لجنة مراقبة المجتمع المدني تفتح ملف مبادرة التيار الديمقراطي الإسلامي المستقل في الداخل/ مع المهندس غسّان النجّار
المركز الإعلامي
أثارت مبادرة التيّار الإسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري ضجّة إعلامية كبيرة – لم يسبق لها مثيل – على اعتبار أنّها المبادرة الأولى الّتي يطلقها ناشطون سياسيون سوريون في الداخل، لإجراء مصالحة سياسية بين أكبر فصيلين متخاصمين في المجتمع السوري: فصيل الحزب الحاكم ومن ورائه حزب البعث السوري، وفصيل جماعة الإخوان المسلمين السورية والإسلاميون عموماً في الخارج.
لقد رصدت لجنة المجتمع المدني في الداخل السوري هذه المبادرة من خلال محّرك البحث “جوجل” ومن خلال المواقع الإليكترونية حيث شاركت في تغطيتها كلٌ من المواقع التالية:
القدس العربي– وكالة قدس برس – كلّنا شركاء – النداء موقع إعلان دمشق – مركز الشرق العربي – أخبار الشرق – الموقع الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين – شفّاف الشام – التيّار السوري – أخبار الوسط – باخرة الكورد – سوريون نت – صفحات سورية – مدوّنة السوري الجديد – شباب سورية – بانوراما سورية – المرصد السوري – اللجنة السورية لحقوق الإنسان –يومك– وكذلك بعض المدونات على الفيس بوك, وغيرها, وقد لوحظ أنّ المواقع المحسوبة على النظام مثل عكس السير وسيريا نيوز وسيريا نوبلز وكذلك موقع حزب البعث لم تتعاطى مع هذه المبادرة سلباً أو إيجاباً.
لقد تكلّم فيها كثير من الكتّاب وبداية علّق عليها السيّد علي صدر الدين البيانوني المراقب العام السابق لجماعة الإخوان إثر اتصال هاتفي أجرته معه صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن فقال: “لقد تفاجأنا بهذه المبادرة واستلمنا بيان التيار الإسلامي عبر الشبكة العنكبوتية، والجماعة ترحّب بأي وساطة ولكن المشكلة غالباً ما تكون لدى النظام وليس لدى الجماعة..”.
أمّا الكاتب زهير سالم مدير مركز الشرق العربي فقال في مقال له بعنوان: “الهم السوري ومبادرة التيّار الديمقراطي الإسلامي” قال: “وهذه المبادرة مع جرأتها وسابقتها تستحق التحيّة والتقدير والتوسيع لتكون مبادرة بساط للحوار الوطني, بساط سوري وبمبادرة سورية وفي فضاءٍ سوري”.
وفي مقالٍ للكاتب محمد فاروق الإمام بعنوان (هل تجد مبادرة التيار الإسلامي قبولاً عند النظام وجماعة الإخوان) قال فيها: “إنّ مبادرة التيّار الإسلامي الديمقراطي وإن جاءت متأخرة, إلاّ أنّها جاءت في وقت أحوج ما تكون فيه سورية إلى وحدة وطنية حقيقية تضمّ جميع أطراف الوطن العرقية والدينية والمذهبية والفكرية لقيام جبهة وطنية متماسكة… إنّ قبول النظام لهذه المبادرة هي الرد الصحيح على رسائل “إسرائيل”….” وأضاف:
“إنّ من حقّ الشعب السوري على الأطراف المعنية بهذه المبادرة (النظام وجماعة الإخوان) أن يترفعوا فوق المصالح الحزبية الضيّقة ويطووا صفحة الماضي بينهما ويتناسوا السنوات العجاف بقلوبٍ بيضاء صافية، بعيداً عن الأحقاد والضغائن والثارات..”
الكاتب الدكتور محمد بسّام اليوسف قال في مقالٍ له “حول مبادرة التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل” قال: “لا نعتقد أنّ أي حريص على سورية وشعبها يمكن أن يقف بوجه أي مبادرة خيّرة لإطلاق الحوار الوطني الإيجابي البنّاء وذلك لإيجاد مخرجٍ للمشكلة المزمنة ما بين الجماعة والنظام وإزالة آثارها الوطنية والإنسانية” وقال “إنّ لغة الحوار الإيجابي هي السبيل لحل كلِّ الملفات العالقة لإعادة اللحمة الوطنية وتمتينها وتجنيب البلاد الأخطار الداخلية والوقوف بصلابةٍ في وجه الأخطار الخارجية الّتي تهدد الوطن والشعب السوري بكلِّ مكوناته الجغرافية والبشرية”.
الكاتب الدكتور فراس المصري قال في مقالٍ له عن مستقبل المعارضة: “إنّ غياب جماعة الإخوان المسلمين عن المعارضة يفقد (المعارضة) كثيراً من زخمها وقوّتها وهي (الجماعة) استطاعت تطوير رؤية سياسية عصرية لدولةٍ مدنيةٍ ديمقراطية” واختتم الدكتور المصري مقاله بالقول (وما مبادرة التيار الإسلامي المستقل للوساطة إلاّ المحاولة الأخيرة قبل عودة الإخوان إلى صفوف المعارضة في حال فشل المبادرة).
وأخيراً جاء الرد الرسمي الّذي كان ينتظره الجميع من قبل جماعة الإخوان المسلمين على لسان المراقب العام الجديد المهندس محمد رياض الشقفة في بيانٍ نقلته “وكالة قدس برس للأنباء” بتاريخ 27/11/2010 قال: (إنّ جماعة الإخوان المسلمين، انطلاقاً من رؤيتها للواقع الوطني بكل أبعاده، ترحّب بالمبادرة الّتي أطلقها التيّار الإسلامي الديمقراطي المستقل بمناسبة عيد الأضحى المبارك وترى فيها دعوة إيجابيةً مقدّرة للحوار الوطني… ولن تتخلف جماعتنا عن الاستجابة لأي مسعىً خيّرٍ تحقق مصلحة الوطن والمواطنين..)..
بعد كل المقالات والتعليقات والّتي تمتدح مبادرة التيار الإسلامي في إصلاح ذات البين وتأسيس الوحدة الوطنية ومعظمها جاء من الفريق الثاني وأنصاره من المعارضة وقد خُتمت بالجواب الايجابي الرسمي من قبل جماعة الإخوان المسلمين فقد توجّهت لجنة مراقبة المجتمع المدني لحقوق الإنسان في الداخل السوري إلى الناشط الإسلامي السياسي البارز المهندس غسّان النجّار وسألته حول مآل المبادرة:
س1 – ما هو مسار المبادرة بعد موافقة جماعة الإخوان المسلمين؟
ج1 – لا شكّ أنّ المبادرة تحتاج إلى وقت كافٍ من قبل القيادة السورية لإعطاء قرارها النهائي, وإننا بعد إطلاعنا على موافقة قيادة الإخوان الرسمية الواردة عن طريق “وكالة قدس برس للأنباء”، فقد وجّهتُ باسمي الشخصي وبالنيابة عن التيار الإسلامي قبل أيام خطاباً إلى السيّد الرئيس بشّار الأسد وأرسلته إلى القصر الجمهوري عن طريق القنوات الرسمية ولا شكّ أنّ القيادة السورية ومستشاري السيّد الرئيس تدرسه بإمعان، وإننا نأمل من فصائل المعارضة أو أية أطرافٍ أخرى عدم التشويش على المبادرة لأنّها ستصب في النتيجة لمصلحة الوطن والأمّة وكذلك لمصلحة المشروع الديمقراطي المنشود.
س2 – هل ستنشرون خطابكم الأخير إلى السيّد الرئيس بصورة علنية على الملأ؟
ج2 – هذا الخطاب الأخير الموجّه للرئيس هو ليس للنشر العلني وإعلانه عائد للجهات المعنية.
س3 – ما هي طبيعة وبنية التيّار الإسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري؟
ج3 – التيّار الإسلامي الديمقراطي هو تجمّع شعبيٌ غير رسمي يجتمع تحت مظلّته وضمن أيديولوجيته أغلبية الشعب السوري المحافظ وله تواصل مع بعض علماء المسلمين العاملين ضمن القطر السوري.
س4 – هل أنت متفائل بالنتيجة الإيجابية من مبادرتكم للمصالحة الوطنية؟
ج4 – أنا متفائل من حنكة وحكمة الرئيس بشّار الأسد من خلال رؤيته لهذا المشروع الوطني البارز ومن خلال صدق نوايانا تجاه شعبنا وأمّتنا وخاصّة أنّ نجاح المشروع سيسجّل من ضمن إنجازات الرئيس بشّار الأسد وسيكون معلماً بارزاً في تاريخ سورية الحديث, وإنني أتمنى على القيادة السورية أن تستبق هذه المبادرة بخطوة الإفراج عن معتقلي الرأي وعلى رأسهم الشيخ المحامي هيثم المالح والمحامي مهنّد الحسني والكاتب علي العبد الله والآنسة طل الملّوحي وغيرهم، وبالمناسبة فإن التيّار الإسلامي الديمقراطي يقدّم أسمى التهاني إلى الشعب السوري وكافة فصائله وقواه الوطنية وإلى القيادة السورية بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة وأتمنى أن تكون عام عزٍ ونصرٍ وأمجادٍ على الأمّة جميعاً وقد زالت عنها الغموم وكوابيس الشر والمحن.
لجنة مراقبة المجتمع المدني السوري لحقوق الإنسان
التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خير الجزاء على هذه المبادرة الطيبة وجعلها الله تعالى في ميزان حسناتكم يوم الحساب – ولكن هل عندكم أمل بقبولها منجانب النظام – أنا شخصياً وبتصوري المتواضع ليس عندي أي ذرة أمل بقبولها – وسيكون مصيرها كمصير مبادرة السلام العربية التي داست عليها إسرائيل بقدميها في اليوم التالي حيث قامت بمجزرة جنين – المهجّرون أصبحوا الآن في الجيل الثالث – هناك حالات إنسانية ملحة في الداخل تستوجب الحل وهي حالات المختفين منذ 30 سنة يجب بيان حالهم من لايزال حياً فليسمح لأهله بزيارته ومن مات فليعط لأهله شهادة وفاة رسمية لإستخدامها في الحاجات الإجتماعية كالإرث والزوجات ( شبه الأرامل ) وهذا مصطلح جديد في الفقه السوري – كذلك موضوع أملاك المهجّرين المحجوزة في سوريا وممنوع عليهم التصرف بها وهذا أمر مخالف للشريعة وللدستور والقوانين السائدة ولكنه تصرف من أجهزة الأمن للتضييق على المهجرين في أرزاقهم – البعض عنده أملاك في سوريا بمئات ألوف بل بملايين الليرات وهو يعيش في الغربة عيشة الكفاف وهو محروم من أملاكه – إذا أمكن حل هذه الموضوعات أولاً – يمكن بعدها الكلام عن مصالحة وعودة المهجرين – أملي ضعيف جداً جداً بقبول النظام لهذه المبادرة – وأرجو أن لايصدق ظني فيها