صفحات مختارة

الاستفزاز

عباس بيضون
القس تيري جونز الذي دعا إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم. يرعى مجتمعاً من 50 عائلة وكما نعلم فقد عارض البابا هذا العمل وعارضه رئيس الولايات المتحدة. مع ذلك فإن زلة كهذه تكفي لتحريك العالم الإسلامي من أندونيسيا إلى إيران وستخرج التظاهرات في كل مكان تحت وطأة هذا العار الذي لن يفكر أحد سوى «القاعدة» في كيفية رفعه واستئصاله. سيبقى هذا الطريق الأخير مفتوحاً كما توقع الرئيس الأميركي ولا نعرف عدد هؤلاء الذين ستسوقـهم هذه الإهــانة إلى الانخراط فيه. لا بد أن العنف كان باستمرار أحد الافتراضات، خاصة للذين يغصون بالإهانة ولا يجدون سواه سبيلاً.
هناك ملاحق أخرى. 49% من الأميركيين اليوم في إحصائية أخيرة لا يطيقون المسلمين ولم تكن النسبة بهذه الدرجة بعد 11 أيلول. أمر آخر تمكن اضافته المركز الإسلامي (غراوند زبرو) الذي سيشيّد على بعد 180م من برجي التجارة المنسوفين في 11 أيلول يثير ردوداً سلبية وثمة مسنون آخرون يؤيدون منهج القس جونز، فضلاً عن القس جونز ، وإن كانوا لا يوافقون على اقتراحه.
هذا ما جعل اللوموند الجريدة الفرنسية تحمل عنواناً صارخاً.. «هل هناك فوبيا إسلامية لدى الأميركيين؟». من الواضح ان قساً يرعى 50 عائلة ويدعو إلى سلوك ندد به البابا ورئيس الولايات المتحدة لا يشكل ظاهرة. قد يقال ما بال رئيس الولايات المتحدة لا يردعه بالقوة وينتظر إلى أن يرتدع من نفسه. الجواب هو أن دستور الولايات المتحدة لا يضع حدوداً لحرية التعبير فقد أقرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة أن من حق أي أميركي إحراق العلم الأميركي نفسه وأقرت أيضاً في مجال آخر حرية الدفاع عن اللاسامية والمحرقة بخلاف دول أوروبا التي تضع قيوداً على حرية التعبير من بينها تحريم الدفاع عن اللاسامية.
لن نقارن بين الفــعل وردود الــفعل. لكننا سنظل هكذا أسرى أفعال الآخرين الذين لا يحرمون إحراق الصليب وقامت منظمة كلوكس كلان بذلك مراراً. إلى متى يستطيع قس يرعى 50 عائلة أن يستفزنا، إلى متى نهتز لأقل حركة في الخارج. إلى متى نخاف من أصغر استفزاز خارجي؟
السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى