامية بإعادة رفات الشهيد عبد الرحمن الكواكبي إلى حلب وكان ذلك عام 2007 هل تلقيتم بعد ذلك التاريخ أي رد؟
• مع كل أسف يا أخي لم أتلق أي رد وأرجع هذا إلى أن رسالتي لم تصل إلى الوزير مباشرة وإنما إلى كاتب لديه قد لا يكون قد أوصلها له، أرجو أن يكون هذا هو السبب، وأتمنى بعد هذا اللقاء أن تصله رسالتي عبركم ويهتم بها.
• هل تتابعون حالة الضريح وعن طريق من؟
• يا سيدي ذهب وفد السينما السورية لإكمال فيلم تراب الغرباء عن حياة عبد الرحمن الكواكبي ووجدوا القبر، هو والقبور الثلاثة التي حوله، وقبر الكواكبي هو القبر الأوسط، مهدمين جميعا. وكان صهري الأستاذ يوسف عقيل الفنان التشكيلي هو المسؤول عن الاستطلاع للفيلم حاضرا وصور صورة للقبر وهو مهدم والسياج الحديدي المزخرف حول القبور مهدم ومسروق نصفه وشعر حافظ إبراهيم المكتوب على جانب القبر مكسر ومرميا على الأرض، كانت حالة مزرية تماما. فكتبت عن ذلك وأعلنت ونشرت الصور في الجرائد فجاء الرد من شتى الأنحاء في العالم كبار الكتاب وكبار الأدباء وكبار الوطنيين حيث كتبوا محتجين على هذا الوضع. أخيرا وبهمة الأستاذ مصطفى عيسى بمصر صديقنا، تمكنا من إقناع مديرية الأوقاف بإعادة ولكن الترميم تم بصورة بدائية جدا والذي أمر بالترميم لم يدل المرممين على مكان القبر فكان أن ظنوا بأن القبر هو الذي على اليمين وكتبوا شعر حافظ إبراهيم على القبر, ولكن القبر الحقيقي هو الأوسط فقد كنت أزوره أنا وزوجتي وعمي وأقربائي. وهكذا فالقبر الذي يزوره الناس الآن هو ليس قبر الكواكبي وإنما القبر هو القبر الأوسط وهذا الأمر يجب أن يصحح الآن احتراما لهذا الرجل. ونحن ليس بإمكاننا كأسرة أن نقوم بأي عمل لأن هذا عمل مكلف جدا ولسنا قادرين لا على الترميم ولا على نقل رفاته.
• بصفتكم محاميا هل هناك مانع قانوني يجعل الحكومة المصرية تمنعكم من نقله من قبل الحكومة المصرية؟
• لا أعتقد أن هناك أية ممانعة حتى أننا رضينا أن تقوم الحكومة المصرية بنقله إلى جامع عبد الرحمن الكواكبي بالدقي والذي بناه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو جامع جميل جدا قلنا لا بأس أن ينقل إلى هذا الجامع ولكن لا أحد اهتم للأمر.
• هل تودون مخاطبة أي من المسؤولين بشأن الضريح وماذا تقولون لهم؟
• والله أنا خاطبت الوزير وتحدثت مع المحافظين ولكن أحدا لم يهتم . الآن أنا أتوجه بالنداء إلى الرئيس بشار الأسد أن يتبنى الأمر و يعطي التوجيهات اللازمة من أجل نقل الرفات.. أتمنى عليه أن يأخذ الأمر على عاتقه لكي يعود جثمان المناضل الكبير عبد الرحمن الكواكبي أخيرا إلى بلده التي ولد بها.
• نشرت مخطوطات للشهيد الكواكبي في جريدة السلام الأرجنتينية هل هناك أية مخطوطات أخرى لم تنشر بعد؟
• طبعا له كتب وقد ذكر محمد كرد علي عن كتبه قال أن له صحائف قريش وكان له ثلاثة كتب أخرى ولكنها سرقت. والحقيقة لم أكن أهتم وأنا صغير بالسؤال عن مصيرها ولكني علمت فيما بعد من عمي أن الصحافي صاحب جريدة بيروت المساء اعتقد انه عبد القادر القباني وقد ذهب إلى القاهرة واستولى على كتبه بحجة أنه سيطبعها ولكنه سلمها إلى المسؤولين ربما إلى عباس الثاني أو إلى السلطان عبد الحميد وأهم هذه المخطوطات وقد حدثني عنها إحسان الجابري وكان رئيس ديوان في السلطانية وهي عبارة عن رسالة أخذت من عبد الرحمن الكواكبي وهي موجهة من ليدين إلى عبد الرحمن الكواكبي وقد قرأها الصديق إحسان هذه من جملة الأوراق التي سرقت من الكواكبي ولم ينشرها عبد القادر القباني.
• هل تطالبون بأن تكون مخطوطات الكواكبي فضلا عن رفاته بندا في أية محادثات ثقافية أو سياسية بين مصر وتركيا؟
• المؤسف أنك لن تجد هذه المخطوطات هناك أوراق بسيطة ولكن الأوراق الهامة أخذت بعد وفاته فورا من القاهرة.
• هل تودون الرد على ما كتبه نصر الدين البحرة في مجلة المعرفة مؤخرا؟
• لا حاجة للرد فنحن مطمئنون إلى مشاهدة حسية لأن عمي المرحوم أسعد الكواكبي الطبيب حين علم بوفاة والده تمكن من إنهاء عمله في اسطنمبول وقد علم أن الجثمان نقلت وقد كشف القبر وشاهد الجثمان وشاهد أنها لم يبل وهذا يدل أنه مات مسموما وقد ذكر لي أنه شاهده بلحيته وبشعره وبجسمه المقدد هذا أكبر دليل بأنه مات مسمما.
• متى حدث هذا إي زيارة عمك للقبر؟
• بعد ثمانية عشرة عاما أو عشرين عاما تقريبا والأستاذ نصر البحرة نقل عن بشير الكاتب وبشير لا يرضى أن يكون السلطان مسؤولا عن وفاة الكواكبي وهناك أمر آخر، شاهد آخر هو عبد المسيح الأنطاكي والملقب بنديم الكواكبي، وقد تحدث عن وفاة الكواكبي وتحدث كيف ذهب إلى عباس الثاني بالإسكندرية وعاد غضبا بعد أن رفض الموافقة أن يذهب للسلطان عبد الحميد ويعتذر منه . وعبد المسيح لم يقل هكذا حرفيا، بل قال لم يدر الكواكبي أنه يجري في مصر ما يجري على البوسفور والمعروف أن السلطان عبد الحميد كن يدعو من يريد التخلص منهم ويجلسهم على كرسي في قصره فتنفتح الأرض ويهوي بها الضيف في غياهب البوسفور وشبهذلك الشيء بما يفعله عباس حلمي أيضا.
• هل توافقون إجراء تحليل طبي للرفات باستخدام التقنيات المعاصرة لحسم الجدل حل الوفاة؟
ليس لدينا أي تفكير في موضوع إعادة الفحص وحول ما إذا تسمم أو لا فالأسرة متأكدة من تسممه ولا حاجة لمثل هذا الأمر فهو أمر شخصي.
• هل تؤيدون بإجراء حملة وطنية إعلامية لإعادة الرفات خلال اقصر فترة ممكنة بحيث تحل الذكرى التسعة بعد المائة لوفاة الشهيد الكواكبي والناس يؤمون ضريحه في حلب؟
• نتمنى ذلك انا شخصيا أحلم بذلك ولكن لي رأي وللآخرين راي آخر ربما نتمكن من دفنه بين قبر أجدادنا لنا جامع هو جامع أبو يحي الكواكبي وجميع أفراد الأسرة مدفونون فيه ويمكن وضع الرفات فيه أو بين ضريحي سعد الجابري وإبراهيم هنانو .
– موقع ألف