صفحات الناس

من أوراق السجن جماعة ( أبوصالح )

null
مصطفى الحاج صالح
إنْ كنت عربيا أنت مبتلى ..إنْ كنت مسلما فبلاءك أكبر.. مامن عربي ولد بعد منتصف القرن الماضي وظل حيا إلى هذه الآونة إلا وسمع أو عرف شيئا عن رسالة تتضمن دعاء ضد الحاكم الظالم.. في مقدمة هذه الرسالة التي شملت بلدانا عدة على حد علمي تنويه ودعوة؛ تنويه عن فوائد هذا الدعاء المختلفة؛ فوائد تتراوح بين الشخصي والعام ؛ بين الغنى والخلاص الفردي من جهة وزوال الغمة والكرب عن الجماعة من جهة ثاتية؛ بالإضافة إلى فوائد آخروية تضمن لموزع الدعاء ـ المنشور ؛ مكانة متميزة في الجنة .، أما الدعوة أو الطلب المرفق بالدعاء فيقوم على طلب بسيط سهل وهو كذلك فعلا عندما تكون الأوضاع طبيعية وعندما يكون الحاكم رجل دولة كبير العقل متزن يترفع عن ردود الفعل الانفعالية وليس مغتصب للسلطة يحسب كل نده عليه بالتالي لن يلجأ ـ الحاكم ـ إلى أساليب أهل المزارع في محاسبة الناس على كل كبيرة وصغيرة لا ترضيه ولا تلبي احتياجات مزاجه ومشاعره الضيقة وهذا الطلب البسيط يقوم على قيامك بنسخ الرسالة أربعين نسخة ؛ أربعون نسخة توزعها على معارفك وأصدقائك المقربين ؛ راجيا لهم التوفيق والحصول على ما حصلت عليه وهذا ما حاول فعله صبي كردي من منطفة عفرين بالقرب من حلب ؛ أراد توزيع الرسالة ليحصل على مال كثير يسعد والده في بناء بيت جديد متين وفي شراء ثياب جديدة له ولأخوته. ” محمد” في الرابعة عشر ؛ كان تلميذا في المرحلة الإعدادية ؛ مقيما في بيت عمه ” أبو خليل ” و” أبو خليل” عامل بسيط يسكن مع أسرته في إحدى عشوائيات حلب الدائرية .
هذه الحكاية ليست خرافية وليست مختلقة ؛ إنها حقيقة وواقعية مثلها في ذلك مثل الاستبداد الذي طرح جدله القسري على البلاد لتنتج مثل تلك الأوهام الخرافية ؛ حقيقية وواقعية مثل كل شيء حدث في البلاد ومازال يحدث من القتل الجماعي والمجازر ؛ إلى تدمير المدن وقصف الجوامع ؛ اتخاذ الرهائن واغتصاب الحرائر .. واقعيتها المؤلمة لا تقل واقعية عن مجزرة مدرسة المدفعية ولا عن مجزرة مقبرة هنانو .. تأتي هذه الحكاية العجب في إطار ردود فعل أهل الحكم على كل عمل أو فعل لايندرج في لوائحهم الخاصة .. في سوريا آنذاك .. ربما الآن أيضا كانت الممنوعات كثيبرة لا تقبل الحصر إلى درجة طالت إسلوب المشي في الشوارع وطرق التلفت والنظر ؛ اسلوب التحية ونوعية الكلمات الملفوظة .. هذه حقائق .. لعلها مازالت مدونة في أراشيف الأجهزة الأمنية التي لم تكتف آنذاك بتعقب المعارضين بأساليب مختلفة بل شملت تعقباتها المارة .. في مكان محدد .. أنْ تمر مرتين أو ثلاث في شارع أو حي يضم جهازا أو دائرة فهذا يعني أنك: ( صهيوني ابن كلب) ومن تلك الممنوعات الكثيرة؛ منع نسخ الأوراق دون إذن و.. من واجب صاحب آلة النسخ التحقق مما ينسخ ؛ متحملا نتائج النسخ.. هذه حال كل الأنظمة المستبدة بغض النظر عن هويتها الأيدلوجية ؛ من دون بطش وإرهاب؛ من دون ضرب المربوط كي يتأدب السائب ؛ كما كان ” أبو جمعه ” السجان يقول؛ من دون ضرب الجبان ؛ كما قال ” عنترة” ؛ ضربة يطير لها قلب الشجاع؛ لن تستقيم الأمور لهم حسبما يرون وهي كذلك في الواقع.. هم غربا وشرقا؛ جمهوريين وملكيين؛ قوميين وإسلاميين ؛ غاصبون .. اغتصبوا السلطة إما من مغتصب سابق أو أخذوها تدليسا ؛وكالة عن نظام عالمي [ جائر بالنسبة لنا] ولا مكان في هذا العالم للضعفاء ولا للمساكين أمثال ” الشيخ محمود” والشيخ ” محمود” هذا ؛ رجل على باب الله ؛ كما يقال ؛ درويش ؛ جاهل ؛ بالكاد يقرأ ويكتب ؛ كان في نهايات عقده الثالث عندما قام مقتنعا بتوزيع تلك الوريقة المريبة وكان ” خليل” عم الصبي ” محمد” من جملة اللذين نالهم عطف الشيخ القادم من الأرياف محمولا على جناح أمل مخادع وفي ظنه أنّ وريقته تلك ستفتح له وللمساكين أمثاله باب الحياة المغلق بعدة أقفال ولم يكن ” خليل ” يختلف عن صاحبه الشيخ في نمط التفكير السحري أو الإلهي الذي يعيد الحظوظ في الحياة الدنيا إلى مؤسسة الرزق أو نظامها القائم على مدى درجة القرب من الله وعلى مدى استجابة هذا الأخير لأدعية بعينها لكن ” خليل ” أكبر سنا وأكثر حذرا فلم يرى سببا يدعوه للاستعجال في نفس الوقت لم يشأ تمزيق تلك الوريقة لسببين إثنين ؛ كما علمنا منه لا حقا في السجن ؛ عندما جمعنا المهجع رقم 4 ؛ أولهما خوفه وخشيته من عقاب الله العاجل المنصوص عنه في مقدمة الخطاب وثانيهما أمل غامض .
أمل غامض قاده و” الشيخ محمود” إلى السجن؛ مع ابن أخيه الصبي ” محمد” و” أبو صالح” صاحب مكتبة ؛ تضم في جنباتها آلة نسخ .. ولا يعرف هو نفسه ؛ لم وضع الوريقة خلف جهاز العداد الكهربائي في مدخل بيته .. أتراه أراد بهذه الطريقة البسيطة درأ الشر عن تفسه وعن آل بيته .. لكن الشر دائما أكثر شطارة من حيل فقراء الناس .. ” الشيخ” محمود ” كاره الشيوعية والشيوعيين الذي لم يشأ طوال أيام كثيرة مجاذبتنا أطراف الحديث؛ قال جازما: ( كل شيء مقدر مكتوب ) والمقدر هو من جعل الصبي يرى الورقة ولأنّه صبي تملكه الفضول ، هل خطر بباله ؛ حينئذ ؛ أنّ فضوله سيقوده إلى السجن.. لم يخطر ذلك بباله أبدا وهو شخصيا لم يكن معني بما يجري في البلاد ؛ كان صبيا وكان فقيرا ؛ جل ما يعنيه الاستمرار في التعلم من جهة والتخلص من الفقر والعوز من جهة ثانية وتلك الورقة القادمة من بطون الكتب ومن بطون التاريخ تحقق ذلك لا محالة .
” أبو صالح” موظف أرصاد جوية ؛ محال على التقاعد وصاحب مكتبة وسط مدينة حلب ؛ يسكن في نفس الحي الذي يسكنه عم الصبي ” محمد” ليس هذا فحسب بل وكانا يصليان صلاة الجمعة في ذات الجامع وهذا دليل إضافي عند أهل الأمن على التآمر ضد أمن الدولة وضد استقرار البلاد ، الصبي المتآمر أداة العم المنفذة !! ذهب من وراء ظهر عمه إلى صاحب المكتبة وأبلغه سلام لم يحصل من عمه يتضمن رجاء بطبع تلك الورقة أربعين مرة ( لا..غير ) هل يفترض بـ : ( أبي صالح) التنبه وزيادة اليقظة..؟ هل أدراك أخطار قبوله القيام بعملية النسخ..؟ أكان طامعا برزق أوسع من رزقه القائم أم داعب الدعاء رغبة في نفسه ..؟ ومن لا ..؟ قال هو : ( لم أعتقد للحظة واحدة أنّ ورقة مثل تلك تهدف إلى قلب النظام .. خاصة وأنّ الدعاء الموجود فيها قديم .. ) أقدم من النظام ؛ أقدم من ثورته ذانها ومن جميع حركاتها.. فهل يشفع القدم عند أجهزة لا [ تقرأ الممحي] أجهزة يتعارض وجودها مع القيم الوطنية خاصة وأنّ الغالبية العظمى من موظفو تلك الأجهزة ومنتسبيها يعتقدون أنّ ثورتهم إعجاز وأنّ حركتها إنجاز فكيف يخشى المنجزون ورقة قديمة مثل هذه ..؟ ورقة أمل منسوخة أربعون نسخة حملها الصبي ( محمد ) مع كتبه في الصباح التالي إلى المدرسة وهو سعيد مسرور باقتراب لحظة هبوط الثورة ؛ ففي المدرسة الإعدادية عدد كبير من التلاميذ ولا يحتاج أمر توزيع النسخ سوى لحظات محدودة ؛ ذلك ما حدث بالفعل لم يستغرق الأمر سوى هنيهات حتى قامت القيامة ؛ استنفر الأساتذة والموجهون؛ هب المدير وهبت الشبيبة ؛ جمعت النسخ على عجل واقتيد ” محمد” وهو يرتجف كورقة إلى غرفة الشبيبة بانتظار وصول دورية أرسلت على عجل من قبل فرع الأمن السياسي بحلب.
لم تجلب الورقة المال ولم تسقط النظام أيضا ففي ذاك الآوان كانت موازين القوى راجحة رجحانا مطلقا لصالح سبع أو ثمانية أجهزة أمنية وأربع فرق خاصة من الجيش يقودها ضباط مقربون لايطيقون سماع صوت اعتراض أو امتعاض حتى لوكان خلبيا ؛ بغض النظر عن مصدر هذا الاعتراض ؛ إنسان أو دجاجة رجل أو امرأة؛ صبي دون الرابعة عشر أو شيخ تجاوز سن التقاعد كـ ( أبي صالح) الذي قام بنسخ بيان يدعو إلى التمرد والعصيان .. لا يمكن تسمية تلك الورقة بيانا ؛ لا من حيث المضمون ولا من حيث الشكل ؛ لكن أهل الأمن لا يرون غير ذلك .. بيان وزع في مدرسة ؛ مدرسة تخلى عنها المجتمع وتخلت عنها الأحزاب القائمة لصالح مالك وحيد يرديرها كيفما يشاء .. أي قوة للبيانات..؟ أحقا كانت بيناتنا السرية ترهب تلك الأجهزة المدججة بالقوة وبقانونها الخاص / القابل للمط / أيضا .
البيانات أو البيان أي بيان كلام مكتوب مطبوع على ورق لا ينفجر ؛ لا يسبب أذى .. حبر على ورق.. مصفوفة كلمات رسمت على ورق ووزعت على جمهور معظمه شبه أمي لا يقرأ ولا يكتب ؛ القراء الكتاب من هذا الجمهور ينقسمون إلى قسمين ؛ الغالبية العظمى ؛ قل الساحقة ؛ تقف مع النظام وتصطف إلى جانبه والقلة القليلة منقسمة هي الأخرى شيعا وطوائفا بالكاد يقرأ بعضها بيانات بعضها الآخر .. فمما تخاف كتلة السلطة المكونة من ( حزب يمتلك جبهة ومن أجهزة أمن كثيرة متعددة طويلة الذراع؛ من جيش تم تخصيصه وفي نفس الوقت إفقد جيشيته؛ خسر المعنى الحقيقي لصالح معنى زائف قائم على الدعاية.. ومن شبيبة ومنظمات أخرى كثيرة ملحقة.. تعمل عمل الأمن )
في سوريا؛ بلد التنوع والتمازج ؛ في كل شيء من الطبيعة إلى الطوائف ؛ مرورا بالتمايزات الثقافية المتلاقحة في إطار الإسلام والعروبة؛ في سوريا بلد الألفة والتشارك أقام الطغيان القائم على التلقين والإرغام تفريعات أمنية وتنظيمية لغايات أمنية ليس إلا؛ من بينها ما يسمى شبيبة الثورة [ معظم إن لم نقل كل ما يسمى أنجازات جرى تنفيذها والهاجس الأمني هو الأساس والباقي تفريعات والأمن المقصود هنا أمن النظام وليس أمن الدولة والبلد ومما يلفت النظر في هذا الطلب العالي على الأمن هو أمرين لا يحتاجين إلى برهان الإحساس باللاشرعية من جهة والإحساس بالضعف ؛ ضعف النظام ولا شرعيته نراهم بوضوح في خطاب النظام الأيدلوجي التخويني من جهة وفي ممارساته الميدانية القمعية ] قمع لم يطل الجماعات المسلحة ولا الأحزاب السياسية المعارضة فحسب بل وطال كل شيء يدل على الاعتراض والامتناع ؛ طال صبية صغارا في السن وطال رجالا مسنين ؛ طال مرضى وطال نساء ؛ طال صبية كتبوا شعارا أو ماشابه على جدار؛ طالت مسنين فاضت مرارتهم مما يرون ومما يسمعون فشتم ولعن ؛ طال نساء كرهائن وطال معتوها بعينه قام بتمزيق صورة من صور القائد أمام الناس .. كيف يمكن تسمية ذلك قوة أم ضعف ..؟ من يطلق منظماته وأدواته غير الرسمية ضد الناس لتـٌتـِم عمل الأمن لا يمكن اعتباره في مصاف الأقوياء ـ اللهم ـ إلا إذا كانت القوة العارية هي المقصودة ؛ عندئذ لا تصبح الدولة دولة ويخرج النظام من مفهوم الانتظام والتسيير إلى مفاهيم أخرى ؛ من بينها نظام المزرعة؛ ما يسمى ( شبيبة الثورة وهي منظمة شبيهة من حيث التنظيم والممارسة بالتنظيمات الفاشية والنازية ) تنطحت منذ البداية للقيام بأعمال النظام القذرة ليس في الإشراف والمراقبة بل وكان بمقدور عناصرها اعتقال من يرون فيه شبه اعتراض والصبي ( العفريني ـ نسبة إلى عفرين ) الغشيم ” محمد” لم يكن معترضا بل قام بفعل شيء لم يخطر بباله أنّه سيهدد أمن الدولة الهش الواهي .
وأنبأهم ” محمد” بكل ما يعرفه ؛ أخبرهم بكل ما يعرف؛ كان خائفا؛ لم يخفي شيئا فليس لديه ما يخفيه وأظنه كان يعتقد في تلك اللحظات ؛ لحظات انتزاع الاعترفات منه ؛ مثله في ذلك مثل ” الشيخ” محمود” ومثل عمه ؛ أنهم محقون وأنّه على باطل .. هو مخطئ والدولة لا تخطيء رغم ذلك أنزلوا به بعضا من صنوف العذاب وفي ظنهم أنّه ماكر يخادعهم وأنّه يعرف أكثر مما باح به ومع اكتمال عقد الجماعة / جماعة أبو صالح / نسبة إلى أكبرهم سنا وأكثرهم معرفة؛ باعتقال ( أبو صالح ) أصبح الأمر مكتملا من الناحية المبدأية لكن أهل الأمن لايهتمون بأي مباديء ولا يقيمون وزنا لأي اعتبارات بما فيها اعتبارات العقل ؛ اعتبارات الحس السليم الذي يشير إلى عبط مجرد وإلى فقر مشكول بحركات الجهل المختلفة .. فما دام هناك معتقلون .. و مادام هناك جسم مادي لعمل جرمي ” الوريقات المنسوخة ” ؛ وريقات تقضي إلة زعزعة الدولة وإلى القضاء على النظام التقدمي في بلد لا حياة فيه إلا للتقدم والاشتراكية فالقضية قائمة وتتطلب أعمالا ميدانية دامية ؛ تجعل أيدي المعتقلين تشهد عليهم وتجعل أرجلهم تعترف قبل ألسنتهم كأن الأمن لا يكون أمنا من دون اعترافات منتزعة ؛ من دون تعذيب .. بلى .. ما زال التعذيب في بلادنا سنة ترضي نوازع أنفس أهل الأمن .
الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. خلق الله تعالى 3 طبقات من الخلق – الملائكة الكرام – وبني آدم – والحيوانات – وكان من نصيب بني آدم أنه بين تلك الطبقتين – وكل إنسان يقترب ويبتعد عن إحدى هاتين الطبقتين كما يشاء – أما رجالات مايسمى بأجهزة الأمن في سوريا – فهم يتم إختيارهم ممن يقتربون من المرتبة الدنيا ثم تتم تربيتهم وتدريبهم على أساس أنهم ملتصقون بهذه المرتبة الحيوانية ويصلون لدرجة أنك ترى الواحد منهم لايختلف عن البهائم إلا بخاصية واحدة فقط وهي القدرة على الكلام – تنتزع منهم كل مشاعر وأحاسيس الإنسانية والآدمية – فتراهم يعذبون المعتقلين لمجرد التسلية بتعذيبهم وإشباع غريزة القوة الحيوانية لديهم – عندما يخرج أحدهم للشارع فيرى الناس بمشاعرهم وتعاملهم الإنساني – فيشعر بالنقص حيث أنه لايحسن هذا التعامل – فيرجع إلى مقر عمله ويصب جام غضبه وحيوانيته ووحشيته على هؤلاء الضعفاء المعتقلين ليثبت لنفسه القوة والفوقية على هؤلاء الضعفاء المغلوبين على أمرهم — أقول لهؤلاء : إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين – نعم وجنودهما معهم في الجريمة والحساب ولن يغني عنهم يوم القيامة ( أنا عبد مأمور ) أبداً – كذلك أقول لهم جاء في الحديث القدسي عن الحق سبحانه وتعالى : إشتد غضبي على من يظلم من ليس له ناصر غيري – هؤلاء المعتقلون الذين تم عزلهم عن الدنيا هم فعلاً الذين يعنيهم هذا الحديث – الذين ليس لهم ناصر ومعين إلا الله تعالى – وما الله بغافل عما يعما الظالمون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى