ساعة في مقهى الإنترنت
بدأت سرعة الإنترنت بالانخفاض شيء ً فشيء (منخفضة خلقة) وكان لابد من الذهاب إلى مقهى الإنترنت وهنا تبدأ الحكاية ، فصاحب المقهى أو بالأحرى (أبن صاحب المقهى) مشلول أمام شاشة الماسنجر لا يستطيع رفع ناظريه على الزبائن يبدو أنه تعرف على إحدى المغربيات كما هو الحال عند زبائن المقهى ، ينادي هذا الشاب على الأجير الذي بدوره تعرف على إحدى المغربيات أيضا ، والأجير مشغول بإقناع صديقته المغربية بأن الماسنجر كان “معلق” عندما كانت تناديه ، بعد أن يعطونك أحد الأجهزة والتي لا تعلم الشركة المصنعة لها ستشعر بالمعاناة وخصوصا ً عندما تأتي إلى الماوس التي وضعها يكون هكذا :
بهذه الوضعية ستعرف بأن الشخص الذي كان قبلك لا يتمتع بأي ثقافة تقنية ، المهم – بعد أن تمضي القليل من الوقت ستسمع تلك الصرخات التي تقول (طبقتها طبقتها) وهذا دليل على أن أحد الذكور في المقهى قام بالتعرف على أحد الإناث على الإنترنت لتعلو ضحكاته على الأساس بأنه منسجم معها .
تلتفت من على يمينك أو شمالك تجد اؤلئك المساكين الذين يرتادون المقهى بحثا عن المقاطع “الخليعة” لا وفوق كل ذالك يتأفأفون تعبيرا عن بطء الخط وتأثيره على جودة مشاهدتهم .
تستمر الحكاية بدخول أحد السياح الألمان ليتفاجئ بأن صاحب المقهى يطلب منه الباسبورت أو جواز السفر ، بعد أن دخل السائح سمعته يتفوه بالانكليزية ويقول (ما به الفيس بوك لا يعمل ؟) فهب الأجير لنجدته وإعطائه الجواب الشافي بـ كلمتان لا يعرف غيرهما (نو فيس بوك) ثم سأل السائح الغبي : (ماذا عن اليوتيوب ؟) أيضا أجاب الأجير (نو يوتيوب نو) .
تتابع نظراتك على تلك الأجهزة التي تستخدمها الكائنات البشرية من حولك لتجد من يقوم بالبحث عن صور ملكة جمال لبنان ، أو من يبحث عن صور تلك الممثلة الفلانية والتي سمع بأنها على علاقة بالممثل الفلاني وأن لديه منها عدة أولا (إشاعة) ، هنالك أيضا من يدخل على موقع فورشيرد ليستمع للأغاني لا أكثر ، و الأضرب من ذالك تجد كائنات بشرية في المقهى مضى عليها مدة من الزمن (قد تكون ١٠ ساعات أو أكثر دون ملل) .
هذا الكلام لم ينتهي بعد فما بالك بالأجهزة الخرندعية والتي يسميها رواد المقهى كومبيوتر فالجهاز الواحد تجده خاليا من البرامج و المتصفح الأساسي هو إنترنت إكسبلورر الإصدار السادس (الافتراضي للـ XP) أيضا تجد كاميرا الإنترنت مبرومة إلى الأعلى وأضواؤها شغالة ، و الكيبورد بين ثناياها الكثير و الكثير من الأتربة إضافة إلى الفيروسات التي تراها بالعين المجردة تلعب أمامك على شاشة الكمبيوتر ، تجد أيضا أشخاص تلعب منذ النهار إلى آخر الليل لعبة ترافيان متنازعين فيما بينهم على الجيش الفلاني أو المستعمرة الفلانية ، كل تلك النماذج في مقهى الإنترنت إلا الآن لم أجد من يبحث عن موقع جامعة أو من يتصفح مدونة أو موسوعة ويكيبيديا (بالرغم من أن بعضهم يكسر البروكسي ) الكل يبحث جريا وراء البنات هل خلت الدنيا من كل شيء ؟ هل العقل البشري لن يعمل إلا بعملية عقلية حول كيفية (تطبيق) البنت الفلانية .
أحد المرات التي كنت فيها أتصفح الإنترنت في المقهى , سمعت أحد العباقرة يحدث الشباب في المقهى عن قيامه بعملية (تطبيق) لفتاة سورية (لا أدري من أين) ووصل بهما الأمر إلى درجة العشق فكانت الفتاة المسكينة متيمة به وتحول له الأموال عن طريق مكتب القدموس ثم يتابع (وإذا لم تصدقوني إذهبوا إلى مكتب الحوالات واسألوا) , طبعا ً أنا كانت بنية التصفيق لهذا الشخص العظيم فقد استطاع أن يحرر , عفوا ً أن يطبق إحدى الفتيات ويوقعها في حبه .
أمور كثير أصادفها في مقاهي الإنترنت , حتى علمت أن المقاهي هي حياة بحد ذاتها , أغلب أصحاب المقاهي أجدهم من فئة (المطبقين) تتراوح أعمارهم بين الشباب وما فوق , ادخل على كثير من المقاهي لأجد من هو في عمر الـ 40 يلعب البلياردو على غيمزر , أو لديه حساب في لعبة ترافيان , أشياء ربما لا تصدق !!!!