صفحات سورية

* الكل يعتقل في سورية إلا قيادة الحركة الكردية في سورية..!!

null
ابراهيم إبراهيم
“باقة من الاعتذارات لقيادات سجنوا يوم لم يكونوا قياديين”
قد يدهش القارئ الكريم من هذا العنوان لا بل قد يذهب يميناً ويساراً ويحمّل هو أيضاً عناوين أخرى أكثر خطورة كأن يتهمني مثلاً كغيري من الكتاب بالخيانة أو تحريض الأمن السوري على اعتقال قيادة الحركة الكردية وعناوين وعناوين.. لكن ومنعاً للسجالات الكثيرة التي قد تثيرها هذه الأسطر أقول ورغم قناعتي المطلقة بأنه لا يمكن لأحد أن يحرض الأمن السوري على القيادة الكردية وبأنني سأكون سعيدا جداً لو اعتقل قيادي كردي واحد على الأقل في سورية لأن في اعتقاله مؤشر على نضاله وجديته وصدقه في العمل السياسي المعارض وفي ذلك إحساس بأن هناك قيادة كردية نشيطة وجادة تعمل من اجل شعبها ووطنها لأن المعروف في سورية أن الجدية والصدق في أي نشاط سياسي أو ثقافي ديمقراطي مصيره السجن والاعتقال (الصديق العزيز نظمي حنان ورفاقه فك الله أسرهم ود. عارف دليله، وأنور البني واللبواني وغيرهم الكثيرون). على أية حال وتفادياً للمغالطات بحقي أولاً وبحق تلك القيادات أدعوهم مجتمعين أو فرادة وخاصة تلك التي أعرفها وتعرفني إلى مواجهة أو مناظرة عبر أية وسيلة إعلامية يختارونها هم للنقاش والجدال في سياساتهم الفاشلة ومفاهيمهم الستينية والسبعينية الخاطئة والتي لم تعد صالحة في 2008 لا بل 2009 وتقود الشعب الكردي في سورية إلى الهلاك، فضلاً على أمور عشتها معهم وأخطاء فادحة ارتكبوها بحق شعبهم، وأنهم لم يكونوا بمستوى قضيتهم وأنهم كانوا في المستوى الصفر في تعاملهم مع ما جرى في 12 آذار 2004 في المناطق الكردية من قتل متعمد للشعب الكردي من قبل النظام وبأنهم غير جديرين بقيادة هذا الشعب وطبعاً بطريقة ديمقراطية حضارية وإني لأتشرف بالتصدي للكثيرين منهم وخاصة من هم بالصف الأول (استثني من ذلك شخصيات قيادية ِلما أكن لهم من تقدير واحترام وهم الأستاذ حميد درويش والأستاذ إسماعيل عمر والأستاذ جمال شيخ باقي والأستاذ حسن صالح مع بقاء الباب مفتوحاً أمام كل قيادات أحزابهم للمناظرة التي أدعو لها) لنكف بذلك عن تدمير هذا الشعب المدمر أصلاً وتكتشف الحقائق وإني لأتمنى أن تدعونا إحدى فضائياتنا الكردية لتلك المناظرة.، ولن أآخذ أي رد على هذه الأسطر محمل الجد ولأي كان من هؤلاء وسيلقى في سلة مهملاتي وفي نفس الوقت أعلن جاهزيتي للمناظرة عبر أية وسيلة إعلامية محترمة.
لقد أصبح للقاصي والداني في أنحاء العالم أن النظام السوري بما يملكه من فكر سلطوي قمعي مبني على الأنا الاستعلائية التي تؤمن بالدم الأزرق وتظن بامتلاك كل الحقيقة دون غيره وتركيبة أمنية حديدية عبر العشرات من الأجهزة الأمنية المدنية والعسكرية والجوية والعديد من التجمعات الأمنية البعثية فضلاً عن بقايا وفضلات اجتماعية وهي من منتج سياسة النظام السوري عبر ممارسته لسياساته التخويفية والقمعية والتجويعية للمجتمع وطبعاً لا هي في واقع الأمر مخابرات مدنية ولا عسكرية ولا جوية بل مزروعة في زوايا الشوارع والأزقة السورية وتحت طاولات المقاهي مهمتها أخطر من الذين يملكون البنادق والسياط وأسلاك الكهرباء في الزنازين السورية فهي السلطة التشريعية للأجهزة الأمنية تشرع بشكل غير مباشر للأجهزة الأمنية القيام بالمهمة التنفيذية.. ألا وهي السجن والاعتقال والدعس على شرف المواطنين الذين تم الوشاية بهم من قبل الأمن التشريعي وطبعاً مهما كان شأن المواطن غنياً أو فقيراً أو زبالاً أو عاملاً أو حتى مجنوناً عربياً أو كردياً أو أرمنياً أو آشورياً المهم في الأمر أن ذاك المواطن تنفس قليلاً بحرية وسأل نفسه أو غيره وبهمسة سرية..!! لماذا آكل هوى وطفران دائماً..؟؟ ما عندي حق صندويشة وحق رغيف خبز لبكراً..!! ليش كل العالم صايرين ضد بلدي عفواً ضد نظام بلدي..؟؟ معقولة كل العالم على خطأ ونظام بلدي هو الأصح..؟؟ ليش كل الناس بتعبر في العالم عن طفََرها بحرية ونحن لا..؟؟ ليش هالرشاوي والمرتشين آكلين البلد..؟؟ و..الخ. أسئلة بسيطة ساذجة مصير كل من يسألها في سورية هو البهدلة والتعذيب ويصل أحياناً إلى القتل لأن في ذلك كما يعتبرها النظام السوري عدم رضا ذلك المواطن عن سياسته الداخلية وهو بداية تذمر للمواطن على النظام وبالتالي ليس هناك من يستطيع حمايته أي (المواطن) من قانون النظام الإلهي عفواً المخابراتي العسكري والجوي والمدني، القانون الذي يستمد شرعيته من جهلة ومارقين لا يعترفون إلا بأنفسهم وهم أصحاب الحق الإلهي والوطني وكل خارج عن طوعهم هو خائن عميل لعنة الله عليه وعلى والديه فعليه أن يلقى مصيره المحتوم.
هذا بالنسبة للمواطنين العاديين الذي يهمسون بينهم وبين أنفسهم، فكيف بأناس هم بالأصل متهمون من قبل النظام السوري بالخيانة والعمالة وتفكيك سوريا وارتباطهم بجماعات خارجية واقتطاع جزء من الأراضي السورية طبعاً اقصد هنا الشعب الكردي في سوريا رغم أن كل معطياته التاريخية والراهنة ومشاريعه الثقافية وخطابه السياسي تؤكد على أنه جزء من النسيج الاجتماعي والثقافي والتاريخي لسورية.
كيف يمكن لسلطة كسلطة البعث السوري أن تتعامل مع هؤلاء..؟؟ إن ما نراه ونسمعه وما تبرهن عليه الحياة العملية لهذه الشريحة هو أن هذا النظام يقتل ويسجن ويعذب دون هوادة كل كردي المح إلى كرديته بقليل من الحرية وبهمسة سرية ايضاً، الأولاد حتى الأولاد يعتقلون ويهانون ويضربون في الشوارع وفي بيوتهم والطلاب يعتقلون والفتيات بمعنى آخر وكي لا أزيد على القارئ الكريم متاعب نفسية أخرى أريد أن أختصر بأن الكردي المجند في الجيش العربي السوري الجيش العقائدي، وبأن ذاك الكردي الذي يدافع عن أرض سورية ويستشهد من أجل سورية يقتل اليوم في مركز خدمته العسكرية من قبل ضباط عروبيين بعثيين مشرفين عليه بحجج ومبررات لا يمكن لأي إنسان أن يصدقها، فقد بلغ عدد المجندين أقول المجندين في الخدمة العسكرية فقط أكثر من 10 شباب كرد في العامين الماضيين ولن أتحدث عن برلمانيين كرد قتلوا تحت التعذيب وشباب أكراد من أعضاء صغار في الحركة الكردية ومؤيدين وعاديين قتلوا في السجون السورية، فمازال الكثير من أعضاء الفرق والخلايا الحزبية في السجون والأطفال والطلبة يفصلون من المدارس لمجرد أنهم شاركوا في مناسبة اجتماعية أو ثقافية كردية أو لبسوا لباساً ملوناً بالأحمر والأخضر والأبيض فهي كما تدعي السلطة السورية الوان العلم الكردي كما حصل في بلدة ديرك منذ أيام عندما أقدمت درية من الأمن السياسي على خلع ملابس فتى كردي لأنها تحتوي على لونين من الوان العلم الكردي وطبعاً وبعد كل جريمة يرتكبها عنصر من عناصر الأمن يحصل على ثناء من قبل قيادات الأمن السوري والبعثي على حد سواء على كل حال فإن سورية باتت في المراتب الأولى من الدول التي لم تحترم معايير ومواثيق حقوق الإنسان العالمية التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية بهذا الشأن وأن حرية التعبير في سورية معدومة حيث كل رموز المجتمع المدني في سورية ورفاقهم من المنادين بالديمقراطية والعدل في أصبحوا في السجون الأمنية التابعة للنظام البعثي في سورية وما اعتقال العشرات من قيادات إعلان دمشق الرازحة في زنازين الأمن القاتلة هو خرق فاضح ودليل على أن أجهزة هذا النظام لا يملك أدنى المقاييس والمعايير الأخلاقية.
والأمر الأكثر استغراباً للدهشة والتعجب هو أن معظم قيادات الكردية التي تجاهر يومياً من خلال تصريحات نارية ضد النظام السوري واتهامها لهذا النظام بشتى التهم من شوفينية وقمعية وديكتاتورية، وإلقائهم الخطب السياسية على أجساد شهداء سقطوا برصاص ذاك النظام وإقامة ندوات اجتماعات تكاد تكون علنية دون أن يعتقلوا أو يسالوا أو ينبهوا (بضم الياء) من النظام وكأن النظام بالفعل نظاماً ديمقراطياً يتقبل النقد ويسمح للشعب بقول كلمتهم في حين أن الأعضاء العاديين في الحزب إذا ما نطقوا بكلمة واحدة أو اجتمعوا اجتماعاً حزبياً وتم الكشف عنها فإنهم يعتقلون سنوات وشهور دون معرفة مصيرهم (مازال إحدى خلايا العائدة لحزب كردي مسجونة منذ شهور حيث ألقي القبض عليها وهم مجتمعين في حي الشيخ مقصود في حلب)..!! فضلاً على المظاهرات والتجمعات التي تقودها بعض القيادات فيعتقل المتظاهرين العاديين لشهور وأحياناً لأيام بينما القيادات التي كانت تقودها تعود وتطلق تصريحاتها النارية ضد الدولة دون أن تأخذ الدولة إي إجراء ردعية كما يفعل النظام مع غيرهم من المعارضين ولاسيما أعضاء الخلايا الدنيا من التنظيم أو المستقلين العاديين من الطلبة والأطفال الذين يعتقلون ويضربون ويهانون بينما يكتفي أجهزة النظام باستدعاء الأمين العام أو القيادي البارز إلى مكتبه أو قدوم أحد عناصر الأمن على منزل القيادي والحديث معه، ولعل من المناسب أن نذكر تلك المظاهرة التي دعى إليه قيادة أحد الأحزاب الكردية بعد استشهاد الشيخ معشوق الخزنوي بأيام ولبت القاعدة نداء القيادة ليسجن بعد ذلك العشرات من أنصار ذاك الحزب ويدعى بعد ذلك السكرتير إلى احد الأجهزة الأمنية على فنجان قهوة ويفرج عنه ويبقى الصغار من الحزب في السجن إلى اليوم معذبين مقهورين.
ترى هل أن للنظام حسابات خاصة..؟؟ أم هل أنه يحسب حساب سمعته الدولية وهو ذات سجل اسود في هذا السياق..؟؟ هل يحسب للجماهير الكردية حساب ويحترم مشاعره وبالتالي فهو يحترم رموز الشعب الكردي وهو يقتل ويسجن ويمنع الغناء والتحدث والكتابة باللغة الكردية (شاعر كردي من كوباني أعتقل فقط لأنه أصدر ديواناً باللغة الكردية) ويقتل الشباب الكرد الذين يحتفلون بعيد الحرية والسلام ويشعلون شموع الحب..؟؟
قيادات عربية لإعلان دمشق تعتقل لمجرد حضورها اجتماع للإعلان أو يدلي بتصريحات أقل نارية من تصريحات القيادات الكردية تعتقل وتحكم بالسجن سنوات وشهور والقيادات الكردي تمرح وتجاهر وتستمر بحربها على النظام الذي لا يقبل بمجرد الحديث عن أخطائه.. إنه لأمر غريب ومعضلة شائكة من حقنا كمراقبين أن نبحث فيها كي نكون على بينة من الأمر وكي لا تخوننا ذاكرتنا ومفاهيمنا التي شربناه من تراث سياسي غير متزن. سؤال قصد الإجابة والبحث هو أشرف من أن نبحث كيف نشق الصف ونتهم الآخرين ونشغل الناس عن المهام النبيلة.
أخبار الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى