سورية جنة الله.. وواحة الديمقراطية على الأرض
محمد فاروق الإمام
قناة (شام) الفضائية السورية تضع شعار لها: (سورية جنة الله على الأرض) وقد فات القائمين عليها – عن قصد أو غير قصد – أن يضعوا تحت جملة: سورية جنة الله، جملة: (وواحة الديمقراطية) ثم يتبعونها بعبارة (على الأرض) حتى يكتمل المعنى ويستقيم الحال.
قد تكون سورية جنة الله على الأرض في عيون أهلها ومحبوها وعاشقوها كحالي، ولكن في هذا الادعاء كثير من المغالاة والتطرف والعنصرية إذا ما قيست الشام في العديد من دول العالم التي تمتاز بطبيعتها الخلابة والساحرة والأمثلة كثيرة في دول جنوب شرقي آسيا وبعض الدول المطلة على الأمازون في أمريكا الجنوبية، وحتى بعض البلدان العربية كاليمن والجزائر وتونس ولبنان.. هذا إذا ما كان المقياس سحر الطبيعة وجمالها، أما إذا كان المقياس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فسورية تأتي في المراتب الأخيرة مع العديد من زملائها الدول العربية، مع قلة من دول أفريقيا، وندرة من دول أمريكا الجنوبية، وبورما وكوريا الشمالية والصين، مع احترامي وتقديري للإنجازات العظيمة التي حققتها الصين وكوريا الشمالية رغم قمع الإنسان فيها وهدر كرامته.
ولعل ما نشره موقع (كلنا شركاء) يوم 18 تشرين الحالي يعكس حال سورية ولماذا صنفت في قائمة حقوق الإنسان في مرتبة متدنية ومتدنية جداً، لما تمارسه من قمع ممنهج للإنسان ولكل ما هو له علاقة بحياته وعيشه وفكره.
نشر موقع كلنا شركاء رسالة من المواطن السوري المغترب (الدكتور راجح موسى)، موجهة إلى الرئيس بشار الأسد يناشده فيها (أعيدوا كرامتنا).
وتشير الرسالة الموجهة للرئيس السوري كما لوزارة الخارجية إلى قضية إقالة رئيس الجامعة السورية الدولية السابق الدكتور عبد المجيد السعدون (عراقي الجنسية) على خلفية اتهامه بقضايا فساد وتجسس.
الرسالة التي وجهها موسى تناولت معلومات مفادها أن السبب الحقيقي في إقالة سعدون لا يعدو كونه نتيجة خلاف بينه وبين ابنة أحد كبار المتنفذين السوريين.
الرسالة التي نشرها موقع (كلنا شركاء) ما كانت لتجد طريقها للنشر دون التأكد من صحتها، وقد أرفق مرسلها مقطع فيديو يظهر تعرض رئيس الجامعة السابق للشتم والضرب بطريقة وحشية من قبل بعض الشبان المجهولين الذين اقتحموا حرم الجامعة،
وفيما يلي رسالة الدكتور راجح موسى:
(سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد الموقر أتوجه إليكم بكتابي هذا راجياً أن تكونوا بموفور الصحة والخير وكونكم الأمل الوحيد المتبقي في سورية لنصرة المظلوم وإحقاق الحق.
كنت دائما ارفع رأسي أمام زملائي في كل المؤتمرات الدولية التي احضرها بسبب المواقف المشرفة التي تتخذها سورية في لبنان وفلسطين والعراق ولكني في المؤتمر الأخير تعرضت لموقف يحتاج لتدخلكم المباشر لحله كونه جعل رأسي كسوري في الأرض.
عرض أحد الحضور فيديو موجود على الشبكة العالمية اليوتوب وادعى التالي:
إن الآنسة ابنة قريبكم (……) وهي طالبة في الجامعة السورية الدولية قد حضرت للامتحان وقد نسيت البطاقة الامتحانية فرفض مدير القاعة إدخالها، واقترح أن تراجع مدير الجامعة الدكتور عبد المجيد السعدون الذي رفض دخولها أيضاً بسبب وجود مرسوم جمهوري يمنع ذلك.
فكان أن خرجت من مكتبه واتصلت بأخيها وادعت بأنه تحرش بها جنسياً وشتم عائلة الأسد فتم سحبه خارج مكتبه وضربه من قبل (مجموعة من الشباب) والمسجلة بالفيديو.
ومن ثم تم حبسه لدى جهاز أمني، ونشر اتهامات أنه جاسوس وأنه يهرب أموال بمليارات الليرات لخارج سورية وأصدر وزير التعليم العالي قراراً بعزله من رئاسة الجامعة وبعد عدة أشهر من السجن لدى المخابرات تم الإفراج عنه بدون محاكمة وذلك بعد أن تنازل قانونياً عن حصته من 70% من الجامعة لرجل الأعمال الشهير (……) وتم ترحيله خارج القطر.
سيدي الرئيس أرجوك تدخل وأبرز الحقيقة كي تعيد لنا كرامتنا نحن السوريون في المغتربات، فهل يعقل أن الوضع أصبح كذلك في بلدي الحبيب؟
ولو كانت قصته كاذبة وهو جاسوس فلماذا تم إطلاق سراحه بدون محاكمة؟ ولماذا يتنازل عن حصته بدون مقابل؟).
هل سورية بنظامها الحالي الشمولي والفاسد، والواقع الأليم الذي يعيشه الإنسان السوري في ظله، تستحق أن تكون جنة الله على الأرض؟!
خاص – صفحات سورية –