صفحات ثقافية

سمر يزبك في الاحتفال بترجمة ‘ رائحة القرفة’ في معرض تورينو: اختصار الكتابة العربية الجديدة في الجنس تلصص استشراقي

null
تورينو ـ ‘ القدس العربي’: الترجمة الإيطالية لرواية الكاتبة السورية سمر يزبك صدرت عن دار كاستلفيشي Castelvecche، وبهذه المناسبة شاركت الكاتبة في معرض تورينو للكتاب الذي أقيم على مدى خمسة أيام من الخميس إلى الإثنين الماضي، في واحدة من أقل الدورات مشاركة من جانب العرب، حيث لم يشارك سوى أربعة عرب أو من أصل عربي هم: يوسف زيدان، عبدالفتاح كيليطو والطاهر بن جلون، وسمر حيث اسحتضن المعرض لقاء مع الكاتبة لإطلاق الترجمة التي أنجزتها كلاوديا.
قدمت الصحافية الإيطالية سيشيليا زيشينللي الكاتبة للجمهور، ثم تركت لها الحديث عن أجواء الرواية وظروف كتابتها، وجيل الكتاب والكاتبات الجديد في سورية قبل أن تبدأ الصحافية حواراً معها، تتخلله قراءات لفقرات من الرواية تناوبها شاب وفتاة.
قالت سمر إن موضوع الرواية جاءها مصادفة عندما كانت تجري تحقيقًا بين سكان العشوائيات في دمشق، مؤكدة أن روايتها تتناول القهر الواقع على المرأة، بشكل عام، ومن بينه قهرها في موضوع الجنس من خلال العلاقة الاستغلالية بين السيدة الأرستقراطية وخادمتها، وهي ترى هذه العلاقة قمة القهر، ولم تتعمد كتابة هذه العلاقة المثلية بالذات إلا لأنها تحدث وتمثل الحد الأقصى من افتقاد الحرية.
وأكدت يزبك أنها لا تحب أن يتم التركيز على هذه العلاقة باعتبارها أبرز ما في الرواية، أو باعتبارها ‘ الشرق’ وأن الرواية بالتالي فرصة للتلصص على الشرق؛ حيث توجد العلاقات المثلية في الغرب كما في الشرق، وإن كان هناك فرق بين الإرادة الحرة في علاقات من هذا النوع وبين الاستغلال الذي تمارسه سيدة على خادمتها، وأن افتقاد الحرية في اختيار الشريك ينطبق أيضا على تولي الأب تزويج ابنته القاصر وتطليقها من دون إرادتها.
وعن الوضع الاجتماعي في سورية قالت سمر إنه كان حتى وقت قريب أكثر انفتاحًا من الوضع السياسي، لكن الأمور تتجه نحو الأسوأ بسبب غياب حرية التعبير وتصاعد المد الأصولي، وغض السلطة النظر عنه، بل ومساعدته في الوقت الذي تقوم فيه بحل الجمعيات المدنية والوقوف في وجه محاولات التغيير العلمانية الحقيقية. وقالت إن نساء سورية ناضلن من أجل مكاسب جديدة في قانون أكثر مدنية للأحوال الشخصية، ولكن كانت المفاجأة أن الاتجاه المتشدد دفع بمشروع قانون أكثر تخلفًا لإقراره في البرلمان، وأصبح أقصى مكسب هو الحفاظ على الوضع القائم.
وفي ردها حول سؤال إذا كان من الممكن اعتبار وجود ثورة جنسية في كتابة المرأة العربية، استنادا إلى روايات مثل ‘ برهان العسل’ قالت إن هناك كتابة جديدة في العالم العربي، تكتبها النساء ويكتبها الرجال أيضاً، هناك نزوع إلى الحرية من حيث الشكل واللغو والموضوعات المتعددة واختصار التجربة في الجنس فقط فيه ظلم كبير.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى