موقع جدار الثقافي ضحية جديدة لسياسة حجب المواقع في سوريا
قامت السلطات السورية بحجب موقع جدار الثقافي، وذلك دون معرفة الأسباب التي أدت لهذا الحجب. وهو موقع ثقافي فكري مستقل لا يعنى بالسياسة بجانبها اليومي والإخباري وينشر الآداب والفكر والفنون. ويعيد نشر مقالات بعض الكتاب السوريين التي تنشر في الصحف العربية في قسم خاص يسمى “جدار الصحف” ويركز على المقالات ذات الاشتغال الفكري. وكان جدار قد نشر تحقيقاً قصيراً عن الخوف بعنوان “البنية النفسية للسوري المرعوب من المخابرات” يتوقع أنه السبب في قرار الحجب.
وبهذا الحجب ينضم جدار إلى قائمة طويلة من المواقع السورية المحجوبة. إذ أن السلطات السورية تحجب كل مواقع المعارضة السورية في الخارج والداخل كما أنها تحجب قائمة طويلة من المواقع الإخبارية ومواقع الصحف العربية، وكذلك تحجب مواقع التدوين ومواقع الفيديو، وعدد من مواقع البريد الالكتروني المجانية، والشبكات الاجتماعية. وكانت السلطات السورية ممثلة بوزارة الاتصالات قد أصدرت تعميما في الصيف الماضي يحذر المواقع السورية من نشر تعليقات للقراء دون كتابة الاسم الثلاثي وايميل المعلق والتحقق منه على مسؤولية الموقع! وهو ما بدا مضحكاً في حينها وعصياً على التطبيق. وأجبرت السلطات العديد من المواقع السورية التي تدار من داخل سوريا على التوقف عبر استدعاءات أمنية متكررة. كما أن هناك سجناء للرأي في سوريا بسبب نشرهم مقالاتهم أو تعليقاتهم على مواقع في شبكة الانترنت منهم الشاعر السوري فراس سعد. وتهدف السلطات السورية من وراء سياسة الحجب عدم إتاحة قراءة وتداول المواد التي تنتقد النظام في سوريا. علماً أن كل المواد التي يكتبها سوريون أو تمس الشأن السوري تتسرب إلى القارئ عبر المدونات والمنتديات أو عبر المجموعات البريدية. ويتجاوز القراء في سوريا الحجب عبر طرق مختلفة منها استخدام البروكسي. وقد اعتبرت منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان أن سوريا تمتلك أسوء سجل في دول العالم في سياسة الحجب.
عنوان الموقع
لحسن الحظ أنه جدار من كلام لا سبيل إلى تحطيمه
وهل تلك الجدران قابلة للهدم ؟