عن تطوّر العلاقات التركية ــ الإيرانية
بقلم: قدري غورسل Kadri Gürsel
ترجمة : فاضل جتكر
كلما وجدت فرصة مواتية أسارع إلى اختبار “ذاكرة” هذه الزاوية، أقارن الأمس باليوم وأتساءل : هل أخطأتُ في تنبؤاتي؟ ماذا كتبت؟ كيف كتبت؟ وماذا حصل لاحقاً؛ إذا أخطأت، أين وكيف؟
“اختبار الذاكرة” مفيد لا بالنسبة إلى هذه الزاوية وحسب، فيما أرى، بل بالنسبة إلى جميع الزوايا… هو أمر صعب بالطبع بالنسبة إلى القدامى؛ فالغوص في ما تراكم خلال عشرات السنين من كتابات أصعب من التنقيب الأثري. أما عملي أنا فسهل؛ لم يمض على شروعي في العمل هنا سوى ثلاث سنوات وشهرين…
من المعلوم أن مفهوم “تصفير المشكلات مع البلدان المجاورة” برز من جديد نتيجة النقاش الدائر حول “الدرع الصاروخية”. ذلك هو ما دفعني إلى “اختبار للذاكرة” والغوص في مفهوم “تصفير المشكلات” هذا الذي تعود براءة اختراعه إلى البروفسور، الدكتور أحمد داود أوغلو. جاءت النتيجة إيجابية فيما يخصني شخصياً؛ أما فيما يخص البلد فلا أستطيع أن أقول الشيء نفسه.
من البداية، كان “تصفير المشكلات” أحد موضوعات هذه الزاوية… الأسطر التالية، مثلاً، واردة في تعليق مؤرخ يوم 21/10/2007 بعنوان “التغيير الحاصل في النظام على صعيد السياسة الخارجية” : “من الطبيعي أن يتطلب تجاوز تركيا لأزمة عدم الثقة في العلاقة مع البلدان المجاورة، وكما يبين داود أوغلو أيضاً في كتاب “العمق الاستراتيجي” أن تصبح قادرة على إقامة علاقات عقلانية وصولاً إلى إبرام الاتفاقيات العابرة للحدود القومية ومضاعفة النفوذ الإقليمي. غير أن بقاء هذه البلدان المجاورة محصورة بسورية المعزولة وإيران المرشحة لـ”ضربة استباقية” يؤدي إلى تغيير الأمر. إذا كان هناك أي قدر من العقلانية في العلاقات الوثيقة المبنية مع سورية وإيران فإننا لا نرى أي ترحيب بها في إطار التحالف الغربي وأي تعزيز لـ “نفوذ تركيا الإقليمي”.
“يُزعم أن “تصفير المشكلات” ذو محتوى “متعدد الأبعاد”. وإذا كان أحد هذه الأبعاد هو التحالف مع الغرب الذي هو في حالة صراع ونزاع مع المحور السوري ــ الإيراني، وأن تقوم تركيا بـ”تصفير مشكلاتها” مع إحدى هاتين الدولتين (إيران أو سورية) يعني أن تعاني من صعوبات ومشكلات في علاقتها مع الغرب.
“و”تصفير المشكلات” مع هاتين الجارتين يعني وجود “مشكلات كثيرة” في العلاقات مع كل من الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وإسرائيل. (….)
بالغ حزب العدالة في تقريب سياسة تركيا الخارجية إلى أنظمة الحكم الشرق أوسطية على نحو غير متوازن، بما أدى إلى إثارة “فيض من المشكلات””. ما يدعو للأسف اليوم هو أن النبوءات الواردة في الأسطر السابقة قد تحققت.
فـ “مفهوم تصفير المشكلات مع الجيران” لم يتمخض، على أرض الواقع، إلا عن سلسلة طويلة من “المشكلات مع الحليف الغربي””.
قبل الانتقال إلى “أم المشكلات” يجدر بنا أن نسلَم بأن إسرائيل وقعت في أخطاء فادحة بالنسبة إلى المشكلة التي نشأت في العلاقة مع هذا البلد.
كما يتعين علينا أن نسجل خطأ الوهم بتحقق عملية “تصفير المشكلات” في العلاقات مع سورية نتيجة اضطرار هذا البلد تحت ضغط الظروف الإقليمية إلى وضع مسألتي لواء الإسكندرون والمياه على الرف مؤقتاً…
لنقل إننا أسقطنا إسرائيل الإشكالية وسورية المزعومة “بريئة” من الحساب، فما الذي سنبادر إلى فعله مع “أم المشكلات” إيران؟
يبقى برنامج إيران النووي تهديداً جيوسياسياً موجهاً إلى تركيا، مما يجعل احتمال انطواء العلاقة المتبادلة بين البلدين على مشكلة بالغة الجدية لا يفيد معها الكلام الذي يقول: “لا نعاني من أي مشكلة مع إيران، ليس ثمة أي تهديد”.
أقدمتْ تركيا حزب العدالة، في أعقاب مفهوم “تصفير المشكلات” اللاعقلاني مع إيران، على اعتماد حركية دبلوماسية مفرطة بهدف التصدي لتطبيق العقوبات الدولية على هذا البلد. وكانت النتيجة أن تركيا أوقعت نفسها في ورطة إذ عارضت قرار العقوبات الصادر عن مجلس الأمن في حزيران/يونيو الماضي. يمكننا أن نرى ما حصل “تصفيراً للمشكلات” مع إيران من جهة، وإثارة لمشكلة فعلية وكبيرة مع العالم الغربي من الجهة المقابلة. ليست هذه إلا ورطة بلا مخرج؛ ثمة تدهور وانهيار كبيرين للثقة في علاقات تركيا مع الغرب بسبب إيران من ناحية، وليس هناك، بالمقابل، أي قدرة للعلاقات مع إيران التي تبدو اليوم بالغة الروعة في وديتها على الاستمرار في المدى الطويل لأن موقفي البلدين من الشرق الأوسط متناقضان بطبعهما.
تركيا راغبة في الاضطلاع بدور يساهم في الاستقرار لأن ذلك يصب في خانة مصالحها الاقتصادية والتجارية. أما إيران فدائبة، لأن أمن النظام يقضي بذلك، على العمل لنسف الاستقرار وممارسة نشاط صدامي في الشرق الأوسط. ومن شأن حصول أي توافق قابل للاستمرار بين هذين التوجهين أن يكون متعذراً؛ أما الوارد بقوة فهو الصدام.
ستتم مواصلة الكلام عن “أم المشكلات” في الحلقة القادمة: ما الموقع الذي ستحتله تركيا في “الحرب الباردة الجديدة” بين التحالف الغربي المستند إلى النظام الدولي من جهة وإيران من الجهة المقابلة؟
موقع تركيا في زحمة الحرب الباردة الجديدة:
باتت منطقة الشرق الأوسط بعد الآن ساحة “الحرب الباردة الجديدة” المتمادية بين إيران والنظام الغربي. فمع سير جمهورية إيران الإسلامية قُدُماً على طريق امتلاك القوة النووية، تتحول بنظر النظام الدولي إلى خطر متعاظم.
وبالمقابل فإن التحالف الغربي دائب، هو الآخر، على استنفار جميع إمكانياته لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية ولتطويق هذا البلد.
وأين هي تركيا، إذن، من هذه الحرب الباردة؟
بداية علينا أن نؤكد صحة هذه الحقيقة : حين تكون إيران هي المطروحة طرفاً فإنه من غير الممكن التفكير بأي حرب باردة دون تركيا. ليس ثمة ما يغري في هذا الأمر، غير أن المؤسف هو أن منطقتنا عادت مرة أخرى محكومة بالتصدي لوجه السياسة الواقعية القبيح…
هناك قراءة سطحية للتاريخ تفسر انجرار تركيا إلى حلف الناتو في سنوات الحرب الباردة السابقة… تزعم القراءة أن تركيا ربما كانت قد رجَّحَت أن تبقى محايدة لولا قيام ستالين بمطالبة تركيا بأمور كثيرة على رأسها مناطق معينة.
وثمة اليوم من يصدقون “كذبة الحكومة” التي تزعم أن تركيا قادرة على التزام الحياد في هذه الحرب الباردة الجديدة نظراً لأن “إيران النووية لا تشكل تهديداً لتركيا”.
حتى في بعض اللقاءات التي أشاركُ فيها، أجدني في مواجهة أناس يقولون دون أن يرفّ لهم جفن “إن تركيا سائرة في طريق التحول إلى فنلندا بالنسبة إلى إيران”.
ومفهوم “التحول إلى فنلندا” هذا جرى ابتكاره بالانطلاق من كون فنلندا الغربية ولكن الصغيرة والضعيفة قد حُوِّلَتْ إلى كيان حريص في سياسته الخارجية على “عدم إزعاج” موسكو خلال الفترة الممتدة بين نهاية الحرب العالمية الثانية وتفكك “الإمبراطورية السوفييتية”.
نظرية “التحول إلى فنلندا” ليست إذن سوى اعتماد سياسة خارجية تكفل بقاء الدول الصغيرة في منأى عن استثارة غضب الجارات الكبرى.
وليست تلك “الجارة العظمى والقوية” سوى جمهورية إيران الإسلامية التي أصبحت نووية، في حين أن البلد السائر في طريق “التحول إلى فنلندا” فهو بلدنا تركيا…
غير أن تحويل تركيا إلى فنلندا أو حتى إبقاؤها على “الحياد” ليس أمراً وارداً وقابلاً للترجيح بالنسبة إلى السلطة الموجودة في أنقرة خلال أي فترة من فترات تحول إيران إلى طرف في هذه الحرب الباردة الجديدة، ولو أصبحت إيران نووية غداً… أما السبب الكامن وراء هذه الاستحالة فيكفي إلقاء نظرة خاطفة على موقع تركيا الفريد في خارطة المنطقة لاكتشافه.
كلمة “الاحتواء containment” كلمة إنجليزية؛ ترجمتُها التركية في اللغة السياسة الدارجة هي “المحاصرة”… والمحاصرة التي هي مفتاح الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط هذه، هي جملة العقوبات الدولية، العمليات السرية، وأشكال الحصار العسكري، الهادفة إلى تطويق البرنامج النووي الإيراني… وما الاضطرار إلى المشاركة في المباحثات الجدية المثمرة ذات العلاقة بالبرنامج النووي الإيراني في ظل هذه الأجواء الضاغطة إلا خطاً موازياً لخط سياسة الحصار.
يريد النظام الغربي من حصار إيران أن يضمن جعل البرنامج النووي باهظ التكاليف لا يستطيع البلد أن يتحملها عبر التأخير ولو دون الإعاقة. ومشروع الناتو الهادف إلى نصب “الدرع الصاروخية” إن هو إلا أحد العناصر العسكرية الرئيسية لهذا “الحصار” … وفي هذه الأثناء يطلب الغرب من تركيا المستمرة في عضوية مؤسساته التحالفية رغم شروعها في الابتعاد عنه على الصعيدين السياسي والإيديولوجي، أن تقف إلى جانبه في هذه الحرب الباردة الجديدة، لأن الغربيين يدركون مدى استحالة تحقيق النتائج المرجوة من سياسة حصار إيران في غياب التأييد التركي. لن تكون رؤية تعرض تركيا حزب العدالة المبالغة في تقاربها مع إيران بصرف النظر عن الأسباب للضغوط ولاسيما الأمريكية من الأمور المفاجئة.
أما الطرف الذي سيكون خاسراً مرة أخرى، كما حصل في السابق، عندما يصبح منطق الحرب الباردة نافذاً في هذه المنطقة، فهو فريق المعارضة الديمقراطية في تركيا لأن من شأن هاجس الأمن أن يطغى مرة أخرى، كما سبق له أن فعل، على الهم الديمقراطي في سلم الأولويات.
لن يتأخر الغرب في إعادة تأهيل تلك القوى المعادية للديمقراطية التي كانت تتعرض حتى الأمس القريب للشجب رداً على مقولة “تصفير المشكلات مع إيران”….
وإلا فإن هذا الغرب سيبقى أكثر صمتاً من أي وقت مضى إزاء قيام “نظام دكتاتوري انتخابي” في تركيا مقابل موافقة الأخيرة على “بيع” إيران والتخلي عن الورقة الإيرانية آخر المطاف.
في غمار هذه الحرب الباردة سيكون وضع القوى المدافعة عن الديمقراطية بالغ الصعوبة إزاء الاحتمالين كليهما.
العثمانيون الجدد وانهيار توازن “تشالديران 1514:
تتضمن الدراسة التي أجرتها المؤسسة البحثية الأمريكية المعروفة باسم مؤسسة مارشال في حزيران/يونيو 2010 تحت عنوان “التوجهات العابرة للأطلسي” كشفاً للهوة العميقة الفاصلة بين “النادي الغربي” الذي نُعَد جزءاً منه وبين الرأي العام التركي فيما يخص الموقف من برنامج إيران النووي. ثمة معطيات مذهلة أبرزتها الدراسة.
من الجدير بالتذكير أن نسبة 48 بالمئة من الأتراك ليسوا قلقين إزاء احتمال تسلُّح إيران نووياً. وهذه النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية تنخفض إلى 13 بالمئة، أما في بلدان الاتحاد الأوربي الأحد عشر المشمولة بالدراسة فهي 19 بالمئة. نسبة أولئك الذين يشعرون بالقلق إزاء احتمال تسلح إيران نووياً هي 40 بالمئة في تركيا. أما في الغرب فيقفز الرقم إلى 86 في الولايات المتحدة و79 في بلدان الاتحاد الأوروبي الأحد عشر. نسبةُ الأتراك الذين يؤيدون عرقلة تسلح إيران نووياً هي 25 بالمئة. في حين أن هذه النسبة هي 4 و6 بالمئة فقط في الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي الأحد عشر على التوالي.
من الواضح أن موقف الرأي العام التركي من التسلح النووي الإيراني ليس شبيهاً بموقف “أصدقائنا الغربيين” الذين يعدونه تهديداً.
ولو تم إجراء دراسة أخرى للوقوف على الأسباب الكامنة وراء عدم اكتراث الرأي العام التركي بهذا “التهديد” لتبين أن نسبة أولئك الذين يقولون “بما أن الغرب يرى البرنامج النووي الإيراني خطراً فإنه جيد بالتأكيد” عالية جداً. فنظام “الإسلام المعتدل” في تركيا دائب على زيادة سُعار العداء للغرب وإيصاله إلى مستويات مَرَضية، مع أن عناصر النظام نفسه هم الذين سيتعرضون للضغط من أجل إقناع الرأي العام المؤيد لهم بضرورة الاصطفاف مع الغرب ضد إيران لضمان بقائهم في كراسي الحكم خلال الحرب الباردة الجديدة المندلعة ضد إيران. وما الذي سيقوله هؤلاء عندما تدق ساعة الحقيقة؟
أجدني حائراً لدى رؤية أعضاء حكومتنا متباهين كالطواويس كلما جرت مقارنتُهم بالعثمانيين وإلصاق عنوان “العثمانيين الجدد” بهم. فالوضع الذي ستؤول إليه تركيا إذا ما نجحت إيران في تقويض جميع الموازين الإقليمية ضد مصلحتنا بالإفادة من نظرية “تصفير المشكلات مع إيران” الخاطئة لا علاقة له من قريب أو بعيد بأي “عثمانية جديدة”. قد يكون وصف مخترعي “تصفير المشكلات” بـ “الإسلاميين الجدد” أكثر صواباً من عدّهم “عثمانيين جدداً”. فالتوازن الاستراتيجي البالغ خمسة قرون من العمر الذي دام دون تغيير ذي شأن منذ معركة تشالديران في 1514 بين العثمانيين السنة والصفويين الشيعة التي انتهت بهزيمة الصفويين سوف ينهار على رأس تركيا التي هي وريثة العثمانيين إذا غدت إيران قوة نووية أو باتت على “عتبة” امتلاك القدرة النووية. وما يدعو للأسف أن الدور الذي تضطلع به تركيا حزب العدالة ولاسيما ذلك الدور الذي يصر داود أوغلو على متابعة أدائه في العملية هو تيسير عملية انهيار التوازن هذه عبر المسارعة إلى تأييد سائر البيانات الصادرة عن طهران والتصويت ضد قرار العقوبات في مجلس الأمن، بدلاً من بذل أقصى الجهود الممكنة لوقف مثل هذا الانهيار.
وعملية انهيار توازن تشالديران القائم منذ 1514 على رأس تركيا بادئة أصلاً بعودة إيران الصفوية المبعدة إلى العراق بعد خمسة قرون مرتدية جلباب جمهورية إيران الإسلامية. ليست السياسة الواقعية الصائبة لدى تحول إيران إلى قوة نووية هي المسارعة إلى تقليد إيران والسعي إلى امتلاك القوة النووية ولا المبادرة إلى اعتمار قبعة الفرو الفنلندية،… فبقاء تركيا في مواجهة قوة إيران العظمى، بوصفها أحد بلدان المنطقة المتواضعة، منضوية تحت مظلة حلف الناتو لعله أهون الشرور.
ولدى حصول ذلك هل تستطيعون أيها السادة، أنتم يا قيادات حزب العدالة والتنمية أن تواصلوا إطلاق هتافات: “لقد أصبحنا دولة محورية”. في أثناء حملاتكم الانتخابية؟
التأثيرات السلبية لتحول إيران إلى قوة نووية على تركيا ستتجلى بكثير من الوضوح في عدد كبير من المجالات وعلى رأسها الميدان الجيوسياسي. وأولئك الذين لا يبادرون إلى تسليط الأضواء على هذه الحقيقة وإعلانها بأقصى درجات الوضوح، وفي مقدمهم وزير الخارجية السيد داود أوغلو يستحيل أن يكونوا ذوي صلة بـ “العثمانية الجديدة”. وإذا كان لابد من تشبيههم بأحد فإنني أجدهم، من حيث أسلوب الأداء السياسي، شديدي القرب من الاتحاديين [قيادات جمعية الاتحاد والترقي] الحالمين، الخياليين الذين أجهزوا على الإمبراطورية كما على التوازنات، لا من أستاذ التوازنات [السلطان] عبد الحميد، الذي أظن أنهم هائمون بحبه…
منذ تولي البروفسور داود أوغلو منصب وزارة الخارجية صارت تركيا خارج معادلة السلام الشرق الأوسطي؛ خسرت فتح عبر مغازلة حماس، تضاءل وزنها بنظر سورية لأن علاقاتها مع إسرائيل تعكرت، أصبحت بلداً تنظر إليه مصر، الأردن، والعربية السعودية نظرة شك وارتياب.
من خلال السماح لإيران باستعمالها ورقة في الأزمة النووية خسرت تركيا قدراً مسرحياً مذهلاً من المكانة والثقة في إطار التحالف الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية.
نرى اليوم عدداً من الأطراف النافذة في أوروبا دائبة، عبر علاقاتها الثنائية مع تركيا، على إنقاذ عملية الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي الموشكة على الانهيار.
حتى نقطة بداية عملية تطبيع العلاقة مع أرمينيا قد تم الارتداد عنها.
صحيح أن “فرسان” حزب العدالة والتنمية نجحوا بوصفهم “إسلاميين جدداً” في إلباس تركيا عباءة شرق أوسطية. أما بوصفهم “عثمانيين جدداً” فقد تبين أنهم أقل حنكة من القدامى.
المصدر: جريدة ملليت (Milliet) اليومية التركية
موقع الآوان