الكيان الصهيوني و إدمان الإجرام
مرّة أخرى.. فعلتها إسرائيل
و كيف لا تفعلها؟ تعرّضونها, هي المسكينة, للاستفزاز و تريدونها ألا تفعلها؟ أليست سفن المساعدات الإنسانية المارّة أمام أعين عسسها كالماء السائل أمام الضمآن؟ كـ “شمّة كوكائين” للمدمن؟ كقدح ويسكي للسكير؟ كحسناءٍ متبرّجة أمام عبيد التستوستيرون؟ تريدون أن تمرّ السفن العزلاء بناشطيها و مساعداتها و أعلامها و نواياها و هتافاتها من أمام الكيان الصهيوني بدون أن ينقضّ عليها؟ تستفزّون ثم تستنكرون العواقب؟ إنكم تظلمون إسرائيل يا عالم!
..
مرّة أخرى.. فعلتها إسرائيل
إن كياناً سرطانياً كالكيان الصهيوني يعتاش على الجريمة, هي مهنته و هويته و عموده الفقري, هي مأكله و مشربه, هي مخادع عشقه و سجون كرهه, أو سجون عشقه و مخادع كراهيته, لا فرق. الجريمة أسلوب “حياةٍ” للكيان الصهيوني, إنها تراث الكراهية و الطغيان.. وسمة شرفٍ للغاصب المتعجرف.. نشيد تحيّة علم الدم المسفوك رخيصاً تحت سمع و بصر و صمت العالم أجمع… العربُ منه و العجم.
..
مرّة أخرى.. فعلتها إسرائيل
لقد أصبح الموت اعتيادياً في محيط إجرام الكيان الصهيوني.. كالعادة تقترف إسرائيل جريمة, كالعادة نستشيط غضباً و نزمجر رفضاً و نصرخ استنكاراً, كالعادة نعتقد أن هذه الجريمة هي آخر مسمارٍ يُدقّ في نعش الكيان السرطاني.. و كالعادة ننسى بعد عدّة أيام, و ربما تكون مظاهرتنا المقبلة فرحاً بفوز البرازيل أو بخسارة كوريا الشمالية أو بتعادل هندوراس (مثل ذلك الحزيران البيروتي عام 1982)..
لقد قال محمود درويش يوماً أن ” لا ” هي آخر الطلقات… مضى علينا خمسون عاماً و نحنُ نطلق آخر الطلقات, ربما نطلقها احتفالاً بختان الوليد أو بزفاف سبع البرمبا, المهم أن نطلق الرصاص أو اللاءات..
أطلق العرب يوماً لاءات الخرطوم.. و منذ ذلك اليوم نضخ اللاءات بالخراطيم, و تشتريها إسرائيل بأقل من سعر الكلفة, و رزق الهبل عالمجانين.
..
مرّة أخرى.. فعلتها إسرائيل
فتحنا الفضائيات, مواقع الانترنت, الراديو.. قال جارنا و صرّحت جارتنا و استنكر أبو صطيف السمّان
اليوم و غداً و بعده سنصفق حين يقول أردوغان و يفعل شافيز و يهتفون في لندن و يغنّون في باريس و يشعلون الشموع في وارسو.. بعدها يصمت أردوغان و تنام لندن و تسكر باريس و تبحث وارسو عن حلف جديد, أو لحاف ؟!
..
مرّة أخرى.. فعلتها إسرائيل
و مرّة أخرى, أكرر التمني بأن تكون الأخيرة, رغم أن أمنياتي عاجزة عن تخطّي السوداوية و التشاؤم المفروضين بأمر الواقع و بفرمان السلاطين و فواتير الهزيمة..
رحم الله الشهداء… و الحرّية لفلسطين !
http://www.syriangavroche.com/