برسم وزارة الداخلية.. ﻻ للعنصرية
نقل العديد من المواطنات و المواطنين استياءهم من الطريقة التي عوملوا بها خلال وقفاتهم التضامنية مع الشعوب العربية التي تناضل ضد الظلم و اﻻستبداد في مصر و تونس و ليبيا, خصوصاً لجهة تهديد من قبل ضابط الشرطة المشرف بأنه “سيفلت عناصره الشوايا” الذين “سيفتكون بهم” إن “فلتهم” إن لم ينهوا اﻻعتصام في الساعة التي حددها لهم. و لأجل هذا الاستخدام المخزي لكلمة “شاوي” قرر المتضررون رفع عريضة لوزير الداخلية مطالبةً باعتذارٍ رسمي عن الإهانة العنصرية بحق جزء من الشعب السوري, ألا و هو غالبية سكان منطقة الجزيرة السوريّة.
المشكلة هنا مزدوجة, أو لنقل أن هناك مشكلتان, الأولى هي طريقة تعامل بعض الضباط مع مواطنين يعبّرون عن موقفهم بشكل سلمي و يتضامنون مع شعوبٍ, كالليبي, تعاني جرائم ضد الإنسانية بكل معنى الكلمة, و أقول “بعض” ليس لتخفيف وطأة الشكوى و إنما إنصافاً, ﻷن أصدقاءً شاركوا في هذه الوقفات التضامنية أشاروا إلى حسن معاملة بعض الضباط و العناصر (الذين تصرفوا كما يُفترض أن يتصرّف إنسان أولاً و موظف حكومي قائم على أمن و سلامة المواطنين ثانياً) بقدر ما نددوا بأسلوب آخرين المفتقد أولاً للباقة الشخصية, و ثانياً لاحترام البدلة الشرطية التي ﻻ تمثّل من يرتديها بل تمثّل وطناً بأكمله. المشكلة الثانية هي النظرة الدونيّة لجزء من الشعب السوري و التطرّق إليه باحتقار و الحديث عنه و كأنه شرذمة من الوحوش, أو من الكلاب المسعورة! و لا أعتقد أن الجهل بمعنى هذه الكلمة يعفي من يقولها, خصوصاً إن كان ضابطاً في وزارة داخلية الوطن.
لقد تطرقت هذه المدونة في عدة مناسبات إلى الإهمال الذي تعانيه منطقة الجزيرة السورية, وهذه العبارات العنصرية ضد أهلها هي جزء من تجليات هذا الإهمال, فوسائل الإعلام تتحدث عن الجزيرة السورية و كأنها تتحدث عن سيبيريا أو منغوليا أو كأدغال الأمازون, و الأعمال التلفزيونية قلّما تُظهر ابن الجزيرة بصورة غير الكليشيه التحقيري المعتاد.. و هذا الجهل الناتج عن الإهمال (كي ﻻ نقول أنه ناتج عن سوء نيّة) يولّد أن نرى تعليقات و مقالات تستاء من أخبار مشكلات الجزيرة السورية و تقول أن الدولة يجب ألا تموّل للمتخلفين تخلفهم و أنها يجب ألا تكون مسؤولة عن الذي “يخلّف و يزت بالشارع”.. ﻷن الجهل العنصري ﻻ يقدر على استيعاب ابن الجزيرة إلا كمتخلف و متسخ و مهمل, ﻻ يقدر على تخيّل “شاوي” حضاري, جامعي أو مثقف..
ﻻ أقول هذا الكلام بسبب كوني ابن الجزيرة السورية فقط (أو شاوياً, و لن أقول أنني شاوي بفخر ﻷنني أعتقد أن افتخار الإنسان بأصله يفتقد للمنطق كون أصل المرء هو من انجازات القدر و ليس من انجازات الشخص) بل ﻷنني أناهض بشدّة كل أشكال التمييز العنصري و الطبقي و الجنسي بجميع تجلياتها, بما فيها استخدام عبارات كـ “غجري” و “قرباطي” التي يتفوّه بها كثيرون من الذين يعتبرون أنفسهم مناهضين للعنصرية حتّى.
إن هذه التمييزات المناطقية-الطبقية, عدا عن ﻻ أخلاقيتها, هي إساءة خطيرة لنسيج المجتمع الإنساني الوطني المتكامل و ﻻ تختلف عن أي نعراتٍ أخرى مذهبية أو طائفية أو عرقيّة, و لذلك ندعو للتصدّي لها من جميع الجبهات (القانونية و الإعلامية و الثقافية و التعليمية), و ﻻ بد أن تكون البداية من الحكومة و العاملين فيها, و لذلك نطالب وزارة الداخلية بالتحقيق في الأمر والتشديد على تطبيق القانون الذي يضمن حسن معاملة المواطنين و حفظ كرامتهم و منع التجاوزات و الإهانات و العنف الجسدي و المعنوي ضدهم, كما نطالب باتخاذ اﻻجراءات اللازمة لمنع تكرار إهانة كهذه لأي من مكونات الشعب السوري.
نص بيان حملة ضد احد ضباط الامن : “كلنا شوايا”
صرخ أحد ضباط الأمن: “بفلت عليكم الشوايا ها”… كتهديد لقمع الإعتصام الذي وقف فيه شباب سوريين البارحة الإربعاء أمام السفارة الليبية لإشعال الشموع على أرواح شهداء الحرية هناك.
إذ هدد ضابط المعتصمين بأن عناصره “الشوايا” وسيفتكون بهم إ…ذا “أفلتهم” عليهم. ومثل ذلك تماما كان هدد به ضابط (ربما نفسه) في أول أيام الاعتصام قرب السفارة المصرية. قال إنه إذا “أفلت” عناصره “الشوايا” على المعتصمين فسـ”يأكلونهم”! ما هي العنصرية غير ذلك؟ ولماذا يستخدم لفظ كلمة شاوي للتعبير عن (الدونية) التي لا نراها قابعة إلا في رؤوس من يتلفظ بها.
نُدين هذه الألفاظ العنصرية، والتعامل العنصري مع أبناء الجزيرة السورية، من قبل البعض، بما يثبت ليس فقط عدم احترام هؤلاء الأشخاص بصفاتهم الرسمية لحق المواطنين بالتعبير السلمي عن الرأي، وإنما عدم احترامهم لشريحة من أبناء وطنهم، على الرغم من أنهم بصفاتهم الرسمية لا يمثلون أشخاصهم فقط وإنما الدولة التي تجمعنا كسوريين.
نطالب باعتذار رسمي ليس فقط عن التعرض للمعتصمين بالضرب والإهانة، وإنما عن مابدر من بعض الضباط من عنصرية تجاه الشوايا، الذين هم أولاً وآخراً مواطنون سوريون على قدم المساواة مع الجميع.
نتمنى من الراغب بالتوقيع التعليق هنا، أو إرسال اسمه وصفته أو مهنته برسالة إلى صفحة عامر مطر على الفيس بوك :
الموقعون إلى الآن:
عامر مطر- صحفي
فايز سارة- مواطن
عمر عزيز
ياسين الحاج صالح- كاتب
رشاد كيوان
رزان زيتونة- محامية
سمر يزبك – روائية
ماجد رشيد العويد- كاتب
رزان غزاوي
بسام القاضي – صحفي
هبة الأنصاري- طالبة
عمر الأسعد- صحفي
ميرفت دهان
سهير الأتاسي
عبود الحمام- مصور
نوارا قصاب
أحمد أبا زيد
مازن درويش
خليل الحاج صالح
هوشيار
حسام القطلبي
تميم حاج حسين
معتصم أبو خميس
رامي كمال
آرتس الشامي
معتصم السيوفي
خولة يوسف
محمد الحاج صالح
خلدون الأسعد
باسم فرح
إيمان إبراهيم
مصطفى كاكو
حسين برو
يارا توما
خليل حاج بكري
رولا أسد
عامر أحمد
لانا سعيد
رباب أحمد حسون
شادي أبو كرم
د.محمد عبدالله الأحمد – أستاذ جامعي
عمار خليفة
فراس حسن
عبدالرحيم اسماعيل
كاتي الحايك- إعلامية
منذر بدر حلوم- روائي
عساف عساف- طبيب اسنان
أوس المبارك- طبيب أسنان
هند اللبواني- طالبة
حسين عزيز
محمد اللكود- إعلامي
وفا مصطفى
مصطفى الحاج صالح
ميشيل الشركسي
حسين رمضان
أمجد ياسين
فرج بيرقدار- شاعر
حسين الهويدي
دانية المؤذن- صحفية
محمد الأحمد
سهى رحال
شادي أبو فخر
عمار عيروطة
عبد الناصر كلحوس
جمال العمر
إياد العبد الله
ياسر الأحمد
محمد نور الله
طلال ديركي- سينمائي