دور الطبقة الوسطى وانعكاسات ثورات التغيير على الجماعات السياسية
نقولا الزهر
في الواقع لن يكون تأثير ثورات التغيير في العالم العربي على الأنظمة الشمولية والتسلطية فقط، وإنما ستهز أركان كل الجماعات السياسية القائمة بكامل أطيافها في السلطة وفي المعارضة على السواء. وإن بدايات هذا الانعكاس بدأنا نراها في مصر وتونس وسنراها في كل العالم العربي. ولا نستغرب أن يحدث هذا الانعكاس سريعاً في الأحزاب المصرية في التجمع وفي حزب الإخوان المسلمين والحزب الناصري وكذلك حزب الوفد.وبتنا نتوقع ظهور احزاب لها نكهة دينية بدون يافطات إسلامية واضحة وبدون شعار الإسلام هو الحل،واحزاب يسارية ماركسية نقدية متخلصة من نزعتها الطبقوية المزمنة،واحزاب قومية ناصرية متخلصة من عبئها التاريخي ومن عبادة الرمز والشخصية ومن نزعتها القومجية،وكذلك احزاب ليبرالية متخلصة من عبئها الإقطاعي. وفي اعتقادي أن دراسة الحامل الاجتماعي لهذه الحركات التغييرية التي تجري في المنطقة العربية هي ضرورية جداً،وارى انه قد آن الآوان بالنسبة إلى الماركسسين العرب أن يعيدوا النظر في موقفهم النظري من الطبقة الوسطى الواسعة الطيف الاجتماعي(فئات البرجوازية الصغيرة) وان يقيّموا دورها الثوري العظيم الذي تقوم به الان في هذه الفترة.ويبدو انه لم يعد مجدياً على الإطلاق الكلام المتشنج على الطبقوية وذبذبة البرجوازية الصغيرة، ففي هذا القرن الجديد الذي نعيش فيه اختلفت كثيراً الخارطة الطبقية عن التي كانت سائدة في القرنين الماضيين،ولقد تبين من تجربة القرن العشرين أن أي كلام عن العدالة الاجتماعية قبل أن تتوطد قضيتا الحرية والديموقراطية لسته إلا عبثاً إيديولوجياً وتضييعاً للوقت. وكذلك اتوجه هنا إلى العلمانويين وليس العلمانيين لأقول لهم ان النص الديني ثابت لا يتغيير وإنما الذي يتغير هم الناس بتغير الزمان والظروف الاجتماعية وفي تلك اللحظة ينكفء النص الديني نسبياً عن الشان العام