كلمة سواء
أنا الإنسان و نقطة على آخر السطر .
قبل أن أقول كلماتي القليلة ، لا بد أن أقص على مسامعكم طرفة قرأتها هذا الصباح ، تقول الطرفة تقدم شاب بريطاني لخطبة فتاة يابانية ، و أحب أن يستأنس برأي أحد الحكماء هناك إن كان أهلها سيرفضونه لأجل جنسيته ، فأجاب الحكيم لا و لكن سيرفضونك لسبب آخر ، ألم يقل عالمكم داروين أن أصل الإنسان قرد ، و نحن في معتقداتنا نقول أن أصلنا أبناء آلهة الشمس ، و لا مجال للمقارنة !
لست أدري إن كنا اتفقنا على أصلنا لنتفق على بقية الأمور ، علمتني الأيام الماضية كم أننا نخطئ بحق بعضنا ، لمجرد اختلاف بالرأي ، فندعس على كراماتنا دون أن نقيم وزناً لإنسانيتنا ، كم كان من السهل علي بالأمس أن أدافع عن نظام أعيش في أحضانه ، و كما كان من السهل على معارض يبعد آلاف الأميال أن يشتم فيه و في ، و لكنها ليست الرجولة حقاً !
برسالة الأمس كنت أريد أن أوضح أمراً واحداً أنه لا أحد ضعيف و الكل قادر على أن يشتم و يصرخ و يضرب الطاولة ، و لكن ليس هذا ما أردته ، و إن كان الأمر كذلك فلماذا يحمل كل منا رأساً أعلى جسده ، إن كان وزناً عالفاضي ، فالأفضل ألا يكون !
أحبتي فلنتفق على أمر واحد : أن نصون إنسانيتنا و نحترم بعضنا و نتناقش بعقل و منطق ، لأن بناء الأوطان يستلزم ذلك ، البارحة أسأت للبعض بعباراتي دون أن أعني أحداً و أنا أقدم اعتذاري له ، لأنه رغم كل شيء ابن وطني الذي أحبه و احترمه و ليس بيننا عداوات و ثأر قديم .
أنا الآن سآخذ خلوة مع نفسي لبرهة من الوقت ، لمزيد من التأمل ، لكل الذين يطمئنون علي من أصدقائي ، اطمأنوا لم يشحطوني ، أصلاً بعد مقالة الأمس دفاعاً عنهم سمعت أنهم سيقيمون لي تمثالاً نصفياً في باحة سجن عدرا ، عم أمزح يا شباب ، ألقاكم على خير و أستودعكم ، إن تعطلت المدونة ، فذلك أمر روتيني ، فقد صار معها كتام من كثير ما بلعت و لم يعد هناك زيت خروع … أبعد الله عنكم كل مغص !
وردة بيضاء لقلوبكم النبيلة
http://nawarshash.com/