أيها الجعاريون أن زعيقكم يزعجني
خالد الحاج صالح
في المقدمات
يعمل شباب في الداخل على محاولة اعادة قدرة الوقوف والاحتجاج الى المشهد السوري السياسي الصحراوي . تهاجمونهم و يهاجمهم زعران المخابرات وبنفس الشدة وبنفس النعوت
تقفزون لتركبوا حصان الفيسبوك لاسقاط النظام وتصدرون بيان رقم واحد و تحددون المطالب الكترونياً ولا تكتفون بذلك بل تذهبون الى حد تحديد ساعة الصفر ” للثورة السورية” “بيوم الغضب” اللذي سحلتموه من سبت حددتموه الى الجمعة طمعاً بتجمع المصلين
وبيان اخر لانفسكم تتجمعون به امام السفارات السورية في العالم لم انتم مستعجلون؟
ما ايقضتموه باساليبكم الاقصائية و خطابكم المتشنج الطائفي هو سيل من السباب والشتائم تجرف كل كلمة حق او فكرة عاقل اردتموه جنوناً وحصلتم عليه على الصفحات
ادعيتم بان هناك من قام بالدعوات من الداخل حتى كدت ان اصدق ولولا خطابكم الحماسي المتشنج الناشز وبقية من حذر العمل السري لما شككت بامركم
عينتم قيادات داخلية وخارجية متجاوزين الشباب الحر اللذي هو من يحرك ومن يقرر واصدرتم التعليمات الثورجية وتعليمات التعامل مع المخابرات والغازات بنسخها من ارشادات وجهها ثوار تونس الى ثوار مصر وانتم واثقون!
وهناك حزمة حقائق اخرى متأكد ان كثر غيري سيذكرها
في النتائج
مرت صلاة يوم الجمعة ومر اليوم كله ولم يكن في شوارع سوريا سوى عناصر المخابرات واعوانهم, هم كانوا الوحيدين اللذين لبوا ندائكم للنزول الى الشارع ولكن ليس لاسقاط النظام وانما لاستعراض قوة النظام, اسجل لكم هنا انكم اخفتم هذا النظام اللذي رغم أنه فتش لثمان واربعين سنة ضمائر السوريين فقد هزته خيولكم الفيسبوكية
هل سيعني مرور “يوم الغضب” مرور الكرام حسب تعبير شاب يعمل على الارض ويعرف تلك الصحراء السورية, ان النظام خرج منتصراً والشباب السوري الحر هو الخاسر الوحيد؟
هذا ما لا استطيع اجابتكم عليه ولكنني ادلكم عمن يعطيكم الجواب الصريح. إسألوا ملاذ وهيام كرموز للجيل العربي الحر ذاك اللذي قام بثورة تونس وثورة مصر . أدعوكم للاستماع لهم واخذ الدروس على ايديهم حتى لا نبقى ننتظر اساتذة الثورة التونسية والمصرية ليعلمونا الدرس بعد ان يفرغوا من تثبيت نتائج ثوراتهم
ونتائج اخرى سيكون غيري اقدر على شرحها لكم.
اخيرا انتم صامتون ليست شماته مني ان اقول ذلك, فلن اشمت بنفسي وحقوقي ولكن السؤال: هل تعلمتم من اخطائكم؟ لن اجاوب عنكم ولكنني اقراء لمن كتب منكم بعد ان استوعب الصدمة ” أنا أقترح البدء بالثورة بشكل خفي” هذا ما كتبه احدكم. بينما كتب أخر ” النظام الديكتاتوري السوري يقع في شرك المعارضة الوطنية الفيس بوكية السورية:استطاع الشباب السوري المعارض أن يجّر نظام أسد إلى مواجهة احتجاجات افتراضية وذلك من أجل دراسة قياس درجة استعداد النظام للتصدي للتحركات الشعبية ” . من هذين الردين اخلص الى نتيجة ان هناك التفاف وعدم اعتراف بتحمل المسؤولية واتذكر سقوط القنطيرة اللذي تحول بقدرة قادر الى نصر مبين على اسرائيل لان النظام التقدمي في دمشق لم يسقط. وللمفارقة كانت محادثاتكم البارحة حول” مخلوف صار برا البلد الا تعلم”!” واخر ” ماهر هرب مع عائلته لقبرص”.
النتيجة الاكثر تجلياً هي ايجاد شرخ عمودي جديد بين السوريين , داخل وخارج .درس جيد لكل المنفيين السوريين لا تتدخلوا في قرار ليس من اختصاصكم واقصروا نشاطكم على دعم من هم في الداخل نحن تابعون لا قائدون. املكوا الشجاعة جميعاً واعترفوا بخلاصكم الفردي اللذي به الان ترفلون و تزاودون على آلام ومعانات شباب مقسم بين لقمة العيش وحلم الحرية اللذي بدأوه
أيها الجعاريون إن زعيقكم يزعجني و تبريراتكم فيها استخاف بعقول الشعب اللذي كنتم البارحة بإسمه تجعرون بخطاباتكم الثورجية , تماماً كما يفعل النظام الاستبدادي الشمولي تفعلون. انتم الوجه الآخر له. لاتعترفون بالاخطاء أو بالاحرى لاتخطئون.
هل بينكم شجعان يعترفون؟