زمن طويل مضى منذ آخر مرة كنت هنا في فضاء الإنترنت, ولا أنكر أنني أشعر بالغرابة وأنا أكتب الآن… أشعر بأنني أحاول تعلّم “الإمساك بالقلم” من جديد, لكن خلال تلك المدة تعلّمت شيئيين اثنين.
كنت في” غربتي” دائم الحنين لفترة سابقة من حياتي وفيها كنت أملك ترف انفاق الوقت كيفما أردت, كنت أحيانا أمضي ليلتي بالكامل وأنا أفكر… هكذا ببساطة: أفكر! كنت أظن أنّ فقداني لـ “ثروتي” تلك مرتبط بتشوّه نظام الحياة الغربي القائم على ضغط مبالغ فيه لأشياء تلزم وأخرى لا لزوم لها, في هروب ” لذيذ” من الوحدة…
لم أكن على خطأ تماما, لكنّ واقع الحال يقول بأنّ تلك الثروة لم تعد لي حتى بعدما عدت, بل حدث العكس فحالما باشرت حياتي اليومية اكتشفت كم كبرت مسؤولياتي وكم أصبح ذلك الترف بعيد المنال! أصبحت الفرصة تأتي فقط مرة كل أسبوعين, لأول مرة أشعر بأن العمر قد نال مني, ليس بالمرض أو الهرم بل بالحصار المطبق!
أمّا الشيء الآخر فيتعلق بالواقع الإفتراضي, فهذا “الواقع” ورغم انتمائه للواقع بطريقة ما فإنّ “شيئا ما” يجعله أقلّ مرتبة من “الحياة”, ربّما يتعلق الأمر ببنيته الأنطولوجية و ربّما تعلّق بموقف البشر المعرفي منه, لكن الشيء المؤكد بالنسبة لي أنّه يأسرني كالحياة في حين أنه يعطيني أدوات أقل مما تعطينيه هي! وهذا انعكس من دون شك على علاقتنا في أول مناسبة…
كل عام وأنتم بخير…