صفحات سوريةغسان المفلح

دولة فاشلة أم سلطة غاشمة؟

null
غسان المفلح
الدولة “الفاشلة”، هي الدولة التي لا يمكنها السيطرة على أراضيها، وعادة ما تلجأ للقوة، وتفشل حكومتها في اتخاذ قرارات مؤثرة، بالإضافة إلى عدم قدرتها على توفير الخدمات لأبناء شعبها، فضلاً عن فشلها في التعامل بفاعلية مع المجتمع الدولي، وعادة ما تشهد معدلات فساد وجريمة مرتفعة.
ويعرِّف مركز أبحاث الأزمات في كلية لندن للدراسات الاقتصادية الدولة الفاشلة بأنها: «حالة انهيار الدولة، أو الدولة العاجزة عن أداء وظائف التنمية الأساسية وحماية أمنها وفرض سيطرتها على أراضيها وحدودها» كما تعد مجلة FOREIGN POLICY الأمريكية مؤشراً سنوياً، باسم دليل الدول الفاشلة على أساس 12 عاملاً، ومن هذه العوامل وجود دولة داخل دولة، وبروز نخب تسمح بتدخل دول أخرى بالتأثير المباشر على سياسات هذه الدولة وقراراتها.. إلى آخره- عبد الملك آل الشيخ- كاتب سعودي.
– كما تطرق العديد من المفكرين والساسة الغربيين في أدبياتهم وخطاباتهم وتحليلاتهم السياسية، إلى مصطلح «الدولة الفاشلة»، ومدى خطورتها على الأمن العالمي، وجهود مكافحة الإرهاب.

سورية احتلت المركز 35 في ترتيب من أصل 177 دولة، في آخر تقرير لهذه المجلة التي تعنى بشؤون السياسة الخارجية الأمريكية.
مع احترامنا لهذا المفهوم، وللدراسات والتقارير والأبحاث التي قامت وتقوم من أجل تنضيد وتصنيف للدول بناء على معايير موضوعة مسبقا، والتي تنير لنا جوانب كبرى من موضوعة التنمية، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، هذه التنمية المتعثرة في بلداننا، إلا أننا نتحفظ على هذا الخلط، الذي تنتجه التسمية، والتسمية هي وضع حد للمعنى وإغلاقه، ليصبح مفهوم الدولة هو الذي يحتل الواجهة المعرفية، لهذا توضع دولة مثل الصومال مع دولة مثل كندا..فهل يوجد دولة في الصومال، حتى تقارن بدولة كندا؟
كيف تقارن دولة مرتبطة بسيادتها الكاملة، مع دولة بلاسيادة مثل العراق وسورية والصومال؟
الدولة- السيادة، والدولة- الجهاز..
عندما نتحدث عن الدول لا يمكن أن نجردها من تاريخانيتها، من راهنها، فالدولة مرتبطة بمطلق سيادتها، على جغرافيتها وديمغرافيتها، على اجتماعها واقتصادها وسياستها، بالتالي تصبح سلطة حكامها، هي سلطة تنفيذية، توازيها سلطة تشريعية وسلطة قضائية، بالمقابل هناك سلطة مجتمعها الجمعية والتي تضع حدا لتجاوزات قوتها أو نخبها، ولهذا عندما تغيب الدولة يغيب المجتمع وتغيب سلطته، وتصبح سلطة النخب والأشخاص والعائلات كسلطات فردية هي المسيطرة، وهي بالضرورة ستكون سلط غاشمة، تستخدم سلطة الدولة بشكل فردي، ويصبح الفشل من مصير الدولة- أسما- ولكن النخب المتسلطة تبقى ناجحة ويبقى الفرد – الديكتاتور بطلا وطنيا…وهذا معيار يغيب عن التقارير الغربية التي تعنى بهكذا نوع من الأبحاث والدراسات.
هذا يقتضي منا سؤالا: أين هي سلطة الدولة في سورية؟
شخص واحد تحكم بالبلد ثلاثة عقود…فكيف يسمح ببقاء دولة الدولة التي تتحدث عنها تلك التقارير، وبقاء عنصرا أساسيا من عناصر وجودها هي: الرقابة.
ورقابة الدولة: قانونها وقضاءها المطبق على الجميع حاكما ومحكوما وعندما يغيب، لا يجوز الحديث عن دول فاشلة بل يجب الحديث عن سلطات غاشمة.
ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى