ما يحدث في لبنان

حـوار الكبـار

null

جورج علم

كان الفاصل الزمني بين اجتماع دول «أصدقاء لبنان» عبر الأثير، ومهمّة اللجنة الوزاريّة العربيّة قصيرا، وبعض من هم في «الأصدقاء» هم أعضاء في اللجنة، إلاّ ان «التعاون المشترك» لم يكن لتكبير الازمة، بل «للسعي الى تحجيمها».

يبادر سفير عربي الى القول: «لم أسمع سؤالا يطرح في لبنان كيف وصلت قطر الى رئاسة اللجنة الوزاريّة؟، وماذا جرى وراء الكواليس داخل حرم الجامعة وخارجها كي تتهادى الرئاسة الى رئيس الوزراء وزير الخارجيّة القطري الشيخ حمد، وتكليفه مسؤولية تدوير الزوايا اللبنانية الحادة؟».

بعض المتوافر ان قطر بدأت تستعد للإضطلاع بهذا الدور، منذ مدّة، وكثّفت من اجتماعاتها واتصالاتها مع المرجعيات الدوليّة والاقليميّة الضاغطة او المؤثرة على الساحة اللبنانية. وتأبط الشيخ حمد شخصيّا ملف الازمة، وراح يطوف به على كل من له تدخل او تأثير على مجريات الامور، بحثا عن «ستاتيكو» مضمون بكفالة عربيّة ـ دوليّة.

وفيما كان «مؤتمر الحوار الوطني اللبناني» منعقدا ، كانت الاهتمامات مستنفرة لتتبع وقائع « حوار الكبار» عبر « الخط الساخن» المواكب لحوار الدوحة على أمل أن يجد له حاضنة مضمونة تتلقفه.

لا يخفى ان بعض الاشارات كانت سلبيّة، وهذا ما بررّ السؤال: ما حاجة قطر للانزلاق في هذه «الورطة» لو لم تكن هناك ضمانات من قبل القادرين على منحها للوصول الى «ستاتيكو» آمن، او في أقصى الأحوال الى وضع الازمة على سكّة الحل؟ وما حاجة الجامعة العربيّة واللجنة الوزاريّة «لوجعة الرأس» هذه، لو لم يكن لديها مسبقا ما يمكن البناء عليه؟ وما حاجتها للمجازفة برصيدها المعنوي وسمعتها لو لم تكن تنطلق في مبادرتها التوسطيّة من قدم ثابتة لا «من دعسة ناقصة؟!».

لكن هذه الإشارات ـ برأي المصادر ـ يجب الاّ تقود الى الإفراط في التفاؤل، بدليل أن المؤشرات غير الواعدة كان لها أيضا حضور لافت في ميزان الحوار اللبناني ، الذي لم يتمكن ـ حتى ظهر أمس ـ من أن يحقق أي رجحان لكفّة على أخرى ؟!.

وأبرز هذه المؤشرات الضغط الاميركي المباشر الذي عطّل جهودا تركيّة ـ خليجيّة هادفة الى تهيئة الاجواء لعقد قمة ثلاثيّة مصريّة ـ سوريّة ـ سعوديّة، وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد قطع شوطا في تهيئة مناخات مؤاتية لعقد قمة ثنائية سورية ـ مصريّة، إلاّ أن التطورات الميدانيّة التي شهدها لبنان، وبوتيرة سريعة ومفاجئة قد جمّدت كلّ شيء.

وجاءت جولة الرئيس بوش الاخيرة «لتكمل النقل بالزعرور» خصوصا من حيث المواقف التي اعلنها، والتي عكست انطباعات «فوضويّة غير سويّة» أكثر ممما عكست تفاؤلا ولو على موجة ما وباتجاه مسار معيّن.

وكان عند الحضور الدبلوماسي العربي وحتى الاوروبي شيء من «الوهرة والوقار» للجولة وعلى قاعدة «انه قد لا يتمكن من ان يوزّع وعودا، ولكن يمكن ان يستنتج خلاصات لبعض ما زرعه في المنطقة على مدى ولايتين»، وما على المعنيين إلاّ إستنتاج العبر، فلا هو اعطى العرب ـ الحلفاء من طرف لسانه حلاوة بما فاض به يحفظ لهم بعض ماء الوجه، ولا زاد من فرط لسانه حلاوة لوجه الكيان الصهيوني المعفّر بالدم والحديد والنار؟!».

ويبقى علينا ان نعرف كم ان عرب اللجنة الوزاريّة قد رسملوا مهمتهم من «هذا المعين الاميركي» قبل القبول بهذا التحديّ؟، وكم أن دول »أصدقاء لبنان» على استعداد لترجمة هذه الصداقة في مؤتمر الدوحة بحيث يكون منطلقا لورشة الحوار لا سببا لتسعير الانفجار ؟.
السفير


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى