صفحات من مدونات سورية

كائنــات هوائيــة

الأشخاص بشكل عام  يأكلون اللحوم والخضار والفواكه ..
بعض الأشخاص (نباتيين )  لا يأكلون اللحوم لأسباب مختلفة كالدفاع عن حقوق الحيوان أو نوع من أنواع الريجيم
نحن أشخاص ( هوائيون ) نأكل  الهواء بأساليب متعددة  :
* نأكله حين لا نجد طعام , فكيف ستتمكن من اللأكل حين تجد :
فأرة تواجدت في كيس شيبس ومن أجل عدم الحفاظ على الخصوصية نذكر أنه من ماركة أنكل شيبس
” ولازلت لا افهم لماذا حين تنشر هذه الأخبار عن فساد بعض المواد الاستهلاكية ترمز المادة المقصودة أو لا تذكر ”
تم اغلاق المعمل لأسبوعين فقط والمؤسف أن كثيرين لم يسمعوا بأمر الفأرة المقلية  ولازالوا يطعمونه لأطفالهم , والبعض الآخر  لايكترث
ألا يجب مراقبة هذه الأطعمة من قبل الجهات المختصة بشكل دوري ؟
وفيما سبق 5 آلاف علبة مرتديلا أصابها العفن ” مرتديلا هنا “
تم التبرير لمرتديلا هنا حتى بالاعلانات , والغريب أن الكثيرين عادوا  لتناول هذه المرتديلا
إما أن هناك فائض ثقة لدينا أو أننا لازلنا  نملك الأمل بـ اسمها ” هنا “  , فما من مبرر آخر ..
وخلال الأشهر  الفائتة تم مصادرة عدة أطنان من اللحوم الفاسدة
لم تصبني الفرحة الكبيرة كلما رأيت أخبارا بمصادرة هذه اللحوم , وحين كانوا يتفاخرون بعظمة الجمارك ,
لأن ما كان يشغلني هو ذاك المثل الشعبي” ما خفي أعظم “
فكنت اسأل نفسي أن هذا ما تم القبض عليه فهل ما نأكله حاليا من ما تم هروبه من أيدي العدالة ؟
بالاضافة العناصر النظافة الغير متواجدة  إلا ما ندر
كم بائع (   بيحضر الأكل بأيد وبياخد المصاري بنفس الأيد !! ) و الأهم أننا نرى ذلك ونتابع الشراء ..
ومن جهة أخرى كيف كيف ستأكل اذا كانت أسعار المواد الاستهلاكية تتصاعد وتنخفض حتى لا يطالها كثيرون؟
أحيانا اسأل نفسي بما أنه في السنوات الاخيرة هناك موجة من الاقبال على البضائع الصينية لأنها أرخص ثمنا
وبما أني  أرى أن كل ما حولي صيني من ملابس وأحذية و أثاث للمنزل وأدوات كهربائية  ,
أسألني هل سنأكل يوما ما بندورة صينية , أو تفاح صيني . أو لحمة صينية لأنها أرخص ؟
* وأيضا نحن هوائيون معنويا وليس غذائيا فقط
فكيف لا نكون هوائيين ونحن نعيش وأكل الهواء يجري من حولنا ونحن  نأكل الهواء كلما أجبرتنا الفرصة
مثلا : أن يكون موقع ما كـ الفيس بوك محجوبا في سوريا وفي الوقت نفسه جميع من أعرفهم من أقرباء , أصدقاء , ومشاهير سوريين لديهم حساب على الفيس بوك
حين نسرق بروكسي ليعتقل من جديد , فنسرق آخر , ودائما سنستطيع أن نسرق آخر ..
ماذا يمكن أن يدعى هذا ؟
مثال آخر : لازلنا نخاف الكلمة, وحين نقول شرطي  , أو سياسة , أو رئيس ” بنوطي صوتنا ” بشكل تلقائي أو بتنبيه من الآخرين
ولا زال أصحاب الرأي يعتقلون ومنهم الشابة طل الملوحي بظروف غامضة  ,  لأنهم كتبوا أو قالوا .
لا أدري أيا كان ما كتبته , لازلنا نختفي لأننا نكتب أو نقول  , فكيف لو كنا نفعل ؟
ومعظم المواقع الالكترونية التي تكتب لهم او عنهم محجوبة أو حجبت , ومعظم من حولي يقولون : الحق عليهم لأنهم كتبوا , لأنهم تكلموا بالممنوع..
معظم من حولي يأكلون هذا الهواء ..
http://dmdoom.wordpress.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى