تحية شعرية الى انتصار مصر: نصوص وقصائد عن الثورة
“في الثورة إما أن تنتصر وإما أن تموت، هذا إذا كانت حقيقية”.
تشي غيفارا
ادواردو ليثالده
أيتها الثورة
أيتها الثورة:
أمدّ إليك يدي
وأحيانا تعضّينها.
أنا رجل فرداني،
لكن العالم ليس جميلا
فقط الأحمق والمجنون والوغد
يظنون العالم حديقة
تزهر فيها زمردة بطعم الخوخ.
انظري، أنا معك، جديّا
كيف يمكن أن تجرحك،
يا حجر القرن،
بعض كلمات مني؟
حتى أكثر الطغاة حقارة
لم يسقط البتة بسبب الأدب.
اسمعي، كلي قليلا، هادئة،
من يدي
ليست سمّا هذه الكلمة المسكينة الكئيبة،
التي أقدمها اليك
من ثعلبة عجوز.
•••
رودلفو ألونسو
لتحلم
لتحلم بأقصى ما تستطيع.
لتحلم ليلا ونهارا…
لتحلم في كل لحظة وكل نفس
لتحلم بكل ما تريد
بكل هدف لديك.
لتحلم بالشمس والنجوم،
وبهدير البحر،
وبالهواء الذي تتنفسه،
لكن لتحلم.
•••
غونثالو أرانغو
في كل الايادي
يد
زائد يد
ليستا يدين
بل يدان متحدتان
ضم يدك إلى أيدينا
كي لا يكون العالم
في أيد قليلة
بل في كل الأيادي.
•••
روكي دالتون
الشرطة والحراس
دائما ما رأوا الشعب
ككتلة من الظهور تجري إلى هناك
كحقل يتركون فيه الهراوات تسقط بكراهية.
دائما ما رأوا الشعب كالعين التي تحسن التصويب
وبين الشعب والعين
مرمى المسدس والبندقية.
(يوما ما كانوا أيضا من الشعب
لكن بحجة الجوع والبطالة قبلوا بسلاح
وبهراوة وبمرتب شهري
كي يدافعوا عن الجياع والعاطلين عن العمل.)
دائما ما رأوا الشعب متحملا
متعرقا
صارخا
رافعا لافتات
رافعا قبضات
وكلما قالوا لهم أكثر:
“يا أولاد القحاب يومكم سوف يأتي”
(فإن كل يوم يمرّ
كانوا يظنون أنهم قاموا بالعمل الكبير
في خيانة الشعب الذي ولدوا فيه:
الشعب عبارة عن حفنة من الضعفاء والبلهاء
كم أبلينا حسنا بوقوفنا إلى جانب الأحياء
والأقوياء”.)
وحينئذ جاء الضغط على الزناد
وانطلقت الرصاصات من ضفة الشرطة والحرّاس
إلى ضفة الشعب
هكذا انطلقت دائما من هناك إلى هنا
والشعب يسقط نازفا
أسبوعا بعد أسبوع
وعاما بعد عام
وبعظام متكسرة
يبكي من أجل عيون النساء والأطفال
فارّاً من الفزع
توقف عن أن يكون شعبا
ليصير حشدا من الكرز
اختفي في شكل كل من ينقذ نفسه ذاهبا إلى بيته
وبعد ذلك مباشرة
لم يكن سوى رجال الإطفاء يغسلون الشوارع من الدم.
أقنعهم العقداء للتو
“هكذا يا شباب – كانوا يقولون لهم –
بقسوة وأطلقوا على رؤوس المدنيين
نارا على الغوغاء
أنتم أيضا أعمدة أمن الأمة
كهنة الصفوف الأمامية
في تقديس الراية، الدرع، النشيد الوطني، الأعيان
الديموقراطية التمثيلية، الحزب الرسمي، العالم الحر
لن ينسى الشرفاء في هذا البلد تضحياتكم
حاليا لا نستطيع رفع مرتباتكم
كما هي رغبتنا في طبيعة الحال.
دائما ما رأوا الشعب
متشنجا في غرف التعذيب
معلّقا
مضروبا
مكسرا
متورما
مختنقا
منتهكا
موخوزا بإبر في العيون والآذان
مكهربا
غارقا في البول والغائط
مبصوقا عليه
مسحولا
بقاياه الأخيرة تطلق زبدا من الدخان
في جحيم من الجير الحي.
(ومع سقوط الحارس العاشر قتيلا،
قتله الشعب
والشرطي الخامس تشعث شعره على أيدي المقاتلين المدنيين
فإن الشرطيين والحراس الوطنيين
بدأو بالتفكير وخصوصا أن العقداء
قاموا بتغيير لكنتهم
واليوم يلقون ذنب كل فشل على
“عناصر القوات البغال التي لدينا”)
والواقع أن الشرطة والحراس
دائما ما رأوا من هناك إلى هنا.
ليفكروا كثيرا
ليقرروا بأنفسهم ما إذا كان قد فات أوان
أن يبحثوا عن ضفة الشعب
وأن يطلقوا النار من هناك
جنبا إلى جنب معنا.
ليفكروا كثيرا
ولكن في الوقت نفسه
ليس عليهم أن يفاجأوا
ناهيك بأن يشعروا بالإهانة
فاليوم بعض الرصاصات
بدأت في الوصول إليهم
من هذا الجانب
حيث يظل واقفا الشعب نفسه دوما
فقط فإنه على هذا المستوى تأتي من الصدور
وتجلب المزيد والمزيد من البنادق.
•••
خورخي لويس بورخيس
لقد ارتكبت أسوأ خطيئة
لقد ارتكبت أسوأ خطيئة
يمكن أن يرتكبها إنسان
لم أكن سعيدا.
لتسحبني أنهار النسيان الجليدية
وتضيعني، بلا رحمة.
لقد أنجبني والداي
من أجل اللعبة الخطيرة
والجميلة للحياة،
من أجل الأرض والماء
والهواء والنار. لقد خذلتهما
لم أكن سعيدا. انتهى.
انطبق على ذهني
العناد السيميتري للفن،
الذي ينسج تفاهات.
لقد أورثاني قيمة. لم أكن شجاعا.
إنه لا يهجرني قط، دائما إلى جانبي
ظلّ شقائي هذا.
الترجمة عن الإسبانية: أحمد يماني