أهالي الجولان المحتل يقللون من أهمية المفاوضات مع إسرائيل
محمد الخضر-دمشق
يخوض المفاوضون السوريون والإسرائيليون جولتين جديدتين من المفاوضات غير المباشرة خلال يوليو/ تموز المقبل في تركيا، في حين تسود حالة من الشكوك بين النازحين من أهالي الجولان في جدوى تلك المفاوضات استنادا إلى عوامل موضوعية عديدة.
وبينما تغيب التفاصيل حول جولات التفاوض في الإعلام المحلي، قلل عدد من أهالي الجولان في تصريحات للجزيرة نت من أهمية تلك المفاوضات، في حين أعرب آخرون عن الأمل بأن تؤدي تلك العملية إلى استعادة أراضيهم المحتلة منذ عام 1967.
ويرى عبد القادر ع. (47 عاما) أن العملية التفاوضية الجارية لا تحمل أي أمل بالنجاح، مع ضعف الحكومة الإسرائيلية الحالية من جانب ورفض الأميركيين الدخول فيها ورعايتها.
وقال عبد القادر الذي نزح صغيرا عن قريته نعران وسط الجولان إنه لا يمكن تخيل انسحاب إسرائيل عن الجولان بهذه السهولة وهي التي تخوض المناورات وتمارس العدوان والاستفزاز باستمرار، وكان أخرها الغارة الجوية على شرق سوريا الخريف الماضي.
الدور الأميركي
وأكد بسام م. (39 عاما) نفس الاتجاه موضحا أن الأمور ستتضح حقيقتها بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية أواخر العام الجاري.
وقال بسام الذي ولد بعد النزوح عن قريته في القطاع الوسط من الجولان إن المفاوضات بلغت درجة متقدمة جدا عام 2000 ووصلت إلى التفاوض على مئات الأمتار على الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا، لكنها فشلت -حسب رأيه- في النهاية لضعف رئيس الحكومة حينها إيهود باراك والتواطؤ الأميركي.
ويبلغ عدد النازحين من الجولان السوري المحتل نحو 500 ألف نسمة يتوزعون بشكل خاص في الضواحي المحيطة بدمشق، في حين يبلغ عدد من بقي منهم في القرى المحتلة المأهولة حاليا بالسوريين تحت الاحتلال عشرين ألفا.
آمال
وفي المقابل يأمل نازحون آخرون الوصول إلى نتائج حقيقية تعيد لهم أرضهم.
ويقول صالح (50 عاما) إن الظروف اليوم تغيرت عن عام 2000، معتبرا أن إسرائيل أصبحت محصورة بعد فشلها في القضاء على حزب الله في حرب يوليو/ تموز 2006.
وأضاف أن تل أبيب تواجه تحديا إيرانيا حقيقيا يجعلها مضطرة للرضوخ وإعادة الجولان إلى أصحابه، لكنه يرى أن التقدم الفعلي في المفاوضات يتطلب عدة سنوات للتوصل إلى نتيجة بسبب تعقيدات القضية المطروحة.
ويؤيد خالد ذلك الرأي معتبرا أن إسرائيل اليوم أضعف من أي وقت مضى بعد كسر هيبتها في لبنان.
وأضاف أنها لم تقبل بهذه المفاوضات ضمن المطالب السورية باستعادة كامل الجولان لو لم تكن مضطرة إلى ذلك.
وقال إنه “من السذاجة أن نتوقع حدوث تطورات كبيرة خلال فترة قصيرة لموضوع عمره أكثر من 40 عاما، فضلا عن التعقيدات الإقليمية من لبنان إلى إيران”.
وترفض سوريا الربط بين استعادة أراضيها المحتلة من إسرائيل وأي مطالب تمس سيادتها الوطنية كقطع العلاقات مع إيران وقوى المقاومة كحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في فلسطين.