الدور الإيراني والعلاقة الإيرانية ـ السّوريةما يحدث في لبنان

الفصل بين لبنان وإيران

ساطع نور الدين
على الرغم من ان قرار التجديد للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يشبه الى حد بعيد قرار التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود ، فإن ايران لن تسير في الاتجاه نفسه الذي اتخذه لبنان في السنوات الاربع الماضية ، كما ان لبنان، وهذا هو الاهم، سيظل بمنأى عن الاضطرابات الايرانية الشديدة، التي تحدث خللا جوهريا في موازين القوى الاقليمية والدولية.
خرجت الامور عن السيطرة في ايران، وبات من الصعب على مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي ان يتمسك ببقاء نجاد في الرئاسة لاربع سنوات، الا اذا كان قد قرر ان يغرق بلاده بالدماء والفوضى، ويغامر بموقعه السياسي والديني الذي لا يزال حتى اللحظة على الاقل قادرا على احتواء الازمة، برغم الاتهامات العنيفة والشكوك الجدية التي يثيرها الشارع والتي افقدته الكثير من «قداسته» المفترضة.
طريق التراجع عن قرار التجديد لنجاد ما زال مفتوحا، وهو يحتمل اجراء دورة ثانية بينه وبين المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي، الذي يرى ان هذا هو حقه الشرعي، وفرصته الوحيدة لاستيعاب غضب الجمهور الاصلاحي الذي صبر على المحافظين والمؤسسة الدينية والامنية طوال السنوات الاربع الماضية قبل ان ينفجر على هذا النحو المدوي.
بالطبع، ما زال بامكان المؤسسة الحاكمة ان تلجأ الى القتل والقمع والترهيب، لكنها بذلك يمكن ان تكسب بعض الوقت قبل ان يحصل الانفجار الكبير الذي يمكن ان يهز اركان النظام الاسلامي ويعمق الهوة بينه وبين اجيال ايرانية شابة ولدت بعد الثورة وهي تطالب المزيد من الحريات الفردية والقليل من المغامرات السياسية الخارجية.
وهذا شأن ايران وخيار شعبها وقرار قيادتها في العثور على افضل السبل للخروج من واحدة من اسوأ وأخطر الازمات التي تواجهها منذ قيام الثورة الاسلامية في العام 1979. وهي ازمة داخلية جدا، برغم عواملها وحوافزها الخارجية العديدة.. التي سقط منها احتمال الحرب الاميركية والاسرائيلية الذي كانت واشنطن وتل ابيب تلوحان به من بعيد من اجل ان تجرا القيادة الايرانية الى طاولة التفاوض.
وسقوط هذا الاحتمال يفترض ان يمثل عاملا اضافيا لاستقرار للوضع اللبناني الذي كانت مثل هذه الحرب تستهدفه اكثر من اي وضع اقليمي آخر. وكل من قرأ او سمع عن خطط اميركا واسرائيل لهذه الحرب يعرف جيدا انها كانت تبدأ بالجبهة اللبنانية وتنتهي بها حتى قبل ان تصل الى الاهداف الايرانية النووية والمدنية المحددة.. بعكس ما يشاع عن ان حزب الله هو الذي سيبادر الى الرد على اي ضربة اميركية اسرائيلية توجه الى ايران.
وبناء على هذا القياس، يمكن التكهن في ان وطنية حزب الله سترتفع اكثر من اي وقت مضى، بناء على حاجته المتزايدة الى توسيع قاعدة شعبيته وحركته الداخلية، للتعويض عن خسارة حليف ايراني حاسم، دفع لبنان في تموز العام 2006 ثمن احدى مغامراته!
السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى