أغتيال الانسان في سوريا
جهاد صالح
عشر سنوات مضت على حكم الرئيس السوري بشار الأسد الذي ورث الحكم عن والده استكمالا لحكم حزب البعث لسوريا، هذا الشكل السلطوي الذي افتقد لصوت وإرادة الشعب السوري، ولتدخل البلاد في نفق مظلم عنوانه الفقر والاعتقال واللاتنفس .
رغم زيادة الضغوط الدولية والعربية على نظام دمشق بغية أعادته إلى طريق الصواب وسرب الأنظمة العربية الأخرى التي تسير على خطوط التماس بما يتوافق مع التوجهات الاقليمية وحصانة أنظمتها من هزات داخلية وقرارات تغييرية من المجتمع الدولي، لم يفكر قادة سوريا الشموليين إلا باللعب على جميع الحبال عبر مفاتيح لهم داخل لبنان وفلسطين والعراق، وحاليا بالركض مع السلطان العثماني صاحب العمامة العلمانية أملا في كسب الصوت الأمريكي وعقد سلام يطيل بقاء الحكم لحقب مجهولة النهايات.
عودة بني أمية للحضن العربي والدولي كان محاولة من الجميع سلخ دمشق عن نظام الملالي وحزب الله وحماس وتحقيق استقرار وسلام داخل الشرق الأوسط، ومحاولات ساركوزي وأوباما أصطدمت بجدار فولاذي ، وجنوح الرئيس السوري إلى التلاعب والتصرف من منظور أنه يشكل قوة عالمية مع حلفائه في ايران وتركيا وأحيانا العزف على الوتر الروسي.
هذا الإنفتاح الإقليمي والغربي مكّن قوى الشر من نظام دمشق وطهران وحزب الله وحماس من أعادة لملمة صفوفها والتصرف بقوة ونرجسية ، دفعت بالأسد وأجهزته القمعية إلى فرض قبضتها الأمنية على المجتمع السوري عبر أشاعة ثقافة قمعية واسعة المدى على حركة المجتمع المدني ونشطاء حقوق الانسان والمعارضة السورية، لتشهد سوريا في تاريخها أسوأ فترة طغيان وقمع، وصلت إلى اطلاق النار على المتظاهرين ( الأكراد) وزجّ الآلاف للسجون من قيادات وطنية ومواطنين لا يملكون شيئا سوى صوتهم في الأمل بالحريات وحقوق الانسان وعدالة اجتماعية.
أصبحت معظم القوى الفاعلة داخل المجتمع السوري وراء القضبان ( أعلان دمشق – نشطاء الحركة الكردية – نشطاء حقوق الانسان – المثقفون ….) والتهمة دائما محاولة أضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة وأثارة النعرات الطائفية. هذه التهمة السياسية والعقابية التي كان من نتيجتها صدور أحكام قاسية بحق النشطاء وصلت بين ثلاث سنوات وأثنا عشر سنة. كل هذا حدث أمام المحيط الأقليمي والمجتمع الدولي الديمقراطي وصمت الجميع أمام أستفراد النظام بالشعب ونخبه الديمقراطية؟
مجلة (فورين بوليسى) الأمريكية نشرت قائمة جديدة عن أسوأ أنظمة ديكتاتورية وحكام طغاة فى العالم، وتضمنت القائمة عدد من الحكام العرب والأفارقة الى جانب حكام آخرين فى أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية بلغ عددهم 23 ديكتاتورا قالت المجلة الأمريكية أنهم يحكمون مالا يقل عن 1.8 مليار مواطن من مختلف أنحاء العالم، وكان أبرز هؤلاء الذين وصفتهم “فورين بوليسى” بالطغاة الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك والرئيس الليبى معمر القذافى والسودانى عمر البشير والسورى بشار الأسد الى جانب الفنزويلى هوجو تشافيز والكوبى راؤول كاسترو والصينى هو جين تاو وكذلك الرئيس القرغيزى كرمان بك باكييف. المركز الثانى عشر فى القائمة كان من نصيب الرئيس السورى بشار الأسد الذى قالت فورين بوليسى عنه أنه طاغية طنان يحاول أن “يتناسب مع حذاء والده ولكنه كبير جدا بالنسبة له”، واستطردت أن بشار الأسد بدد المليارات من أموال السوريين على الشئون الخارجية فى أماكن مثل لبنان والعراق فى نفس الوقت الذى أهمل فيه احتياجات الشعب السورى، وقالت أن الأسد لديه جهاز أمنى واسع النطاق يضمن له أن أحدا من السوريين لن يشتكى، وهو يحكم سوريا منذ 10 سنوات.
يستغرب الشعب السوري من صمت المجتمع الحرّ على نظام دمشق وانتهاكاته السوداء لحقوق الانسان داخل سوريا، وبدأ يفتقد الأمل بأصوات المدافعين عن الديمقراطية والحريات من حول العالم، خاصة أن سوريا والعالم شهد ويشهد محاكمات صورية بحق محامين ورجال قانون وحقوق انسان مثل ( مهند الحسني – هيثم المالح – حفيظ عبد الرحمن- أنور البني – مصطفى اسماعيل ) ، وأيضا اعتقالات وأحكام سياسية في حق قيادات التغيير والديمقراطية من ( رياض سيف – كمال اللبواني – حسن صالح – مشعل التمو – مصطفى جمعة – محمد مصطفى – معروف ملاأحمد ألخ…).
يوحي المشهد السوري أنه يمكن للقوى الدولية والاقليمية أن تصمت عن انتهاكات حقوق الانسان داخل سوريا ، مقابل تخلي نظام دمشق عن حليفها الفارسي وحماس وحزب الله، وتضمن الحكومة السورية وقياداتها بقائها واستمراريتها، وهذه ستكون كارثة تاريخية بحق مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وعودة للوراء وكبت لكل الأصوات العالية في الشرق الأوسط، والتي تعمل لأجل اشاعة ثقافة التغيير والديمقراطية وتحقيق الحريات داخل المجتمعات المغلوبة على أمرها.
– واشنطن
خاص – صفحات سورية –
مخطئ بل مغفل وأبله كل من يظن أن الحكومات الغربية تتمتع بأية مصداقية أخلاقية – أنا أفرق بين الأنظمة الغربية والشعوب الغربية يمكن أن تجد في الشعوب الغربية من يتعاطف مع الحقوق العربية المغتصبة من قبل الهيمنة الغربية لكن لن تجد دولة غربية تتعاطف مع الحقوق والمظالم العربية — الدول الغربية دينها وديدنها مصالحها المادية فقط وفقط – تسقط كل قيم الشرف والحق والأمانة أمام المصالح المادية – لماذا تقف الدول الغربية كلها مع إسرائيل وتدافع عنها دفاع المستميت – والله ليس حبا في إسرائيل واليهود أبدا أبدا – إسرائيل هي البعبع الذي يخيف العرب للبقاء خانعين خاضعين للهيمنة الغربية — والحكام العرب كلهم يساعدون الغرب في ارهابنا من إسرائيل – فكل زعيم عربي يريد مطلبين لاغير – الإحتفاظ بالكرسي لأطول مدة ممكنة – كذلك توريث الحكم للأبناء وهذا لايأتي إلا بالخضوع للإملاءات الواردة من الغرب – حكامنا من جلدتنا ويتكلمون لغتنا ولكن قلوبهم غير قلوبنا وعقولهم غير عقولنا – وحساباتهم غير حساباتنا وكل شئ فيهم غير كل شيئ فينا — لن تنفعنا كل منظمات حقوق الإنسان في العالم ولن نحصل من الأمم المتحدة إلا على الخيبة والسراب — ولكن بالمقابل لن تنفعنا كل هذه الحركات والمنظمات التي تدعي الجهاد ومحاربة الإستعمار — فهي تعمل في فوضى عجيبة نخرها السوس واخترقتها كل مخابرات العالم — نحن بحاجة إلى قيادات حقيقية عاقلة متعقلة تخطط وترتب وتنظم وتعمل بهدوء ورصانة —