بيان القيادة المركزية التجمع الوطني الديمقراطي
عقدت القيادة المركزية اجتماعها المقرر وناقشت العناوين المدرجة على جدول الأعمال وتوصلت إلى ما يلي:
أولاً – التجمـــع:
– تابعت القيادة المركزيـــــة مناقشة النقاط التي كانت على جدول أعمالها السابق، ومنها ما يتعلق بالسؤال الذي توجهت به قيادة التجمع للرفاق في حزب العمل الشيوعي حول ما ورد في المقالات المنشورة في نشرة “الآن” تحت عنوان “أزمة الحياة السياسية في سورية”، وقد أكد الرفاق في حزب العمل الشيوعي في ردهم المكتوب، أن ما ورد في تلك المقالات لا يعبر عن الرأي الرسمي للحزب، وبدورها ناقشت قيادة التجمع مسألة تمييز الآراء والمواقف الرسمية من غير الرسمية للأحزاب السياسية، لتصل في نهاية المطاف إلى أن ما يعبر فعلياً عما هو رسمي هو البيانات والتصريحات المذيلة من قبل الهيئات القيادية للأحزاب، إضافة إلى افتتاحيات صحفها الرسمية.
– كما تابعت قيادة التجمع اللقـــاءات والنقاشات التي تجري ضمن فروع التجمع في المحافظات كافة، خاصة ما يتعلق بمناقشة الأوراق التي أعدتها القيــــادة لعرضها على المؤتمر العام للتجمع، وأهمهــا مشـــــروع البرنـــامج السياسي ومشروع النظام الأساسي، وثمنت القيادة هذه اللقاءات التمهيدية لانعقــاد المؤتمر إيجابياً، وأكدت إصرارها على اتخاذ كل السبل الممكنة كي يحقق المؤتمر المرتقب للتجمع نقلـة نوعيــــة في عمل التجمع كتحالف وطني استراتيجي أساسي في تيار المعارضة الوطنية الديمقراطية، وفي أداء الأحزاب المنضوية فيه، لتعزيز الخط الوطنى الديمقراطي والانطلاق نحو تحالفات أوسع على الساحة السياسية السورية، بما يخدم هدف التغيير الوطني الديمقراطي المنشود.
– وتوقفت قيادة التجمع عند حدث وفاة الأستاذ إسماعيل عمر القيادي البارز في حزب يكيتي الكردي، ورأت في وفاته خسارة لأحد رموز العمل الوطني في سورية، وتوجهت على لسان الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي بالعزاء لرفاقه وذويه.
ثانياً – في التطورات السياسية
أ- الوضع الداخلي:
1- مازال الوضـــع الداخلي على حاله في ظل التشدد الأمني المتزايد والاستمرار في الاعتقالات بالاستفادة من استمرار حالة الطوارئ، خاصة في صفوف المواطنين السوريين الأكراد في سوريــــــة، والتضييق على العمل الوطني الديمقراطي باستمرار اعتقال النشطاء السياسيين، ومنهم معتقلو حزب العمل الشيوعي في سجن صيدنايا، والتشدد إزاء نشطاء حقوق الإنسان والمثقفين، والوصاية على العمل النقابي الحر والمستقل، وآخرها اتحاد الكتاب العرب الذي شهد مؤتمره الأخير الكثير من الممارسات غير الديمقراطية وتغييب الرأي الآخر.
2- ومن جهة أخرى لا تزال الحالة المعيشية للمواطنين السوريين تشهد المزيد من الانهيار حيث باتت الأغلبية الساحقة على خط الفقر ومادون بسبب السياسات الاقتصادية التي تصب في صالح الطبقة الرأسمالية الطفيلية النافذة المرتبطة برجالات السلطة، وبسبب استشراء الفساد إلى حدود لا توصف، والارتفاع الجنوني في الأسعار، خاصة أسعار المواد الغذائية التي تضاعفت بعض موادها بنسبة تزيد على الـ 100%، وحذرت قيادة التجمع من مخاطر استمرار هذه السياسات الخاطئة التي قد تقود إلى تعميق الانقسام الاجتماعي مما يضر في المآل بالأمن الاجتماعي.
3- توقفت قيادة التجمع عند الأوضاع الاقتصادية المزرية للمواطنين السوريين في المحافظات الشمالية الشرقية المنكوبة بالجفاف وعواقب المعالجات الخاطئة لقضايا الجنسية والإحصاء الاستثنائي للسوريين الأكراد، والرسوم المتعلقة ببيع العقارات في المناطق الحدودية، وهي الأمور التي دفعت وتدفع مئات الآلاف من المواطنين إلى الهجرة إلى المحافظات الأخرى، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على المحافظات الأخرى من حيث فرص العمل والسكن.
ب- الوضع العربي
1- فلسطين – أكدت قيادة التجمع من جديد نقدها للنظام العربي الرسمي الذي تكيف مع حالة التنازلات المستمرة ودخل عملية التفاوض مع حكومة العدو دون امتلاك خيارات أخرى لتحصيل الحقوق العربية وحقوق الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يصر فيه العدو على عدم احترام الاتفاقيات السابقة، ولا زال يمارس الحصار والتجويع بحق الفلسطينيين في غزة.
وفي هذا السياق يطالب التجمع الوطني الديمقراطي بضرورة تعميق وتعزيز الحوار الفلسطيني الداخلي لتحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة الثوابت الوطنية المعروفة التي هي محل إجماع وطني.
2- لبنـــان – أكدت قيادة التجمع أيضاً على موقفها الثابت فيما يتعلق بالوضع اللبناني، خاصة ما يتعلق بضرورة الحفاظ على الدولة والمقاومة معاً عبر إيجاد معادلة متوازنة تسمح للدولة بالقيام بدورها ووظائفها كاملة وبسط سيادتها على كامل التراب الوطني اللبناني، مع الاعتراف بدور المقاومة الأساسي في الوقوف ضد التهديدات الإسرائيلية، تحت مظلة من الإجماع الوطني اللبناني الحر دون تدخل القوى الإقليمية والدولية.
كما أكدت قيادة التجمع على ضرورة كشف الحقيقة فيما يتعلق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ورفضت في الوقت ذاته أي محاولة من أي طرف، محلي أو إقليمي أو دولي، لاستخدام المحكمة الدولية لتحقيق أهداف سياسية لا تتعلق بكشف الحقيقة.
3-العراق – أكدت قيادة التجمع على أن الصراعات والمساومات بين القوى المشاركة في العملية السياسية، والتي تقف وراءها أطراف ومصالح وقوى إقليمية ودولية، من شأنها أن تدفع العراق نحو التمزق والمزيد من العنف. وهنا يدعو التجمع الوطني الديمقراطي الأطراف الوطنية المختلفة للحوار والعمل معاً لبناء العــــراق الديمقراطي الموحد، وعودته لممارســة دوره العربي والإقليمي والدولي.
4-السودان – رأت قيادة التجمع أن الاستحقــــاق الذي ينتظر السودان متمثلاً بالاستفتاء على مصيــــر جنوب الســــودان، سيقود نحو الانفصال، وأن ما ساعد على هذا التوجه الانفصالي هو بالدرجة الأولى استمرار النهج الشمولي واحتكــــار السلطــــة لدى السلطات الحاكمة وغياب النهج الديمقراطي، مما فتح الطريق أمام القوى الخارجية الباحثة عن مصالحها في جنوب السودان، وهو الأمر الذي سيؤدي في المآل إلى شرذمة السودان بدلاً من بناء الدولة الوطنية الديمقراطية التي تعزز التوجهات الوحدوية وتطرد الرؤى الانفصالية.
دمشق أواخر شهر تشرين الأول 2010 القيادة المركزية التجمع الوطني الديمقراطي