الحرية لمعتقلات الرأي في سورية
شبلي شمايل
منذ قرابة الشهرين، والإعلام يتحدث عن فتاتين سوريتين معتقلتين محجبتين، أفرج عن إحداهما، وبقيت المدونة طل الملوحي التي صارت توصف بكل ما هو جميل مثل الشاعرة والكاتبة والأديبة والمناضلة الشابة والملتزمة. ولا نعترض على كل هذا، فأهل حقوق الإنسان يحتاجون لترويج بضاعة لهم لتجميلها. وبعد أن تم تجميل عناصر من القاعدة وطالبان وجماعة الزرقاوي وأبو حفص الحمصي وأبو أسامة الدمشقي وأبو سعد وقاص الليبي، لا ضير في أن تكون الشابة طل الملوحي شاعرة أديبة مناضلة وقدوة لكل المسلمات، قبيسيات وسلفيات.
لكن ما يؤلمني في هذا الحيص بيص، هو أن المناضلة المعتقلة إن كانت كردية فهي نكرة أو تكاد، أما إذا كانت شيوعية أو يسارية، فلتنزل عليها لعنة الأمن والعباد. فلا أحد يشير بكلمة إلى اعتقال الدكتورة تهامة معروف واعتقال سجينة حزب العمل الشيوعي لسنوات المناضلة رغدة الحسن. أما نادرة عبدو فجريمتها يوم توقيفها العمل في منظمة كردية للدفاع عن حقوق الإنسان. وما هي جريمة منال إبراهيم إبراهيم وفاطمة أحمد حاوول وهدية علي يوسف، الدفاع عن حقوق المرأة والحقوق الثقافية للشعب الكردي في سورية؟
كل من ذكرت من معتقلات، سافرات غير محجبات، تقدميات غير سلفيات، لم يتحدث في شأنهن أحد، ولا يهم قناة الجزيرة أمرهن، ولن تتصل قناة أصولية من أجل حريتهن، أما محمد عبد القدوس، القيادي في الإخوان المسلمين في مصر، فيعتبرهن نصيريات وكافرات، وله في النصيرية أقوال منشورة ومعروفة. لذا فهو يستنفر من أجل طل ويبكي أوضاع السجون السورية دون إشارة واحدة لأسماء أي معتقلة أخرى…….
ومن المضحات الموجعات، أن يافطات الدعوة إلى تجمع في نقابة المحامين في مصر من أجل التضامن مع طل الملوحي كان عليها صورة فتاة أخرى، طبعا محجبة، (للأسف لا يوجد على الحوار المتمدن وسيلة لنقل الصورة لأضع للقارئ الدليل على ما أقول وهو متوفر على الأنترنيت)، رغم أن صور طل تملأ الفيس بوك والتويتر وجعيتر ومدونة جماعة نائب الرئيس السوري السابق وموقعه وناشفه.
نحن نعرف أن حقوق الإنسان تستعمل وتوظف وفيها بزنس وكل هذه القصص، ونعرف أن القليل من أوساط حقوق الإنسان يعملون لقيم سامية، أما أن يدخل الحلبة جلادون سابقون، ومكفرون في وضح النهار، يدافعون عن الحسبة وطالبوا بطلاق المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد ويهاجمون الفرق غير السنية ويكفرونها، ثم يرتدون عباءة حقوق الإنسان.. فهذه من كبائر هذا العصر.
الدفاع عن السجينة طل الملوحي لا يمكن فصله عن الدفاع عن كل السجينات في سورية، خاصة وأن اعتقالهن في قضايا رأي، وإلا هناك تمييز وتسييس وتوظيف لا نقبل به ونعتبره ضارا ليس فقط لحقوق الإنسان بل لقضية الشابة طل الملوحي أيضا. أما الذين يطالبون بالسجين الملتحي والسجينة المحجبة فنقول لهم: قاوموا فتاوى التكفير قبل الإنضمام لنادي حرية الرأي والتعبير
الحوار المتمدن
حقوق الإنسان هي الحقوق الطبيعية التي يجب أن يحصل عليها جميع بني آدم بصرف النظر عن الجنس واللون والإعتقاد والتفكير السياسي -كاتب المقال ينعى على بعض الناس الذين لايقومون بنصرة مخالفيهم في الرأي عندما تنتهك حقوقهم الإنسانية – من هذه الناحية معه حق ولكن يجب أن يكون هذا النمط من التفكير لجميع الناس – أعني لايحق لعمرو أن يطلب نصرة زيد إذا كان عمرو في البداية لم يقدم النصرة لزيد عند احتياج زيد لها !!! ولذلك على جميع منظمات ولجان وهيئات حقوق الإنسان أن تفتح صفحة جديدة في عملها يكون عنوانها : أنا للجميع والجميع لي – وبغير هذا العنوان فلتقفل كلها أبوابها – على سبيل المثال هناك الألوف من المهجرين قسرياً من سوريا ومر عليهم 30 سنة وغالبيتهم لم يمسك بيده سلاحاً ولااستخدمه ودولتنا تعرف ذلك جيداً ومع ذلك لاتجد من يطالب بحقهم في العودة لبلدهم إلا القليل جداً من المهتمين بحقوق الإنسان فيدخلون بهذا الموضوع وعلى استحياء شديد – قال تعالى : ولقد كرّمنا بني آدم – وقد أنزل الله تعالى قرآنا من فوق سبع سماوات لتبرئة يهودي من تهمة سرقة عجزت الوسائل الأرضية عن تبيانها – ولذلك يجب ويجب ويجب على كل من يتصدى للعمل في مجال حقوق الإنسان أن يضع المعتقدات والإيديولوجيات جانباً – وإلا فليعتزل هذا العمل لآن عمله سيكون مشوهاً وغير شريف