فندق ” نظرة الوادي الجميل”
حازم العظمة
كنتَ تُعيدُ :
غرفاً بجدران خشنةٍ صفراءَ
بمصابيحٍ ترتجفُ
، بمكالماتٍ ليليةٍ
تُهمَسُ في خشب النوافذِ
… كأنْ من شريطٍ
نَسوه في غرفٍ شبهِ فارغةٍ
ومضوا
*
كُنتَ، ثانيةً، تُعيدُ:
رصيفاً يطير إليه الغيمُ
وعلى بُعدِ مترينِ
ينهار بالسنديانِ إلى الأوديةْ
… إلى بيوت هناكَ
لا ترى منها إلا سطوحها
وخشبَ الموقد في السطوحِ
ثم لا تراها
*
كان يمكن أن تكوني هنا….
وأن تَنعمَ بهواء الليلِ على رُكبتكِ الكأسُ
كان يمكن أن أقولَ :
تهنأُ بهواء الليل على رُكبتكِ الكأسُ
*
… أو حين في الظهيرةِ
الضبابُ يصعد من البحرِ
والبيوت بمصابيحٍ ترتجفُ
*
لو تعبرُ
لو تتركُ الشرفةَ
كما رأيتَها …
كشريطٍ
تراه وتمضي
، كخزفٍ
تجمعه كلما انكسرَ
تُرمّمهُ كلما انكسرَ
*
كان يمكن أن تنسى …
أو تقولَ :
أُحبّ أن تكون رُكبتكِ اليمنى
ومن جهة النافذةْ
*
بين ذلكَ
كانوا يمضونَ
كأنْ لأشغالٍ لهم في الِفناءِ
… أو بعد منتصف الليلِ
في الضوء الشاحب بآخر الشرفةِ
أو وراء الشاحنةْ
آهات مغترب
بقلم: مصطفى محمد رشدي مفتي
إليكمْ إخوتي أُهْدي السَّلاما = وبسم الله أبدؤُكم كَلاما
فراقُ أخِلّةٍ سكنوا شَغَافي = فشوقُ القلبِ قد أمسى ضِراما
ونارُ الشوقِ لَعْجٌ في فؤادي = وبُعد الصَّحبِ أورثني السَّقاما
بِقُربي من صِحَابي كانَ أُنْسي = ونأيُ أحبَّـتي جَلَبَ السَّآما
تلعثم نبضُ قلبي مِنْ وداعٍ = فلمْ أملِكْ لِجَارِحَةٍ زِماما
فهل يَلْتمُّ شتٌّ بعد دَهْرٍ؟! = وهلْ تَنْضَمُّ أشْتاتي تماما؟!
ألا يا لاذقيّةُ أنْصِتِي لي = فلا تُلْقِي على واشٍ سَلاما
أُحِسُّ صَدَى شُجُونكِ في جَنَاني = فقدْ وَهَنَتْ ضُلُوْعِيَ والعِظاما
وطَيفُكِ حاضرٌ دوماً أَمَامي = يُنَاديني كَفَى بُعْداً، إلامَ؟!
فأنتِ أنا، ونحْنُ معاً أَلِمْنا = رَمَونا دُونما ذَنْبٍ سِهاما
وَذِكْركِ غُصَّةٌ أشْجَتْ فؤادي = فطلَّقتُ المَبَاهِجَ والمَناما
أنا طِفْلٌ أضاعتْني المَنَافي = فزادتْني إلى تِيْهِي هيَاما
أنا طيْرٌ أُكَابِدُ مِن جِرَاحيْ = رأيتُ مَرَابِعيْ أضحتْ رُكاما
أنا البحَّارُ تِهْتُ عنِ المَرَاسيْ = فأمواجيْ تُلاحِقُنِيْ لِطَاما
أنا آهٌ تردّدها الثَّـكالى = يَضجُّ لِهَولِها كُلُّ اليَـتَامَى
أنا تَـنْهيْدةٌ جوفَ الليالي = ينوءُ بِسَتْرِها كلّ الأَيَامَى
أنا سِفْرٌ منَ التّاريخِ يَحْكيْ = جِنايَةَ ظالمٍ أرسىْ الظّلاما