المذيع التلفزيوني.. السيد بلعوم
نبيل الملحم
على المذيع أن لايخطئ في نشرة الأخبار.. هذه قاعدة في التلفزيون السوري، ونتائج الخطأ :” عقوبة” تصل حد الاعدام صمتا”، وهذا حق الادارة التلفزيونية.
ولكن على المذيع أن لايعمل، وهذه قاعدة تريح المذيع وادارته، وتجعل الشاشة مجرد لمبة اضافية تضاف الى لمبات المنزل، كي لايتعثر النائم أمامها ببقايا العشاء المرمي على أرضية بيته.
يعاقب المذيع ان أخطأ ولا يطلب منه ولومرة أن ينجز.. وهذا حال قديم لاعلاقة له بالادارة الراهنة، ولا بسابقاتها، فما يحدث هو ذهنية وثقافة، أساسها تكريس السائد على علاته، وهو سائد يسمح بوضعه بين قوسين:
– خذ نشرة سانا.. عدل على الوقت فيها ورتب أولويات المناصب، واقرأ خبرك واخرج من الاستوديو دون ان تعرف ماقرات، حتى يتحول المذيع الى مجرد :
– السيد بلعوم.
يحدث هذا في تنافس المحطات على عقول الناس وامزجتها وحواسها ، ليبقى المذيع السوري في آخر قافلة المطلين على الشاشات باتساعها.. يبقى المذيع مجرد وجه من الصعب تذكر اسمه.
يبقى رقما في شاشته ولا يتحول الى اسم.
يبقى اسمه :” المذيع” فقط، أما الاسم الثلاثي الذي حمله منذ الولادة الى الكفن، فليس له أي اعتبار يذكر، ولهذا تعالوا نعمل استبيان رأي في الشارع السوري ونسأل المستهدفين من الاستطلاع بدءا من بائع عرقسوس وصولا الى أساتذة الجامعة.. نسألهم:
-عدد خمس مذيعين سوريين، وبعدها نسأل:
– عدد خمسة مذيعين لبنانيين، فما هي النتائج؟
النتائج أن المذيع السوري سيكون مجهولا، رغم كونه يتعرض في الشارع لمن يقول له:
– هذا بيطلع بالتلفزيون.
في كل الدنيا، بات اسم المحطة من أسماء نجومها.
لن نعدد أسماء.. لن نقول هذا برنامج أوبرا، او ذاك برنامج الدكتور فيل.
لا.. سنكون اكثر تواضعا ونذهب الى محطات عربية انطلقت من دول بلا ذاكرة، فهل ستكون النتيجة مانحصده في بلدنا؟
أسامة الشحادة ولخطأ في احلال اسم ضيف مكان اسم آخر في نشرة، عوقب.. الرجل عوقب منذ زمان، منذ ان لم يقدم النشرة بخاتمة يقول فيها:
– كان معكم اسامة الشحادة تصبحون على خير.
شوكوماكو 20-5-2010