القبيسيات” بين السرية والعلنية.. نشاط دعوي أم تعليمي داخل المدارس السورية
أروى الباشا
يحاط نشاط القبيسيات بهالة من “القداسة” وكثير من اللغط والتأويلات، بسبب الطابع الملتبس لنشاطهن بين السرية والعلنية، حيث يتهمهم البعض بإشاعة “التزمت والتعصب”، بينما يرى آخرون في نشاطهن مجرد “توسيع رقعة انتشار الدين الإسلامي”.
نشاط القبيسيات لم يقتصر على مجموعة من الأتباع يحطن بمؤسسة الجماعة “الآنسة” منيرة القبيسي بل امتد إلى المدارس والجوامع وتجاوز حدود سوريا إلى البلدان المجاورة حيث قدرت بعض المصادر الصحفية عدد الإتباع ب 75 ألف امرأة.
حاولنا اختراق جدار التكتم على نشاطهن، وزرنا بعض المدارس، والتقينا بعض المريدات اللواتي دافعن عن نشاطهن ورفضن كل ما يشاع عن “سرية وتزمت” واستطعنا الحصول على تصريح حصري من قبل أحد التابعات المباشرات لمنيرة القبيسي، وبالمقابل رصدنا بعض الآراء والتجارب الشخصية لنساء كن على علاقة بهن.
نسرين في حفلة قبيسية
تصف الطالبة نسرين(صف حادي عشر) ما حدث معها حين لبت الدعوة إلى حفلة قبيسية بالقول “بكعبي العالي وتنورتي القصيرة دخلت لحضور حفلة (قبيسية) كانت قد أحرجتني زميلتي في المدرسة على حضورها وأخبرتني أن الحفلة أقيمت خصيصاً على شرفي عسى الله يهديني..”.
توضح نسرين” ضمنياً لم اذهب إلى الحفلة لتحدي أحد كما فهموا من طريقة لباسي، لكن ما ان دخلت حتى تمت مقابلتي بنظرات الاستحقار التي وزعت علي بالجملة, فضلاً عن التوبيخات غير المباشرة التي وجهتها (الآنسة) على مبدأ “الحكي إلك يا جارة اسمعي يا كنة”..
و تتذكر التعليقات التي سمعتها من الانسه بحرفيتها “الله يهدي هالبنات اللي يا ريت لو كانوا بنص عقل لأن التجرد من الحجاب ليس إلا التجرد من العقل…بتمشي البنت بالشارع بشعرها المفرود ورجليها الواضحة للعيان ومو مخلية مكياج على وجهها ولا إكسسوار إلا متزينة فيه”.
تضيف نسرين “أحسست بالإهانة فقررت الانسحاب فوراً من ذلك المجلس فالدين برأيي لا يكون بالشكل الخارجي للإنسان فقط وإنما المهم أخلاقه”.
وتختم نسرين كلامها ساخرة “هذه الطريقة (الذكية جداً) التي اتبعتها الآنسة معي تكرّه الإنسان بالدين وتجعله يعتقد أنه دين تشدد و تعصب على عكس ما هو عليه”.
استقطاب الطالبات بالمدارس
وفي جولة لنا على مجموعة من المدارس بدمشق منها مدرسة عائشة بن عثمان كان واضحا أن غالبية الطالبات يضعن الحجاب(الاشارب الابيض) بطريقة القبيسيات، كما أن أغلب المدرسات قبيسيات أيضاَ (كما يتضح من طريقة لباسهن).
رغم هذه الإشارات الواضحة الدلالة لكل المهتمين، فان المسؤولات عن تلك المدارس بمجرد سماعهن بالصحافة رفضن التحدث عن الموضوع لأسباب مجهولة لافتين إلى أن “الوضع طبيعي في المدارس ولا يوجد داخل المدارس اجتذاب لطالبات معينات للانتماء إلى جماعة القبيسيات”.
غير أن مدرسة اللغة الانكليزية والمختصة بعلوم الفقه الإسلامي والقرآن الكريم(كما قدمت نفسها) القبيسية دينا رستم (على علاقة مباشرة بمنيرة القبيسي) لم تجد حرجاً في التحدث عن نشاطهن في المدارس، حيث كشفت ولأول مرة عبر وسائل الإعلام السورية والعربية (لم يسبق وأن صرحت أي من القبيسيات عن نشاطهن لوسائل الإعلام) “تقوم الآنسة القبيسية بتحفيز الطالبات على الانتساب للجماعة وأنا شخصياً استطعت أن أضم غالبية الطالبات اللواتي أقوم بتدريسهن إلى جماعة القبيسيات”, مشيرة إلى أن “تنسيب الطالبات أمر هام للغاية حيث تتضمن الدروس تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية بالإضافة إلى التحدث في أمور الطهارة والخصوصيات التي تخجل الأمهات في العادة التحدث لبناتها عنها”.
هذا ما تؤكده الطالبة ريم (صف الحادي عشر)، حيث قالت “تعتمد القبيسيات على وسيلة التدرج في استمالة عواطف التلميذات إذ تتعلق مشاعر إحداهن بآنستها تماماً”، ووصفت طريقة استمالتها من قبل الآنسة بالقول “في البداية لم أعرف ما سر المودة و المحبة والمعاملة المميزة لي من قبل معلمة اللغة العربية فضلا عن أسئلتها لكل ما يتعلق بتفاصيل حياتي, ولكن تلك المعاملة الخاصة ما لبثت أن تحولت إلى عامة سرعان ما اكتشفت الآنسة التي كانت من الجماعة إياها لطبيعة عمل والدي كونه يشغل منصباً في أحد الفروع الأمنية”.
“ريم في الحالة السابقة غير مطابقة لمواصفات الجماعات التي تخفي نشاطها وتمارس اجتماعاتها سراً”، هكذا عقبت المختصة في علوم الشريعة الإسلامية (فضلت عدم ذكر اسمها) والمطلعة على أمورهن بشكل كبير وأضافت “يتأرجح نشاط القبيسيات المنزلي بحسب الظروف المحيطة أمنياً وسياسياً ودينياً في البلاد, ولتفادي المساءلة القانونية يقمن بتغطية هذه الدروس بالمناسبات الاجتماعية رغم أن الفترة الأخيرة شهدت تشجيعاً من قبل السلطات للقبيسيات على عدم إعطاء دروس في المنازل مقابل إعطاء تراخيص لدروس علنية بدلاً من الحلقات السرية.”
ومنافسة على اجتذابهن
تجد القبيسيات في المدارس المكان الأفضل لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الفتيات فالمعلمات لسن وحدهن من يقمن بعمليات الاجتذاب تلك وإنما “للطالبات دور كبير أيضاً في إقناع زميلاتهن للانتساب إلى الجماعة” وفقا لرواية الطالبة فاتن (في المرحلة الثانوية).
تتابع فاتن “وجود طالبة متفوقة وهادئة و(خام) مثل زميلتي رجاء تكون هدفاً لهن”وتضيف “بعدما لمست التعصب الشديد من قبل تلك الفتيات مع كل فتاة حسب مصلحتهن” وتابعت “المعاملة اللطيفة والتودد الشديد لزميلتي رجاء، مقابل المعاملة العادية جداً لي لأني لست هدفهن كوني أتبع المذهب (التوحيد الدرزي) أثار غيرتي وغضبي” .
أوضحت فاتن “لديهن قدرة عجيبة على التمثيل و تكييف معاملتهن مع الطالبات حسب المصلحة، هذا فضلاً عن التنافس الشديد بينهن على الفتيات، فمن تستطع استمالة أكبر عدد من الطالبات يكون لها القسط الأوفر من رضا آنستها”.
نشاط سري في البيوت
رفضت آنسات قبيسيات التحدث نهائياً عن أي موضوع يخص نشاطهن في البيوت، إلا أن االقبيسية رستم أكدت لنا أن “هناك حفلات تقام باستمرار مع تنسيب كل فتاة جديدة إلى الجماعة, ودروس دين يتم إعطاؤها بشكل دوري”, ولكنها نفت “وجود أي تعصب أو تعليمات خارجة عن إطار الدين الإسلامي فالدروس التي يتم إعطاؤها بطريقة العبر والمواعظ والقصص, وتتضمن ما ينفع الإنسان في دنياه وآخرته”.
ولم تخف رستم وجود “دروس دينية غير مرخصة في المنازل”، قالت معللة السبب “الدولة تسمح لنا بالدروس في المساجد فقط وتمنع نشاطنا في المنازل، لكننا نضطر أحيانا لإعطاء الدروس في منزل إحدى الداعيات الموثوق فيها نظراً لاكتظاظ الجوامع في بعض الأحيان وعدم المقدرة على إعطاء الدروس فيها وحسب الوقت والظروف”, لافتة إلى أن “الدروس متوقفة نظراً لقرب امتحانات الطالبات وضرورة الدراسة والتحضير بشكل جيد”.
المرتبة بحسب لون الاشارب
كشفت مختصة بعلوم الشريعة الإسلامية مطلعة على نشاطهن (فضلت عدم ذكر اسمها) أنه “يُفرض على المرأة القبيسية ارتداء زي معين من الملابس في المنزل حتى أمام زوجها وأولادها مع التشديد على ضرورة وضع (القمطة على الرأس), كما أن الآنسة تتدخل بشكل كبير في علاقة المتزوجات منهن مع أزواجهن ومن غير المسموح أن تتزين المرأة لزوجها لأن الحياة الآخرة هي الأهم متناسين عبارة (ولك نصيب من الدنيا)”.
وعن لباس القبيسيات و طقوسهن كشفت إحدى المنتسبات إلى تلك الجماعات سابقاً السيدة أم وائل “لباسهن الموحد المعتمد هو المانطو الكحلي مع تنوره بشكل معين تحته وجوربين سميكين وحذاء طبي بلون غامق غير ملفت للنظر”.
وبحسب أم وائل فان “لون الإشارب الذي تضعه القبيسية يدل على مرتبتها فاللون الأبيض للمنتسبات الجدد للجماعة واللون الأزرق لحافظات القرآن الكريم أما اللون الكحلي فلا ترتديه إلا القبيسية المتمكنة في أمور الدين والقرآن والفقه, مع التأكيد على أن يربط الإشارب لجميع المراتب بطريقة تبقيه منفوخاً قليلاً من الأمام”.
تبجيل إلى درجة التقديس
تركت أم وائل القبيسيات وعن السبب قالت “ظننت في البداية أن دخولي في مثل هذه الجماعة سيقربني إلى الله أكثر ولكن ممارساتهن لم تعجبني أبداً وخاصة بالنسبة لتصرفاتهن مع الآنسة الكبيرة التي تعامل بشيء من القداسة، فأوامرها تنفذ بحذافيرها من دون نقاش وعندما تأتي تتسابق حاضرات الدرس على تقبيل يدها وتبجيلها, وحتى عندما تشرب كأس ماء فإن ما يتبقى من كأسها طاهر ومن تشرب من بعدها تكون صاحبة حظ سعيد”.
إلا أن القبيسية رستم نفت وجود أي تشدد أو تزمت في مذهبهن “مبدأ القبيسيات هو الاعتدال في كل شيء بما يحقق منفعة الإنسان في الدنيا والآخرة, والمحافظة على تعاليم الشريعة الإسلامية”.
أم وائل ليست وحدها من عايش تلك الجماعات وانتقد سلوكياتها، إحدى المنتسبات إلى الجماعة (غ,ط) انتقدت البذخ على الحفلات “من الجيد أن يتوسع الإنسان في أمور دينه ويتقرب إلى الله ولكن الدين أيضاً لا يقول أن تصرف المبالغ الطائلة على بروتوكولات الاحتفال وتحضيرات وهناك أناس يموتون جوعا”, لافتة إلى أن “الحفلات تتم في إحدى الفيلات الفخمة أو المزارع التي تملكها إحدى الآنسات ويتم هناك تقديم بوفيه مفتوح من الأطعمة من كافة الأشكال والأصناف حتى أن هناك أنواع تقدم تراها لأول مرة”.
ولكن (غ,ط) لا تنتقدهن بشكل كامل إذ أوضحت أن هناك جوانب إيجابية تطغى على سلبياتهن ومن أهمها “أنهن يقمن خلال الدروس بهداية الفتيات والنساء إلى التعاليم الإسلامية بشكل واضح وصريح بدلاً من تضييع الوقت مشاهدة الأغاني الخلاعية والفضائيات التي تعج بالفساد”.
البوطي: لا تزمت ولا شذوذ
وصف الدكتور قي كلية الشريعة توفيق سعيد رمضان البوطي القبيسيات بأنهن ” طبقة من طبقات المجتمع وليس جماعة”، وحول نشاطهن في المدارس قال “أنا لست ضد انتشار هذه الطبقة في المدارس لتنوير اكبر عدد ممكن من الطالبات بتعاليم الشريعة الإسلامية طالما أنه ليس هناك تجاوز للحدود لأن الإسلام يقبل كل فئة منفتحة تتقبل الآخرين وتحب أن تتعايش مع المجتمع”.
وامتدح البوطي القبيسيات بالقول “تتمتع هذه الطبقة بثقافة عالية ولها أوضاع جيدة في مؤسسات الدولة وكافة قطاعات الحياة”, مشيراً إلى أن “الإنسانة التي تسمى قبيسية لا تختلف عن المرأة العادية سوى باهتماماتها الدينية واستقامتها في سلوكها في حشمتها الزائدة وجديتها في الحياة”.
وحول ما يقال بوجود تزمت في عقيدتهن وتعليمات خارجة عن إطار الشرع أوضح البوطي أن “ليس كل ما يقوله الناس صحيح و لم يلاحظ علماء الدين وجود شذوذ في عقيدتهن أو تزمت زائد, وهن يمثلن المرأة المعاصرة أفضل تمثيل فهناك الطبيبات والمهندسات والموظفات”, لافتاً إلى أن “هناك افتراءات كبيرة من قبل أناس لا يريدون أن يخالفهم أحد في الفكر”.
البوطي: أرفض السرية في النشاط الديني
وبالنسبة لما يشاع عن وجود اجتماعات سرية تحت غطاء الحفلات قال البوطي “الآن سمح لهن أن يمارسن دروسهن في المساجد ووزارة الأوقاف ترعاهن كما ترعى غيرهن وما يكون من حفلات لهن يكون للاحتفال بالفعل بمناسبات اجتماعية مختلفة كاحتفال بحفل خطوبة أو تخرج على شكل موالد دينية, ولا يمكن أن نعامل المناسبة الاجتماعية على أنها اجتماع خاص”, مؤكداً أن “اجتماعاتهن تكون دينية ولا يوجد فيها ما هو متجاوز للقانون أو أمن الدولة”.
ولفت البوطي إلى أنه “يرفض السرية في النشاط الديني لأن أي نشاط ديني يجب أن يكون معلن ومتاح للجميع والدولة تحتضن أطياف دينية متعددة تعيش بانسجام ومودة”.
وحول تقديس الآنسات علق د.البوطي بالقول “الاحترام الزائد للمربي والمعلم شيء طبيعي ولكن ليس أن يكون نوع من التزمت, لأن الدين ليس مع التقديس والمبالغة مرفوضة لكن الأدب مطلوب ضمن حدود الاعتدال, مضيفاً بأنه يجب أن “لا يضيق صدرنا عن قبول الإنسان الآخر وخاصة إن كان فعالاً في المجتمع “, وكشف البوطي بأن “كنته وابنته لهن صلة بهذه الفئة”.
حبش: جيل جاد ومنتج ومحافظ
وعن سبب الانتشار الواسع لهذه الجماعة في المدارس السورية أوضح مدير مركز الدراسات الإسلامية بدمشق وعضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد الحبش أن “مؤسسة الجماعة منيرة القبيسي نشطت في وقت سابق في مجال التعليم وتمكنت من إدارة عدة مدارس خاصة في المرحلة التي كان فيها التعليم الخاص نادر الوجود في سوريا, وبالتالي أسهمت منيرة في تربية جيل جاد ومنتج وعامل ومحافظ في الوقت نفسه وشهد لها بكفاءة إدارتها, ما أدى فيما بعد إلى انتشار هذه الجماعات في المدارس السورية الخاصة والعامة”.
ويتفق د.حبش مع د.البوطي حول عدم وجود سرية في نشاط القبيسيات حيث يعتبر أنه “لا يوجد أي نشاط سري أو غير قانوني لتلك السيدات وخاصة بعد أن حصلن على ترخيص رسمي من وزارة الأوقاف بصلاحية إعطاء دروس علنية في المساجد”, مشيراً إلى أنه شخصيا “كان له دور كبير في المساهمة في منح القبيسيات عدداً من المساجد لممارسة النشاط الديني فيها”, لافتاً إلى أنه “لا يمكن لأحد إطلاق اسم المحاضرات والدروس على اللقاءات الاجتماعية التي تأتي بشكل عفوي في المنازل فمن الطبيعي اجتماع الفتيات والسيدات مع بعضهن في بيوت إحداهن وتبادل الزيارات الاجتماعية”.
ويؤيد د.حبش ” انتشار هذه الجماعة الدينية في المدارس السورية لأن الدين الإسلامي مع الدعوات الجادة التي تساعد في دفع المرأة نحو العمل والإنتاج وخاصة في الإطار العلمي والثقافي لاسيما أن القبيسيات أسهمن في تقديم سلسلة من الأعمال العلمية التي قدمت للمكتبة العربية وأغنتها”, لافتاً إلى أن “”القبيسيات لسن حالة طارئة فهن من طبيعة المجتمع السوري المحافظ ولا يوجد أحد اختار لهن اسم القبيسيات وإنما أسهم الإعلام بشكل كبير بإطلاق هذا المسمى على تلك النساء المتدينات”.
نشاط دعوي وتعليمي
نقلا عن (موسوعة الويكبيديا) يرجع تأسيس جماعة القبيسيات إلى “منيرة القبيسي التي ولدت في دمشق عام 1933 ودرست في مدارس العاصمة السورية إلى ان نالت إجازة في العلوم الطبيعية، استندت إليها في التدريس في مدراس حي المهاجرين وبقية إحياء دمشق وفي بداية الستينات، زاوجت بين النشاطين الدعوي والتعليمي، وذلك في ضوء ودراسة علوم الدين في كلية الشريعة في جامعة دمشق واقترابها من (جامع ابي النور) التابع لمفتي سورية الراحل احمد كفتارو، حيث قال نجله حسن كفتارو: “نتيجة النشاط الدعوي منعت من التدريس في المدارس”.
وذكرت تقارير صحفية أنها “تسكن حالياً في منطقة تقع بين شارعي (الشعلان) و(الروضة)، مع عدد من الآنسات والداعيات المقربات منها, وقيل أنها تعاني من أمراض وتختلف تسميتها بين الشيخة الكبرى أو الآنسة الكبرى أو الآنسة الأم، غير أن أكثر التسميات شيوعاً هو (الآنسة)”.
كما ذكرت تقارير صحفية (1) أنه خلال العقدين الماضيين ترواح نشاط منيرة القبيسي بين “العلني والسري”، وبأنها استطاعت من خلال المزج بين الأمرين “توسيع نشاطاتها في المحافظات السورية قبل ان تعبر حدود البلاد في مرحلة أولى والعالم العربي في مرحلة ثانية، إلى أن بلغ عدد “أتباعها أكثر من 75 ألف فتاة، كحد أدنى”.
ونقلت تلك التقارير عن متابعين وشيوخ ان “أشهر تلميذات “منيرة” أسسن جماعاتهن الخاصة في لبنان والأردن منذ زمن واللواتي عرفن بـ (السحريات) في لبنان نسبةً إلى (سحر حلبي) و(الطباعيات) في الأردن نسبةً إلى (فادية الطباع)”.
الأوقاف تتكتم
التصريح الرسمي الوحيد يعود للسيد وزير الأوقاف السوري السابق الدكتور زياد الدين الأيوبي، حيث أعلن(2) في وقتٍ سابق رفضه تسمية أتباع الداعية منيرة القبيسي بالقبيسيات، وأضاف “من غير الصحيح أنهن يحاولن استقطاب نساء المسؤولين والأغنياء لتحقيق النفوذ أو الامتداد، وتشكيل (مظلة حماية)، توفر لهن الحصول على رخص التدريس في المدارس والمساجد”.
فيما لم يعلق السيد وزير الأوقاف الحالي محمد عبد الستار على طلبنا لمعرفة رؤية وطريقة تعامل الوزارة مع القبيسيات، وطلب مدير مكتبه مقابلة مستشار الوزير للشؤون الدينية د. تيسير أبو خشريف، فأشار بدوره إلى ضرورة مقابلة مسؤولة التعليم الديني بالوزارة سلمى عياش، حيث رفضت التصريح بأي معلومات تتعلق بعددهن والمساجد التي ينشطن بها، وطلبت موافقة خطية من الوزير، ورغم الزيارات المتكررة للوزارة وإرسال الفاكسات والمكالمات الهاتفية التي دارت على مدى أكثر من 20 يوم, لم نصل الى نتيجة تذكر، فيما لفت أحد المسؤولين في الوزارة والتابع مباشرة للوزير إلى أنه “من الصعوبة جداً الحصول على تصريح من الأوقاف فيما يتعلق بالقبيسيات بالذات لأن الوزارة لم يسبق وأن صرحت لوسائل إعلامية عن هذا الموضوع”.
كلنا شركاء
تعليب الدين وربطه بالتقاليد المتملقة والسطحية شيء غير جديد على واقعت البلد
الله يعين على هذه العقول