انتفاضة صيدنايا قبل انتفاضة السجن الكبير
علي الاحمد
بعد اكثر من 28 عاما على المجزرة الرهيبه التى وقعت في سجن تدمر الصحراوي على يدي المجرم رفعت اسد انتقاما للمحاولة الفاشله لاعتيال الطاغيه حافظ الاسد ، والتى راح ضحيتها حوالي الف سجين سياسي اسلامي قتلوا غيلة وغدرا في اقل من ساعه ، في واقعة ربما كانت وستظل من ابشع ما حصل من مجازر في العصر الحديث لدمويتها ولكونها تحصل لاول مره بهذا الشكل المريع الذي لم يحصل من اليهود في ابشع مجازرهم التى ارتكبوها في حق الشعب الفلسطيني البطل .
بعد كل تلك الحقبه الطويله من القهر والظلم والاستبداد التى عاشتها سوريه وما زالت ، حيث ان الاجيال تتوالى وهي تحمل منذ ولادتها جينات القهر والمرارة من الواقع الاليم ، تحمل لنا الاخبار بالامس نبأ الانتفاضه الكبرى في سجن صيدنايا قرب دمشق ، حيث تتضارب الاخبار حول عدد القتلى والجرحى فيها ، وقد ساعد في نقل تلك الاخبار على ما يبدو امتلاك بعض السجناء لهواتف نقاله استولوا عليها من سجانيهم سمحت بتسريب الخبر وقت حدوثه .
وهكذا ينتفض السجن الصغير –صيدنايا- قبل ان ينتفض السجن الكبير سوريه ، وعندها لن ينفع المجرم بن المجرم بشار الاسد ان يزيد من عدد جنوده وجلاديه لكي يسيطروا على الاوضاع التى ستنقلب عليه عارا وشنارا باذن الله .
ان قدر هذا الشعب المسكين ان يرزح لعقود وعقود خائفا مرعوبا تحت وطأة نظام لا يرحم يذيقه الهوان والذل كل يوم سواء في مراكز الامن او مكان العمل او تحصيل لقمة العيش او في المنافي الوعيه او القسريه في بقاع الارض ، ولكن الذل الاكبر لمن يحاول ان يتنفس في الهواء ويفتح فمه بكلمة معارضه او انتقاد للنهج الشمولي الذي يقوده حزب البعث منذ عقود يمل من خلالها البشر والحجر وكل شيء تحت اسم الحزب القائد للدوله والمجتمع ، وينتشر الفساد والفوضى في كل مرافق الحياة .
وكما تفعل كل الشعوب الحيه ، فان الشعب السوري بدأ يتململ من ضغط ظروف الحياة والقهر والتمييز والطائفية المقيته التي تعشعش في صفوف الطبقات الحاكمه ، وكل الامل ان تكون انتفاضة السجناء الاحرار بداية للخلاص من ذلك الكابوس المرعب الذي لون حياة سوريه بلون الدم ، وسقا احرارها كؤوس المهانه لاكثر من اربعين عاما عجاف.