هل يتعظ النظام في سوريا من الدرس التونسي
سامي يوسف رجب
كنا مجموعة من الشباب اكبرهم أنا أي اننا جميعا تحت الثلاثين عاما ومايجمعنا شيء وحيد (من منجزات الثورة ) أننا جميعا بلا عمل حقيقي خريجون جامعيون بلا أمل في الحياة لأن(الرب في الأرض السورية رامي مخلوف) احتكر كل ابواب الاقتصاد واوصد كل أمل امام مئات الاف الشباب العاطلين عن العمل بفرصة للحياة والتقدم
كان الحديث يدور همسا ويجب ان يكون كذلك مادمنا في عاصمة الصمود والتصدي حيث العسس في كل مكان وحيث ان اي مخبر يمكن ان يطرقنا تقريرا ينبشون على اثره حتى الأموات من عائلاتنا من قبورهم بحثا عن فيروس المعارضة الذي يجب ان يختفي لصالح الرأي الواحد الأوحد الذي حول البلاد إلى مملكة من الخوف والصمت والرعب اذا شئتم
كنت اول من دعا الى ان نبدأ بما يشبه مابدأ بتونس عبر ارتداء العلم السوري وحمل شهادات التخرج الخاصة بنا والاتصال بوسائل الإعلام ثم الوقوف امام مجلس الشعب او مجلس الوزراء ولنطالب بحقوقنا وحقوق الشباب من مواطنينا حيث يمكننا ان لم ننجح ان نلفت انظار الرأي العام الى اننا لسنا اقل شجاعة من الشباب في تونس
ولكن جميع زملائي رفضوا الفكرة من اساسها بعضهم قال انه يخاف وبعضهم قال ان اخاه مازال معتقلا واخر يخاف على امه الكبيرة في السن شخص واحد من المجموعة وكنا ستة طرح فكرة اعتبرها جديرة بالنقاش وهي ان سورية تختلف عن تونس وان تحركنا لن يكون له جدوى لاسباب اوردها بما يلي
اولا ان بطش الاجهزة الامنية في سورية لايقارن بحال من الاحوال ببطش الاجهزة الامنية التونسية فضلا عن الحجم الهائل لافراد اجهزة الأمن يجعلهم يرجحون كفة الحسم على اي اعمال مناهضة للسلطة
ثانيا ان عدم كفاءة الاجهزة الامنية سوف يستدعي نزول الدبابات الى الشوارع
ثالثا إن سوريا بلد غير متجانس طائفيا وهذا من شأنه ان يولد شرارة صراعات غير مأمونة العواقب
رابعا إن القوى الكبرى لايمكن ان تؤيد اي نظام جديد في سوريا مالم يقدم ضمانات استقرار هذه المنطقة الشديدة الحيوية لمصالح الدول الكبرى والتي يؤمنها النظام الحالي في سوريا
عند هذا الحد سألت صديقي طيب وماهو الأفق هل من المعقول ان يبقى سقف تحرك المواطن السوري وقواه السياسية والإجتماعية حزب واحد يفتقر الى ابسط قواعد الحيوية فقياداته من عصر ماقبل اكتشاف النار واتخاذ القرارات فيه يتم بطريقة تفتقر الى ادنى مقومات الديمقراطية عدا عن كفر معظم الناس بافكار هجرها حتى قادة الحزب الذين تلهوا بثرواتهم التي نهبت من المال العام
قال : ربما يتعظ النظام في بلدنا من الدرس التونسي ويجري بعضا من المطلوب لاستمرار الوضع مستقرا
ولكن كلام صديقي اراه نوعا هذيان الحالمين الذين يريدون السباحة دون ان يبتلوا بالماء وعلى شاكلته ملايين السوريين الذين يريدون التغيير دون ان يتعبوا حناجرهم بالصراخ وقبضاتهم بالتلويح في وجه من يعتقدون أنهم سيحكمون بهذه الطريقة الكاريكاتورية الى ابد الآبدين . هناك خطوات لابد منها لمحاولة تفادي تجرع السوريين للكأس التونسي اولها وقف توكيل الاقارب والاصدقاء والأزلام بإدارة الإقتصاد الوطني واعادة النظر بتمعن في خارطة الفقر في سوريا تمهيدا لانتشال من يجب انتشاله والاهم محاربة الفساد وتطبيق القانون على الجميع وقبل كل ذلك وضع البلاد على خارطة الإصلاح السياسي الذي هو اساس كل إصلاح ورأسه.
هل نحن نحلم؟ ربما الآن نحن كذلك ولكن من كان يصدق ان ماحدث في تونس سيحدث ؟
سامي يوسف رجب : كلنا شركاء
كلنا شركاء