الشيخ سعد، جنبلاط الثاني، حزب الله ليس من قرر
غسان المفلح
كانت خطوة وليد بك جنبلاط، بالانفصال عن قوى الرابع عشر من آذار، خطوة محسوبة، جراء ما جرى من حركة دولية أعقبت اجتياح بيروت في أيار مايو 2008 من قبل عناصر المقاومة الآلهية، جعلت وليد بك، يمسك قلبه بيده، لخوفه من أن تكمل قوات المقاومة الوصول إلى قصره، تفاجئ جنبلاط ككثيرين في العالم، من موقف العالم مما جرى، وفورا- عكف وليد بك كما يقال لبنانيا- وربما معه كل الحق بذلك- وصلت السكين إلى ذقنه، ولا من مغيث! الرجل كان مرعوبا على وضعه وعلى حياته أيضا، وادخله السيد نصر الله والنظام في دمشق، بدوامة من المطالب الجوهرية والشكلية، لقبول اعتذاره عن المرحلة السابقة. استغرقت عودة جنبلاط أكثر من عام لحضن المقاومة، والممانعة السورية.
ونسيت الناس في لبنان الآن، والعالم- تكويعة جنبلاط.
مناسبتان حرضاني لكتابة هذا المقال” خطابي السيد حسن نصر الله خلال الأسبوع الماضي، ومقابلة الشيخ سعد الحريري مع صحيفة الحياة، بعد عودته من دمشق، محملا بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات، بين دمشق وبيروت.
ثمة أمر آخر، كنت دوما أركز عليه في السابق ولازلت، أن السياسة مصالح، وموازين قوى، أقله حتى اللحظة في كل العالم. ويجب التعامل سياسيا بناء على هذا المعطى.
نحن هنا لسنا بموقع اللوم للشيخ سعد الحريري أو لجنبلاط، مصالحهم السياسية اقتضت ذلك. بل نتسائل فقط.
وما أخرج الشيخ سعد من دوامة العام الاعتذاري الجنبلاطي، أنه رئيسا لوزراء لبنان من جهة، ولم تقبل المملكة العربية السعودية بإذلاله على طريقة جنبلاط. هكذا سربت الأخبار.
كان لنجاد ولأمير قطر، ووزير خارجيته ورئيس وزراءه الشيخ حمد آل ثاني، كأحد مهندسي اتفاق الدوحة. كان لهم دورا في فك عزلة النظام في دمشق وبمباركة إسرائيلية.
خطاب نصرالله واضح وضوح الشمس، إما ان تلغوا المحكمة الدولية أو نحن ذاهبون إلى فتنة. فلايحتاج الأمر لكثير من التعليق” سوى ان حزب الله ومن خلفه إيران، شعرا أن هنالك صفقة ما بقيادة نسق المصالحة العربية، الذي انطلق منذ قمة الكويت، وبمبادرة سعودية، وجميع من في لبنان يعرف، أن حزب الله لم يكن يملك القرار باغتيال شخصية كرفيق الحريري، دون إذن من طهران أو دمشق. وإذا كان النظام في دمشق بريئا كما ألمح إلى ذلك سعد الحريري، وإذا كانت طهران خارج الاتهام، فهل ستقع الجرة فوق رأس حزب الله؟
مطلوب من الشيخ سعد الحريري طلبا واحدا، هو أن يقف وطاقمه وحلفاءه كما وقفوا من قبل أمام جماهير 14 آذار واتهموا النظام في دمشق، ليقولوا لهم” ما الذي حصل؟ ما هي أسبابه؟ ولماذا حصل؟ وهذا الطلب ليس بوصفي مواطنا لبنانيا أو عربيا، بل بوصفي مواطنا سوريا. النظام في دمشق يقول” أن سياسته هي التي أعادت جنبلاط وسعد الحريري إلى الانتظار أمام قصر الشعب في قاسيون” وجتبلاط أيضا قال” بشكل مباشر أو غير مباشر، أنا لست قادرا لوحدي على مواجهة حلفاء الأسد في لبنان، ولكن الشيخ سعد الحريري وفريقه، ما الذي يقولونه، هل يكفي التلميح أنهم أخطاوا باتهام النظام في دمشق؟
عندها أليس من حق المواطنين السوريين عدم احترام أيا من رجالات الطبقة السياسية اللبنانية، وهذا مافسر شيئا منه المبدع الياس خوري في مقالته الأخيرة في القدس العربي، بعنوان”الكوميديا الدموية” كذلك لسان حال نايلة تويني في مقالتها في صحيفة النهار”الوقوع مجددا في الشباك السورية”.
الجميع يعرف من اغتال رفيق الحريري، كما يعرف وليد بك جنبلاط من اغتال كمال جنبلاط. وكذلك يعرفون أن حزب الله من زاوية القرار السياسي الأمني بريء من دم رفيق الحريري.
وساركوزي وأوباما والملوك والرؤساء العرب يعرفون أيضا.
فهل إسرائيل بريئة كبراءة حزب الله؟
لهذا مطلوب من الشيخ سعد الحريري، أن يعتذر لحزب الله، إذا اتى القرار الظني للمحكمة الدولية اتهاميا بحق حزب الله فقط أو أيا من عناصره…..حتى لو كان الاتهام صحيحا..!!! لأنه إن كان صحيحا يكون المنفذ مجرم عادي أم المقرر فهو مجرم سياسي، وحزب الله ليس في هذا الموقع.
ومطلوب من كافة من شهدوا في المحكمة قبل أيار 2008 أن يسحبوا شهادتهم، لكي تثبت التهمة على حزب الله!
ايلاف