بيان: ملتقى تجديد اليسار السوري: ” فليرحلوا كلَّهم “
فلترحل كل أنظمة الاستبداد والهيمنة
” فليرحلوا كلَّهم ”
تَفرُض من جديد حركات التحرر الوطني والاجتماعي لجماهيرنا في شوارع المدن العربية بعد مرور عقود من الظلم والتعسف، ظروفا ثورية، وتنبئ منذ الآن بأن مرحلة الاستبداد آيلة إلى النهاية، وأن الشارع سيفرض نفسه من الآن فصاعدا على أنظمة الحكم والحكام. وكانت الأنظمة الديكتاتورية والتابعة، وما تزال، تهيمن وتستغل الجماهير من بغداد إلى الرباط عبر دمشق والقاهرة دون حساب، تنشر الفساد والنهب، وتروِّج لسياسة الاستسلام، وتكرِّس لطغيان الطبقة الحاكمة في مجالات توزيع الثروة والاستغلال وحرية التعبير، وتحظر على الجماهير حقها في ممارسة الحكم بجميع أشكاله الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية .
وهكذا، فإن الجماهير التي كانت أُرغمت على الاستسلام للطبقة الحاكمة تَستأنف في مطلع القرن الواحد والعشرين حركتها التحررية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عاقدة العزم على إسقاط أنظمة القمع والفساد. أنظمة التبعية الاقتصادية والسياسة لمراكز السيطرة في العالم والتي تمارس أبشع أنواع الهيمنة العسكرية والسياسية، إن في العراق ومصر أم في سائر البلدان العربية، من أجل السيطرة على ثرواتنا ومصادرة الحريات السياسية للجماهير.
فلترحل كل أنظمة الاستبداد والهيمنة
” فليرحلوا كلَّهم ”
تَفرُض من جديد حركات التحرر الوطني والاجتماعي لجماهيرنا في شوارع المدن العربية بعد مرور عقود من الظلم والتعسف، ظروفا ثورية، وتنبئ منذ الآن بأن مرحلة الاستبداد آيلة إلى النهاية، وأن الشارع سيفرض نفسه من الآن فصاعدا على أنظمة الحكم والحكام. وكانت الأنظمة الديكتاتورية والتابعة، وما تزال، تهيمن وتستغل الجماهير من بغداد إلى الرباط عبر دمشق والقاهرة دون حساب، تنشر الفساد والنهب، وتروِّج لسياسة الاستسلام، وتكرِّس لطغيان الطبقة الحاكمة في مجالات توزيع الثروة والاستغلال وحرية التعبير، وتحظر على الجماهير حقها في ممارسة الحكم بجميع أشكاله الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية …..
وهكذا، فإن الجماهير التي كانت أُرغمت على الاستسلام للطبقة الحاكمة تَستأنف في مطلع القرن الواحد والعشرين حركتها التحررية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عاقدة العزم على إسقاط أنظمة القمع والفساد. أنظمة التبعية الاقتصادية والسياسة لمراكز السيطرة في العالم والتي تمارس أبشع أنواع الهيمنة العسكرية والسياسية، إن في العراق ومصر أم في سائر البلدان العربية، من أجل السيطرة على ثرواتنا ومصادرة الحريات السياسية للجماهير. هذه الأنظمة التي احتَكَرتَ فيها الطبقة الحاكمة، السياسة والثقافة والثروة الاقتصادية بالتقاسم والشراكة ما بين الطبقة الحاكمة والأسواق المحلية والعالمية. وجَعلت السلطة وقفا على شرائح طفيلية تَنهب الثروات الوطنية، وهي نفسها تمثِّل السلطة التي تعيش على أطراف المراكز العالمية للهيمنة بجميع أنماطها السياسة والاقتصادية والثقافية. بل، وأنها تخلَّت – علاوة على ذلك – عن مهام التحرر الوطني والاجتماعي والتنمية. وانتهت إلى تحويل الدولة، من مؤسسات لحماية المواطنين المحرومين من العمل والأمن المعيشي اليومي والحرية السياسية، إلى أجهزة أخطبوطية معادية للشعب وتطلعاته إلى ممارسة الحكم بنفسه، بما يكفل له التحرر الوطني والاجتماعي.
إن شرارة الثورة في تونس ومصر، لم تشتعل من أجل نيل حرياتها السياسية وبناء الدولة الديمقراطية، إلا لإدراكها أن الثورة السياسية الديمقراطية ستفتح أمام الجماهير أبوابا أوسع أمام مشاركتها في تشكيل حكومة تحمل مطالب الجماهير، وهي: المشاركة الواسعة في رسم سياسة البلاد، وتوفير فرص العمل لكل المواطنين، وحماية قوت الشعب من نظام الوسطاء والوكلاء والعملاء، وتقويض الاقتصاد الاستهلاكي، السياحي، العقاري، غير المنُتِج، وتحرير أسعار المواد الأولية من احتكارات السوق، ورفع أجور العمل، ومحاربة المضاربة بالأموال من أجل حماية الاقتصاد الوطني والأسعار والأجور من سيطرة الأسواق . فهاهو الشعب في تونس، وقد أدرك في خضم صراعه ضد الاستغلال ومن أجل التحرر السياسي والاجتماعي، أن الطبقة الحاكمة تعتزم سرقة ثورته منه،.. هاهو يَفتح أبواب الثورة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمام المستقبل، بعدما ظفر بإسقاط الطاغية زين الدين بن علي. وإنه يواصل أسبوعا بعد أسبوع النضال بيقظة سياسية وثورية من أجل اجتثاث النظام الاستبدادي من جذوره لإنجاز التغيير الوطني والديمقراطي والاجتماعي الذي يوجِّه خطاه دون أن يَلحق الفتور بتصميمه على استكمال طريقه نحو الثورة من أجل الحرية والعدالة والمساواة. وهاهي الجماهير في مصر التي لا تستكين على الظلم والجوع والنهب تهب على غرار الجماهير في تونس، وكالجسد الواحد، لإشعال الثورة ضد التبعية السياسية والاقتصادية ومفاسد النظام الليبرالي الذي كرَّس في عهدي السادات ومبارك الدولة واقتصاد البلاد لخدمة طبقة من المتسلِّطين الذين سلخوا الشعب المصري عن أشقائهم العرب في معركتهم من أجل التحرر الوطني والسيادة وانتزاع الحقوق المغتصبة. إن الثورتين في تونس ومصر اللتين تُعَبِّران عن اليقظة السياسية الثورية في هذه المرحلة النضالية المعاصرة من مقاومة العولمة النيوليبرالية، السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، والتي رفعت شعارات تحارب الجوع والفقر والمرض والبطالة والفساد والتعذيب والقمع، لن تنطفئ شعلة كل منهما ما لم يسقط نظام الطبقة الديكتاتورية المهيمنة في هذين البلدين، وتنهار بنى الإدارة البيروقراطية والنمط الاقتصادي الفاسد والإيديولوجية الرجعية.
إن الجماهير في سورية، شأنها شأن جماهيرنا الثورية في كل مكان تناضل، منذ عقود وبدون هوادة، من أجل التخلُّص من الطبقة التي تهيمن على الاقتصاد والسياسة والثقافة، ولإرساء ديمقراطية تفتح الأبواب أمام أوسع مشاركة جماهيرية في إقرار سياسة البلاد في كل المجالات، بما يضمن لها المشاركة في إقرار سياسة اقتصادية واجتماعية تلبي احتياجاتها الحيوية، وتوفِّر لسورية أسباب التنمية الاقتصادية والبشرية، وتُخلِّص قضايانا المصيرية من التلاعب بمستقبلها، من قِبَل الصهيونية والإمبريالية والعولمة والحكام، في الغرف السوداء. والجماهير في سورية، كانت وما تزال، تجد نفسها في خندق واحد مع هذه الثورات التي تسير بثبات لا يلين على مسار التغيير، من أجل الإطاحة بالنظام الأمني، وانتزاع الحرية والتحرر والديمقراطية، السياسية منها والاجتماعية، ولإرساء العدالة والمساواة في ظل اقتصاد وطني يلبي مهام التنمية، ويَرفع الظلم المعيشي الذي يَسلب من أصحاب الدخل المحدود والعمال وصغار الفلاحين وشرائح واسعة من الطبقات الوسطى حقوقهم التي تكفل لهم ولأسرهم ووطنهم مستقبلا يُعيد إلى مجتمعنا إنسانيته وتقدمه على طريق المعاصرة.
إن السلطة في سورية، إذ هي تمضي على الدوام في صم آذانها عن الإصغاء لصوت الشعب، وتَعتمد خطاب التسويف والتأجيل للالتفاف حول المطالب الشعبية، فإن الجماهير تناضل وستستمر في نضالها لدحر هذه السياسة المخاتلة كي تمضي قدما، أسوة بأشقائها الثوريين في تونس ومصر وغيرهما، لإنجاز التغيير المنشود، وبناء حياة ديمقراطية تحررية على ركيزة من نظام اقتصادي وسياسي واجتماعي يستجيب لطموحات الجماهير ومصالحها. وإن الجماهير في سورية، وهي التي قاومت، كانت وما تزال عهدها على الدوام، تناضل من أجل نيل الحريات السياسية وانتزاع الحقوق الاجتماعية، هي موضع ثقة عظيمة ومحط لآمال، منها وإليها نَسْتَمِدُّ السياسة والوعي والممارسة، وهي لن تلبث وأن تلحق بمصر وتونس من أجل فتح الطريق أمام ثورات جماهيرية من أجل تحررها من استغلال الطبقات الحاكمة والمهيمنة، وكي تقتلع النفوذ الصهيوني والإمبريالي من كردستان إلى جبال الأطلس .
إننا إذ نقف على هذه الأوضاع التي تعاني منها سورية، ونقاوم الأخطار الخارجية والداخلية المحدقة ببلادنا، ونرفض أي تدخل أجنبي، وندين بقوة الطائفية من أية جهة جاءت، ونَعترف بحقوق الأقليات التي تعيش على الأرض العربية، وهي المعاصرة للعرب عبر التاريخ، ونَنبذ بقوة وبصورة حاسمة الخطاب الإصلاحي المعسول بالوعود الكاذبة، فإننا نرى أن الضرورة القصوى التي كشفت عن نفسها في ميدان التحرير والشوارع في تونس تُملي، بدون مماطلة أو تأجيل، إنجاز التغييرات الجوهرية التي تلبي مصالح الجماهير المُسْتَغَلَّة والمقهورة والجائعة. ونشير – بالتشديد – إلى أن مستقبل البلاد ومصيرها مسؤولية عُليا، هي اليوم بين أيدي جماهيرنا وقواها السياسية بعدما تبيَّن للجميع أن التعويل على وعود الإصلاح التي تستمر منذ إحدى عشر سنة، عبث لا طائل منه. ولا يقل عن هذه المماطلة ظلمٌ أن سرقة الطبقات الحاكمة والمهيمنة للثورة أمر محتَّم إذا ما قصَّر فيها اليسار الموحَّد عن مواكبة الثورة الجماهيرية وهي في حالتها العفوية. لذا فإننا، ونحن نتوجَّه إلى جماهيرنا والأحزاب التحررية الديمقراطية، نناشدها إلى توحيد صفوفها في جبهة وطنية شعبية اتحادية وديمقراطية، و:
1)- الدعوة إلى انعقاد مؤتمر للقوى اليسارية، الوحدوية التحررية والديمقراطية، يُرسي الدعائم للتحالف اليساري، بحيث يزن اليسار بكل ثقله في موازين القوى، فيساهم بصورة مجدية وفعالة في بناء جبهة وطنية وديمقراطية. جبهة يسارية موحَّدة على أسس من تحالف استراتيجي مرحلي يؤكد ِعلى التزامه بالعمل من أجل التأسيس للدولة الديمقراطية التي تكفل لأصحاب الدخل المحدود حقوقهم الاجتماعية والسياسة والاقتصادية. دولة مدنية ودستورية. وتتوافق الأحزاب اليسارية للجبهة الموحَّدَة، شيوعية واشتراكية وقومية وحدوية، على برنامج انتقالي يَجْمَع ما بين السياسة التحررية، والاقتصاد الوطني الذي يلبي احتياجات الأكثرية من أصحاب الدخل المحدود ، والعدالة والمساواة. 2)- إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية. 3)- إطلاق الحريات السياسية النقابية والإعلامية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وعودة جميع المنفيين السياسيين.
إن الثورة الجماهيرية، الديمقراطية والتحررية، والتي ندعو إلى إنجازها، هي مشروع سياسي وسلمي قوامه العمل من أجل دولة تنبثق عن الجماهير، وهي منها وإليها، تقاوم العولمة النيوليبرالية من حيث هي الوجه الجديد للإمبريالية، وترفض أي تدخل أجنبي، وتلبي المطالب المعيشية للجماهير، وينحاز من أجل بنائها جيشنا الوطني إلى مطالب الشعب العادلة. إن الشارع السوري يحتاج إلى تحالف يساري مبني على أسس ديمقراطية وتحررية، تحالفٌ يواكب الحراك الشعبي ويحقق إرادة الجماهير.
أوروبا – الأحد 6 شباط/ فبراير 2011
التوقيعات: ملتقى تجديد اليسار ،عنه: د.أكرم شلغين- د. جورج علم الدين- د. حسان خالد شاتيلا – زكريا السقال- د. غياث نعيسة- د. مرهف ميخائيل- مصطفى الحُجِّة- د. منذر اسبر .
أنصار حزب البعث الديمقراطي الاشتراكي العربي في الخارج- أنصار تجمع اليسار الماركسي (تيم) في الخارج- أنصار حزب العمل الشيوعي في الخارج- أنصار حركة الاشتراكيين العرب في الخارج.
د. صالح رويلي- سركيس سركيس.