صفحات العالم

الجماهير العربية والأحلام المؤجلة

بول شاوول
ماذا يمكن أن نقول عندما تضيق بك المواقف والمواقع لهذه الأنظمة العربية. وتضيق بها، عبر هذه التحولات المتسارعة، المتصادمة والمتتابعة، (والمفاجئة)، في العالم، وفي هذا الصراع “الألفي”، بين العرب والعدو الصهيوني الذي احتفل بالذكرى الثانية والستين لاغتصاب فلسطين، ليتوج احتفاله الدموي التذكاري “المونديالي” بمجزرة ارتكبها في أسطول الحرية. ماذا يمكن أن تقول عندما تبحث عن الدور العربي، وفي قضية مركزية (كفلسطين) ولا تعثر عليه. لا شيء! كلمات تطلق موضبة، معلبة، عشوائية، مجرد رنين كلمات تصدر عن حناجر مرتبكة، تدين وتستنكر، وأخرى تدعم الموقف التركي الذي عبّر عنه بشدة أردوغان، أو الموقف الإيراني الذي يصيحه أحمدي نجاد، متوعداً بإزالة الكيان الصهيوني، وتحجيم الغرب (أي غرب!)، لتكون المبادرات الإعلامية على الأقل، والسياسية الفاعلة (كالموقف التركي)، وحدها تحتل الشاشات والمنابر ووسائل الإعلام. وماذا يمكن أن تقول عندها سوى “أين العرب” و”أين العرب” لا تعني أين الشعب العربي فقط من إراداته، بل أين هذه الأنظمة التي أتخمتنا بمزايدات هي الى “زعيقها” الكلامي، تخفي استسلاماً في نزاع مصيري مع عدو ما زال يحتل أجزاءً من الأراضي العربية (مزارع شبعا، الجولان)، وهذا لا يعني أنك، ومن “علياء”، تتهم الشعب العربي بما آلت إليه الأحوال، ولا بما آلت إليه عروبته، وأفكاره، وهواجسه، وأحواله، وطاقاته وطموحاته وقدراته. على العكس، فأنت عندما تسأل “أين العرب” فمن موقع عروبتك المدنية الديموقراطية، العلمانية (والعروبة علمانية لا طائفية ولا مذهبية ولا قبلية)، ومن موقع انتمائك، ومن موقع إيمانك بأنه لو توفرت لهذا الشعب الحرية، والتعددية، والشروط السياسية، والاقتصادية الملائمة، لكانت الأمور على غير ما آلت إليه الآن: في غيابه، وتغييبه، وقمعه… وسحقه!
على هذا الأساس، لا يمكن تصنيف منتقدي الأنظمة في باب مُدِيني الشعب، وإنما على العكس. وكذلك لا يمكن تصنيف الآراء المحللة في باب “الشماتة” (حتى بهذه الأنظمة) وإنما من الإحساس بالواجب القومي (العربي) الذي يُحتّم على كل فرد من أفراد هذه الأمة أن يكون له حق التعبير عن آرائه، ومشاعره ومخاوفه، تصحيحاً للوضع، وتقويماً للإعوجاج، وتعرية للتخاذل والجنون والدكتاتورية والطغيانية. من هنا يمكن أن يبدأ الاستنهاض. ومن هنا يمكن أن تعود الروح والأرماق… وبصيص الضوء، والرجاء الى هذه الملايين التي كدستها الأنظمة في سجون ومعتقلات باتت أكبر من مساحات الأوطان. ومن هنا، لا يمكن لوم هؤلاء “اليائسين” من أنظمتهم على أن يبحثوا ولو عن شمعة مضاءة في هذه الانفاق السحيقة، ولو أشعلها “شعبوي”، متطرف من هنا أو أردوغاني من هناك أو أي يد أخرى. كأنما هذا الشعب دوماً على حافة الهاوية، وقلّما يجد مَنْ لا يدفعه إليها، ولهذا نراه يتمسك بحبال هواء ولو مُدّت إليه من أيد مجهولة… أو موهومة. فلو كان لدينا أنظمة تليق بهذا الشعب المتعطش الى أدنى شروط الديموقراطية والكرامة والحرية (والتحرير)، لما انساق لا لخطب أردوغان، ولا لصيحات نجاد، ولا لصراخ شافيز. لكان قدّرها، وثمّنها باعتبارها رديفاً، وتضامناً، على عكس ما يرى هذا الشعب، في أنه صار وأنظمته رديفاً لغير العرب في القضايا العربية. أي مصفقاً في عرس غاب عنه العريس، وهتّافاً في صفوف المتفرجين، لا لاعباً. إنها دراما عميقة يعانيها الناس (ولا تعانيها الأنظمة المطمئنة الى فسادها، وقيلولاتها، والمحتفلة بهزيمتها)، في أن لا يكون عندهم قيادات تعبّر عن حقوقهم، وتدافع عن أرضهم، وتستعيد ما احتله العدو. إنها العزلة الجوفية الباطنية يعيشها هذا الشعب، والتي عزلته عن أفكاره، وعن أمانيه، وعن إرداته، وعن إبداعه، وعن مستقبله، الى درجة بات فيها وكأنه يعيش في حاضر ساكن، لا ترتعش فيه، بين الفينة والأخرى، سوى بادرة أعجمية من هنا، وصرخة تركية من هناك، وموقف “مشرف” من هنالك. لكن أين هو؟ وماذا يفعل؟ وماذا يمكنه أن يقول، بعد عقود من عمليات المنع والقمع والردع والترويض، والتهميش، والتغييب، والتشويه والصمت. ماذا يفعل الصمت القسري عندما يتكدس طويلاً. أتراه يستنقع. أم يتبلور. أم يصفو على صحوة، أو يغفو على مسكنات؟ وإذا تركنا الشعب المقهور المغلوب على أمره جانباً، وتمعّنا في وضع الأنظمة، وسألنا: ترى بِمَ يفكر عتاولتها الآن. و”نابوليوناتها” و”أبطالها” و”هنيبعلاتها” و”قياصرها”، ماذا يقولون عندما يجدون أنفسهم على هامش التاريخ، وفي الدرجات الدنيا من الفاعلية في القضايا الكبرى، وفي مؤخرات الركب في صناعة الحضارة، والتحولات، وفي أسافل القرارات المصيرية؟ ترى ألا يحسون بالخجل؟ ترى ألا يحسون بالمهانة حتى الشخصية عندما يرون حفيد السلطنة العثمانية أردوغان وحليف إسرائيل وأميركا بات له الحضور الأقوى من حضورهم بين ناسهم، وأن المرجعيات الإيرانية تستل منهم “أدوارهم”… العربية التي وصلوا بشعاراتها الى سلطة الانقلابات تحت مسميات الثورة؟ ترى بمَ يفكرون (قلت يفكرون) عندما يجدون أن شعوبهم “تؤمن” بإخلاص أردوغان لقضيتهم أكثر من إيمانهم بهم. صحيح أنهم لم يلتقوا وشعوبهم لقاء حقيقياً، ولا امتزجوا به (كأنما بين الزيت والماء)، وصحيح أنهم شكلوا “طبقات” فوقية تعلو على ناسهم، لتكون فجوة لا تُرمّم بينهم وبين هؤلاء. لكن أن يكتشفوا أن “جماهيرهم” (99,99 في المئة) سَرَحَتْ نحو شافيز وأردوغان و… وكأنها على انفصال آخر عنها… جماهيرهم التي لا ينظرون إليها إلاّ بمنظار الراعي والقطيع المدموغ… ها هي تشرد… اليوم ربما الى حظائر أخرى ربما غير مناسبة، وربما كمن فقد ظلاله الأخيرة. نتساءل ونحن نعرف أن ما ننسبه إليهم من “مشاعر”، قد يكون في إجازة ألفية. لأنهم مشغولون في أمور أخرى، ومهجوسون بأنواع شغف مختلفة: السلطة بأي ثمن ولو على كرامتهم، وكرامة أرضهم، وأهلهم، وتاريخهم! وبالفساد، ومصادرة الخيرات، والتوريث (آه! ألم يطلع من هذه الجماهير المليونية “عباقرة” إلاّ من أنسالهم وجيناتهم النادرة والمقدسة: ويقولون ثورة! وجماهير، وبيعة!) والعمالة، وتجميل “الهزائم التي أصابتهم وحفّرت في جباههم وأجسامهم، لتكون شرطاً أولياً من شروط “إبقائهم” في السلطة. الهزيمة تعني الاستمرار. أف! والمشكلة، أن هؤلاء ليسوا “فخورين” بهزائمهم، وارتكاباتهم وجنونهم، وخيلاتهم (الاعتراف بالعجز جزء من شعاراتها المظفرة وخيلاتهم) وكبريائهم، فحسب، بل انهم أرادوا، وبكل الوسائل المرعبة والإرهابية أن يورطوا الناس في ما يؤمنون به، ولا يفكرون فيه، ليجعلوهم على شاكلتهم. فبدلاً من أن يشبه الحاكم أو النظام الناس وأحلامهم، فقد صارت الناس على شاكلتهم، محكومة بالعجز، والذل، والفقر، والخوف، واليأس. وبدلاً من أن يجعلوا المدن تشبه تواريخها، وأهلها، جعلوا المدن تشبههم: بلا روح، ولا هواء، ولا ضوء، ولا حرية، ولا تعدد. ولا تنوع، ولا حوار: جعلوها “مدناً” “مُريّفة”، مونودرامية، بصوت من يتحكم بها، وبفكر من يفكر عنها، وبإحساس من يحس عنها بحيث تَجوّفَ كل شيء فيها ما عدا “المحرمات” و”المحظورات” وبنود الطوارئ، والعقول البوليسية، والأدوات المخابراتية. فكيف تكون المدينة مدينة إذا صارت تماثل عقل المخابرات؛ وكيف تكون مدينة إذا ذكرتك شوارعها وطرقاتها بسراديب السجون، وكيف تكون المدينة مدينة، إذا كان الغارسون (النادل) فيها مخبراً، والجالس الى طاولة في جوارك مخبراً. كيف تصنع المدن من أدوات المخابرات، وماكينات الخوف، وآلات القمع. لا شيء! كيف تكون المدينة مدينة، إذا كان على الشاعر لكي يكون “مكرساً” عليه أن يكون، مرتبطاً بالأجهزة أو على الأقل متواطئاً معها. ولكي يكون المثقف مثقفاً أن يرمي خلفه كل ما يتعارض مع النظام، ويتبنى “عبقريات” أهل النظام وأميّتهم وجهالتهم. ولكي يكون المناضل “مناضلاً” عليه أن يستسقي تعليمات السلطة لترسم له مضمون نضاله، وشكله، وطريقه، تعبيره! (وعندها تتمتع بحرية النضال المثالية). ولهذا وعندما ضربت الأنظمة كل الأدوات المدنية والثقافية والسياسية وأفرغت كل “مقاومة” فكرية جاء من يعبئ هذه الفجوات: القبليات والعائليات والأصوليات والتراجعات والارتدادات حتى باتت اليوم معظم المجتمعات العربية مهددة بالتفكك، أو بتبني المناحي الغريزية، والانفعالية، والرجعية، ليصيب كل ذلك بنية “الدولة” العربية التي تتهاوى كل يوم، تحت ضربات “القوى” الخاصة، الدينية أو المذهبية، أو الأصولية. وهكذا تساوت وإلى حد كبير (من دون أن نُغفل قوى مدنية وديموقراطية حية)، القواعد المضروبة بجذورها، والقمم السلطوية المنفصلة عنها بقوة تسلطها عليها. فلا معارضة تذكر من تحت، ولا مَنْ يحاسب من فوق. “الناس اللي تحت” في غيبوبة “مفروضة”، و”الناس اللي فوق” في غيبوبة النرجسيات والفساد والقمع والحديد والنار والقتل. “الناس اللي تحت”، عندما يكون لهم أن “يفيقوا”، فإنهم لا يفيقون إلاّ على “قرع” آت من خارج “ناس السلطة اللي فوق”. بمعنى آخر، كأن الطاقات المكبوتة في المجموعات البشرية والمتصلة بالقضايا الخاصة من ديموقراطية ورغيف وكرامة، وبالقضايا العامة كالقضية الفلسطينية، تهتز وتعبّر وتصرخ وتهتف إنما بالحدود الميسرة. هذا ما لمسناه عندما قصف صدام حسين إسرائيل ببضعة صواريخ لم تصب شيئاً ولا أحداً: عندها انطلقت التظاهرات المؤيدة لصدام، لأنه خرج على المألوف، أو “حقق” المعجزة. ثم تلاشت هذه الفورة. وعندما واجهت المقاومة الفلسطينية إسرائيل، ارتفعت أصوات الملايين بالتكبير والإكبار للمقاومة لأنها “تقاوم” إسرائيل. وهذا ما ينطبق على المقاومة الوطنية، ومن ثم المقاومة الإسلامية مع حزب الله كبديل “موضوعي” من المقاومة الوطنية… “ثم صار ما صار مما لست أذكره”… وهذا ما حصل أيضاً في “انتفاضة الحجارة” في فلسطين، عندما توحدت الطاقات الشعبية حولها. وهذا ما حصل أيضاً في حرب تموز العدوانية الصهيونية على لبنان، وصمود المقاومة الإسلامية، على الرغم من التفاوت في تكبد الخسائر والضحايا والخراب بين لبنان وإسرائيل، حيث ثمّنت الجماهير العربية صمودها، ومن دون تبيان الظروف والمخلّفات… وهكذا دواليك؛ وهكذا تتحرك الطاقات البشرية العربية، من أمل يجهض الى أمل يلوح، ثم يُجهض ثم يلوح، لتبقى إسرائيل على احتلالها وعلى حصارها لغزة، وعلى سياساتها الاستيطانية واستراتيجيتها التهويدية، ليعود كل شيء على ما كان عليه: الناس اللي تحت ينتظرون “منقذاً”، والناس اللي فوق… يزدادون رسوخاً وغطرسة وتأمراً وتعاملاً وفساداً: وكأن في كل هذه الأحوال نوعاً من “ستاتيكو” مخيف يطاول الجميع… ليوفر للعدو كل الظروف ليكمل مخططاته التوسعية… وآخر عناقيد “الخلاص” اليوم، أو آخر “الترياقات” تهبط من أمكنة جديدة. ليست من إيران هذه المرة ولا القوى الجاثمة، والعربية، ولا المتعاطفة “إسمياً” ولا الممانعة “لفظياً”… والرافضة “شكلانياً” وجمالياً… وإنما من لَدُن “باب عال” خلنج، وجديد، حمل “بوابته” من المواقع الإسرائيلية الى المواقع العروبية والفلسطينية. عال! وكان مفتاح هذا الباب العالي هو أردوغان. وماذا كان يمكن أن تنتظر الجماهير العربية “المصبّرة” و”الصابرة” والمكتومة، والمكلومة، و”المهزومة” (بهزيمة حكامها) غير هذا الصوت العالي المنقذ، ولو من “السلطنة العثمانية” ومن “تركيا الفتاة” وبلاد أتاتورك العلمانية، لتنتقض هبة واحدة، وبهتافات أعلى من “الباب العالي”، وتكبر، وتحيي “صلاح الدين” الجديد… وعبدالناصر المنبعث، في رجل الساعة والتاريخ أردوغان، وتهب الجموع حاملة الأعلام التركية التي صارت تبشر بالتحرير والحرية في السماوات العربية. إنه “المنقذ” المنتظر، يُطل حاملاً البشرى والظفر والمواجهة، بالنسبة الى الناس، لأن كل الذين سبق أن استبشروا فيهم إنقاذاً وخلاصاً… ذبلوا أمام هبوب العواصف والقبول. “سوبر ستار العروبة” إذاً، رجب الطيب أردوغان. تماماً كما كان ذات يوم “نجاد”، وقبله “صدام” وقبلهما عبدالناصر وعرفات… والسادات… أسماء تضاف الى أسماء، وأوراق تنتقل من أيد الى أيد، وناس تترحل من مُخلِّص الى مُخلِّص، وقلوب تخفق. من أمل الى أمل… وهكذا دواليك… وهكذا سيكون، إذا بقيت الأمور مستمرة على هذا المنوال. يذهب منقذ ويأتي آخر. يبرز دور ويختفي آخر. تضيء قامة وتنطفئ أخرى. والجموع تشحن نفسها، ومن فرط إيمانها بأمل ولو من بلاد الماو ماو، من سفينة نجاة تغرق الى أخرى طافية. ذلك، لأن هذه الطاقات العربية المكبوتة، والمحكومة بسقوف الأنظمة، والمحاصرة بإرادات معدنية، والشغوف بأي شيء يتحقق، لتعثر على أسباب “لوجودها”… وآمال لبقائها، تنتقل من خيبة الى خيبة، وكل خيبة تستولد فيها بصيصاً… وكل بصيص يستولد عتمة. وهذا دليل على حيوية هذه الشعوب المسحوقة، والمدعوسة، وهذا نوع من “المقاومة” غير المعلنة لكل الأوضاع العربية الراهنة؛ وإذا كان همّ الحكام، وديدبانهم، أن يطمسوا هذه الطاقات، فلكي لا تتحول ضدهم إذا ما كان لها أن تتبلور، وأن تصوغ نفسها، في مواجهة معها. ولهذا، نظن أن الأنظمة ترتاح الى أوضاع هذه الجموع التي تجد متنفساً لها، وإن للحظات، وتعابير محدودة، خارج الحدود أحياناً… ما دام كل ذلك يقوي تحكّمها، ويشد من أزرها في الاستمرار في سياستها المحكمة، والمتنازلة، والمستسلمة. ولهذا أيضاً، نجد أن بعض هذه الأنظمة “يقوطب” على هذه الجماهير فيؤيد أردوغان… ويحيي الدور الذي تلعبه تركيا… وهو الدور الذي كان حرياً به أن يقوم به. إذاً فلتناضل تركيا بدلاً منا. وهذا شرف عظيم. ولتتنكبْ مهام تخلينا عنا، فهذا “ذكاء” مفرط… وبين تأييد الجماهير، واسترسال تركيا، واستسلام القوى العربية وارتهاناتها… يبقى أن ننتظر أيضاً ذلك الزمن الذي تتمكن فيه هذه الجماهير من صنع قياداتها، ومن صنع نضالاتها، ومن انتزاع حقوقها! إنه حلم! نعم! ولكنه الحلم المؤجل!
المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى