ليش بتكتب ؟
ربما هوا السؤال الأكثر غباء و الذي يلي سؤال لماذا تحب ، و هو سؤال شغل عقول الكثيرين و أجاب عنه كثر كل على طريقته و أقيمت عليه دراسات و أبحاث طويلة و عريضة و لم يبق كاتب في الأرض إلا و أجاب عنه ، و عندما وجه السؤال إلي احترت في الجواب بعد كل من سبقوني رغم أن سبب كتابتي بسيط جداً و أبسط من أن أكتب عنه تدوينة لأنه لزوم ما لا يلزم و لكن لغاية في نفس يعقوب سأكتب !
عندي أحلام لا يتسع لها المدى تريد أن تحلق و لم تجد لها سوى الكلمة فضاء لتغرد فيه فيما أبدع الآخرون في الرسم و الموال و حتى في النوم فبعض الأحلام لا تولد إلا أثناء علاقة حميمة مع الفراش ، و فجأة و دون سابق موعد تتداعى و تأفل و تسقط و تضمحل فيذهب كل ما كتبته أدراج الرياح تذروه أنى تشاء و ما بقي منه ورقوا الأصفر شهر أيلول .
عندي أفكار تحاول أن تهشم جدران العقل لتطل على واقع مظلم ليس يستقيم ، و كأني سقراط أرسم وعي البشرية بفلسفتي التي لا حدود لها و أموت شهيد قناعاتي ، أو أعتلي المنبر خطيباً واعظاً أمة لا تقرأ و رعية على دين رعاتها صارخاً فيهم بالهدى ودين الحق ، ثم أجد نفسي كما ملائكة فيروز أغني وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان !
عندي قضية أؤمن بها رغيف خبز صار بحجم الوطن ، و ناس ابتلع الجوع و الخوف ألسنتهم فصرت صوتهم الصارخ في برية هذا العالم عسى يسمع من هم على متن عروشها ، و أنا أدون لأغير وجه الدنيا ، و إذا صوتي يخفت و يذبل و يضيع فلا يبقى منه حتى الصدى ، و كأني بصوتها يوقظني : حاجي تصرخ يا منادي الرعيان بوادي و القطعان بوادي !
يا حبة عيني أكتب لأني أحب الكتابة و ليس ثمة سبب آخر ، كان بوسعي أن أجيب هكذا منذ البداية و ما كنت أدخلتكم في دوامة أحلامي و أفكاري و لكن ما كان أقنعكم جوابي هذا ، فنحن قوم نحتاج إلى كثير من الحشو الذي لا طائل منه لنؤمن أن البلاغة الإيجاز !
http://nawarshash.com/?p=6349