صفحات سورية

رياض الترك: يؤيد تهدئة التوترات مع الولايات المتحدة

null
(رويترز)
قال مُعارض بارز في سوريا يوم الاحد ان جهود الولايات المتحدة لتحسين الروابط مع دمشق ربما تخدم الاصلاح الديمقراطي في بلاده.
وأضاف رياض الترك (79 عاما) لرويترز في مقابلة نادرة أن مبادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كذلك تُقَوِض ما وصفه بأنه “تحالف غير مقنع” بين سوريا وايران.
وذكر الترك أنه بالرغم من استمرار اعتقال شخصيات المعارضة برغم الاتصالات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسوريا فان إصلاح العلاقات بين البلدين سيصعب على دمشق سحق المعارضة.
وقال “الانفتاح مع الولايات المتحدة يدفع المنطقة نسبيا نحو التهدئة. أعتقد أن الانفراج سيضغط أيضا على سوريا لكي تغير سياساتها.”
وأضاف “كيف سيحسن النظام تجاه العراق وتجاه لبنان وتجاه مُجمل الوضع في المنطقة ولا يحسن علاقاته مع مجتمعه؟. هذا (سيكون) أمرا غير مفهوم.”
وتابع الترك – الذي قضى حوالي 18 عاما في الحبس الانفرادي كسجين سياسي في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار الاسد – أن مثل هذه التحسينات ستخدم الاصلاح.
وقال “اذا حصل شيء من الانفراج ليس بالضرورة ان ينعكس على الوضع الداخلي لكن المعارضة تستفيد من هذه الاجواء.. كنتم تتحدثون عن مخاطر تتعرض لها سوريا وبالتالي نحن بحاجة الى سياسة حزم داخلي.”
وبدأت الولايات المتحدة الحديث مع سوريا بعد فترة قصيرة من تولي أوباما المنصب في يناير كانون الثاني وذلك في نأي عن سياسة العزل في ظل سلفه جورج بوش.
وكان بوش قد فرض عقوبات على دمشق بسبب ما وصفته واشنطن بأنه دعم سوري للمتمردين في العراق ودورها في لبنان ودعم الجماعات المسلحة مثل حزب الله المدعوم من ايران أيضا.
وتأمل الولايات المتحدة أنه بالتحدث الى سوريا ودعم جهود استئناف محادثات السلام بين حكومة دمشق واسرائيل سينأى الاسد عن ايران.
ومع صموده في مواجهة السن والآثار التي خلفها السجن وست عمليات جراحية يظل الترك أبرز معارض لهيمنة حزب البعث على النظام السياسي لسوريا.
كما عمل على نشر الفكر الديمقراطي والدفاع عن تحالف سياسي معروف باسم اعلان دمشق بعد اعتقال 12 من أعضائه الأصغر سنا أواخر عام 2007 والحكم على كل منهم بالسجن عامين ونصف.
وزار مسؤولون أمريكيون بارزون دمشق مرتين منذ مارس اذار لكن المحادثات لم تمنع السلطات السورية من مواصلة حملة الاعتقالات ضد المعارضين.
وقال الترك انه لا يساوره الشك في أن النخبة الحاكمة في سوريا ربما تقاوم التغيير لكن السوريين العاديين كذلك سيستفيدون من تطبيع الروابط مع واشنطن التي ستساعد على أحياء اقتصاد سوريا المتضرر وفك خناق العقوبات.
ومن بين الشخصيات السورية البارزة التي أُدينت مؤخرا في جرائم سياسية مشعل تمو المناصر للحكم الذاتي للأكراد الذي حكم عليه بالسجن ثلاثة أعوام ونصف لإدانته بتهمة “إضعاف الشعور القومي”.
وقضى الكاتب البارز ميشيل كيلو عقوبة بالسجن ثلاثة أعوام لادانته بنفس التهمة وأطلق سراحه منذ حوالي عشرة أيام.
وقال الترك “اتسعت دائرة الاعتقالات بكل أسف وهذا أمر مستنكر فالسجون كما قال كيلو لا تغير القناعات وأنا أهنئه بمناسبة الافراج عنه وأتمنى أن يتجاوز المصاعب التي خلفها هذا السجن.”
وحكم على الترك بالسجن بعدما رفض عقد صفقات مع حافظ الأسد وانتقد التدخل المسلح لسوريا في لبنان وحملة على الاسلاميين الأصوليين أسفرت عن آلاف الوفيات.
وقضى الترك 15 شهرا أخرى في السجن لانه قاد ربيع دمشق في فترة هيمنت عليها نداءات بالإصلاح الديمقراطي واستمرت حوالي عام بعدما خلف بشار والده في المنصب في عام 2000 .
واتخذ بشار خطوات محدودة لفتح الاقتصاد لكنه أوضح أن الاصلاح السياسي ليس أولوية لسوريا في ظل الضغط الامريكي الذي قال انه يهدد الوحدة الوطنية.
ورحب الترك بالتزام أوباما بالسعي للسلام بين سوريا واسرائيل وبين اسرائيل والفلسطينيين. لكنه قال ان المسارين يجب أن يمضيا سويا وحذر من أن السلام وحده لن يجلب الاستقرار للشرق الاوسط.
وقال “باستثناء لبنان اكتوت المجتمعات العربية بعد نكبة فلسطين بانظمة استبدادية. ان الانتقال من الاستبداد الى الحرية وسيادة القانون ينبغي أن يكون أحد المخارج الأساسية لحل أزمات المنطقة.”
وحث الترك سوريا على إصلاح الروابط مع مصر والسعودية الى جانب دعم المبادرة العربية للسلام التي دشنت في قمة عربية قبل سبع سنوات وتعرض على اسرائيل علاقات طبيعية مقابل الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة.
وقال الترك ان ايران لن تستخدم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي لمصالحها الخاصة اذا تم التوصل الى حل.
وحذر الترك من “أن تتم أي تسوية بين سوريا واسرائيل على حساب القضية الفلسطينية ولصالح العنصريين في اسرائيل الذين يريدون اضاعة الوقت.”
وتنادي سوريا بحل شامل وعادل للنزاع مع اسرائيل وقال الرئيس بشار الأسد انه لن تكون هناك مفاوضات سرية في حال استئنافها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى