صفحات سورية

اختفاء كتّاب سوريين…لؤي حسين نموذجا

null
بهية مارديني
اختفى في الآونة الاخيرة بعض الكتّاب السوريين من ساحات الصحف العربية ، بعد أن كانت هذه الصحف تزخر بأسماء عديدة وأقلام متميزة ، ومن بينهم الكاتب والناشر لؤي حسين الذي تحدث عن الأسباب في حديث خاص فقال “أعتبر أن أفق التطور السياسي مغلق في سوريا، والبلاد تعيش حالة مراوحة في المكان ، وهذه المراوحة انعكاساتها سلبية نتيجة انه ليس هناك مواكبة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد”.
انفتاح اقتصادي ولكن…
وأوضح ان الانفتاح الاقتصادي الذي شهدته سوريا في السنوات الاخيرة كانت له آثارا اجتماعية واضحة فأي تغير اقتصادي كبير له آثار كبيرة ايضا الا ان التوجه السياسي للسلطة لم يستطع ان يواكب هذا الانفتاح مما ادى الى هذه المراوحة.
وبيّن لؤي حسين صاحب دار نشر بترا” انه ظهرت في سوريا كتلا اقتصادية كبيرة وعلى صعيد التعليم ظهرت جامعات ومستشفيات خاصة وفنادق و….هناك حقل اجتماعي اقتصادي كبير جديد كما ان هناك من جانب اخر ما نلحظه من حالة صناعة الفقر في البلاد فنسبة الفقراء اصبحت كبيرة وهبطت فئات وسطى الى مستوى الفقر ، وكل هذه المتغيرات لها اثارها المتبادلة وفي المقابل لا نرى اي اداء سياسي جديد وهذا ما جعلني أرى ان الافق مغلقا فضلا عن الشدة الأمنية او ما اقول عنه تراجع “البحبوحة الامنية” اي الفسحة في الحريات التي عاشتها سورية حتى 2006-2007″.
وحول كيفية قيام السلطة بايجاد اداء سياسي جديد اعتبر” ان هذا الاداء يكون باطلاق الحريات وتخفيف الضغط الامني خاصة حرية التعبير” ، واضاف “عندما تم اعتقال مثقفي وناشطي اعلان بيروت – دمشق دمشق -بيروت، واعلان دمشق ، رغم مخالفتي معهم في الرأي ، الا ان اعتقالهم بدا وكأن هناك حالة من اجتثاث المثقفين في البلاد وهذا ما ادى الى تراجع العديد من الاقلام عن الكتابة ، ليس انا فقط فهناك العديد من الحالات .
واشار الى انه في العامين 2005-2006 ظهر عدة كتّاب سوريين جدد في الصحف العربية والان تضاءلت هذه النسبة اقصد من يكتبون في الشأن السياسي” .
حالة غير واضحة في خطاب وأداء مؤسسات الدولة
وحول نشاطاته وخاصة بعد ما وصفه بأنه ما “بعد التضييق على مؤتمر العلمانية الثاني والغاءه ” قال “أعمل في الحقل الثقافي الذي أعتبر انه ليس اقل اهمية من الحقل السياسي رغم انه ما كنا نفعله سابقا هو ايضا يصب في خانة الثقافة السياسية”، ولفت الى انه يكتفي هذه الفترة باعداد نشاطات ثقافية تنموية” .
وحول مؤتمر العلمانية الثاني الذي فشل في اظهاره الى النور بعد نجاح المؤتمر الاول أجاب حسين ” في الواقع ليس هناك فشل وما جرى انه تم التضييق على المؤتمر الثاني بحجة ان موضوع العلمانية لا يجوز طرحه في العلن وانما في الصالات المغلقة ، ولكن للمفارقة هذا ما حصل في شهر شباط الماضي ومنذ اكثر من شهر تم نقل المنقبات من السلك التعليمي “، مبررا ” هناك حالة غير واضحة في خطاب وأداء مؤسسات الدولة وبالتالي نجحنا في اقامة المؤتمر الاول للعلمانية ولم نتمكن من عقد المؤتمر الثاني بعد ان تم التضييق عليه وسنحاول مرة ثالثة في اقامة مؤتمر قريب في الربيع القادم” .
لا تصور واضح لهوية الدولة السورية
واختصر حسين القول بانه “لا يرى لدى مؤسسات الدولة ومسؤوليها اي تصور لهوية الدولة السورية ، فعلى سبيل المثال في موضوع العلمانية الذي نحن بصدده لن نرى اي تطابق بينهم لموضوع العلمانية وهل هو جزء من هوية الدولة السورية ان لا لانه لو كان هناك تصور ان هذه العلمانية جزء من هوية الدولة السورية لما كانت وزارة الثقافة اعتبرت ان موضوع العلمانية لا يناقض في العلن اذ لا احد يخفي هويته او يخجل منها ، ان التضييق على مؤتمر العلمانية ثم في تصرف يمكن اعتباره مناقضا، وهو نقل المنقبات دليل واضح على فقدان الصورة الواضحة لدى المسؤولين” .
وحول ان الدستور هو الفصل اعتبر انه” لا الدستور ولا وثائق حزب البعث الحاكم بقيت مرجعية لتحديد هوية الدولة السورية وهناك شتات في التصورات و لااحد يعمل على انتاج صيغة الهوية الجديدة” .
كلنا شركاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى