إلى حيث تركتَ النهاراتِ مدموغةً بأختامَ كبيرةٍ حمراء
حازم العظمة
كنت أقولُ
كانت الإنارة قليلة هنا في المشهد الباريسي
أو أعيد :
في مشهد “دَلفا”كانت البراري تدفأ من المطر والريح والغيوم السريعة
أو ربما تصحو فأمضي :
لا علاقة بين الأشجار الخضراء في المقهى الباريسي والغيوم العمودية البيضاء ورائها
…عادت المدن تختلط بالطيورِ في مساءاتٍ ذهبيةٍ
عادت الأبراج تقع وأسواراً شمالها أمام الليل
كأن منافذاً من تلالٍ على المتوسطِ تنهار
…كأن تقول قليلاً
وتذهبَ
جاز , خربة غزالة , درعا
نسطوريون بآلاتٍ نحاسٍ أغرقها المطر
” أبو الشامات ” أغرقها المطر
“خربة غزالة” تذهب بعيداً في انزياحٍ فاتنٍ
نحو نهاية من صخورِ طباشيرِ بجبلِ “أبو العطا”
, سلاماً على خربة غزالة جديدة
بسفح “أبو العطا”
القصائد التي كتبتها عنك ما تزال هنا تلمع تحت شمس تموز مع نفايات الصفيح وزجاج النوافذ
… أو تذهب بك الأيام
التي تأتي فجأة
و حيث تركت النهارات تنسربُ
مدموغة بأختام كبيرة حمراءَ
الفتى الذي بسترة ” هوندا” ودراجةٍ هوائية وبنطالٍ أزرق كحلي راح ينحني في الريحِ
قال أن الهواء هنا تبعثر
أن أثراً من ضَحِكاتٍ كانت تقع ثقيلةًمن على جسور الطرق السريعةِ
أن المنازل , والحدائقَ
كانت أجمل – قالوا له-
… في كتبِ الراشدينَ
تبحث عن الإشاراتِ السريعةِ
في الظلال السريعةِ
تبحث عن ” نَوى ”
بين فاصلتينِ من صخورٍ سوداء
وكنت إن قال لي أحدكم لاتبدد الأثر الذي تركته في النهار
أجبت بأن أبدد الأثر الذي تركته في ًالنهارِ
ورحت إن تمادى أحدكم في جانب من سهدٍ أو غرامٍ
أتبعه وأتمادى في سهدٍ وغرامٍ
وقلت أنكم لا تأبهون إلا لأسماكٍ…
ورُزمٍ كبيرة وحقائبٍ
(نسيتم لِمَ تركتموها في الممر )
وأنكم لاتأبهون إلا لمصابيحٍ السور ، وحديد مجنزراتٍ في الساحةِ
… أو من مجسماتٍ في الحديقة
و أزرقٍ ما وراء السور …
قلت أني لا أثمل
إلا قريباً من عينيها , أو لأن وجهها في البحيرة
وكنتُ… إذا فتحت المعجم هكذا دون غاية ما , فوقعت عيناي على ” اللذة” تعبرني اللذة
هكذا من مجرد أنها هناك
وكنت إذ أقولُ أن كل شيء هناك سخيف وتافه
تردون بأني تماديتُ
وأن ما من أحد بعدُ سيصغي إليكَ
“ديوجين”كان أطبق عينيه
و أطفأ قنديله
بِرميله- بيته تدحرج إلى البحرِ
أراحهُ
من إبعاد المارةِ
-طوالَ النهارِ-
… يحجبون عنه الشمسَ
*