صفحات الناس

أن تكـون فلسـطينياً فـي مـطار عربـي

null
راشد عيسى
حالما لامستْ الطائرة مدرّج المطار دسستُ شريحة هاتفية مصرية كنت قد خبأتها من زيارة سابقة إلى القاهرة، ورحت أكتب إلى زوجتي في دمشق: »لأنني على طائرة مصرية، سأحبك هكذا، على طريقة صلاح جاهين: أنا قلبي مزيكا بمفاتيح/ من لمسة يغنيلك تباريح/ مع إني ما فطرتش وجيعان/ ومعزّب ومتيّم وجريح«. كنت جائعاً بالفعل، ذلك أن خوفي من الطائرة يحرمني حتى من القدرة على الكلام. كنت قد فوجئت بخوفي من الطائرة في أول مرة سافرت فيها بعد انقطاع، كان التحليق الأول لي في الجو في طائرة عسكرية، وكل ما أذكره أنني وزملائي حين ذاك كنا نتراكض بين الصناديق الضخمة على متن الطائرة من دون أي التفات إلى أننا نقوم بمعجزة التحليق في المجهول. خوفي المتأخر لم تبدده الإحصاءات التي تقول إن الطيران هو الوسيلة الأكثر أماناً. على الطائرة أروح أراقب النساء، خصوصاً المضيفات الجميلات وغير الجميلات، وأحاول أن أستمد منهن القوة على مواجهة الأمر. بدلاً من ذلك أصل إلى الاستنتاج بأنهن بلهاوات لا يقدّرن أي معجزة تحدث الآن. أعني معجزة الطيران. يعزّيني بالطبع خوف غابرييل غارسيا ماركيز، الذي زرع الأرض مرات لا تحصى بالطائرة ولم يتمكن من الاعتياد، يعزيني خوفه وأشعر بأن ذلك خوف بشري عادي وممكن. منذ صرت أسافر أصبحت أخبار الطيران تهمّني: الرحلة الأخيرة الاحتفالية لكونكورد، طائرة الايرباص الجديدة الضخمة، برنامج »التحليق في المجهول« التلفزيوني الذي يرصد أبرز حوادث تحطم وتصادم واختفاء الطائرات في التاريخ، احتراق الطائرة السودانية بعد هبوطها على المدرج، .. يعجبني بالطبع أن تسقط الطائرات بسبب خطأ بشري واضح لا لأسباب قدرية، فالخطأ البشري يمكن تجاوزه.
أول ما أنتظر في مطار القاهرة أن أراه اللافتة التي تثبت أنني هناك »ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«. في عدد كبير من الأفلام والمسلسلات المصرية يتكرر ظهور اللافتة، الآية، كتعبير بصري عن نقلة في المكان أو الزمان، ومنذ المرة الأولى كانت رؤية العبارة تعني لي أكثر مما تعني لي الأهرامات، وهكذا في كل مرة. أيكون السبب في »آمنين« التي تجعلك مطمئناً إلى إجراءات آمنة؟ وأفكر بإجراءات المصريين القاسية بحق الفلسطينيين الراغبين بالسفر إلى تلك البلاد الآمنة، فهم لا يعطون تأشيرات إلا للنساء، أو من هم فوق سن الأربعين. هل يغدو الرجال عديمي النفع، بنظرهم، بعد الأربعين إلى هذا الحدّ، أم أن سنّ الأربعين يجعل منهم مسالمين وحكماء كالنساء؟ أقف في طابور طويل أعرف أنني حين سأصل سيقول لي إن عليّ الانتظار قليلاً. بعد قليل سيأتي من ينادي، يأخذني في ممرّ يبدو مختلفاً عن محيطه الآمن من الخطوة الأولى، إنه شكل مخافر الشرطة المعهود في عالمنا العربي؛ حيطان وسخة، خزائن كثيرة، وشرطيون ضجرون، إن كانت أوراقك مكتملة، وشرهون إذا لاحظوا خطأ ما يستحق الابتزاز. اجلس هنا، قال شرطي وتركني. قلت إن ساعتين أو ثلاثاً في الانتظار صارت أمراً معتاداً. تفكر كذلك فقط حين تبدأ بالتعرّف إلى قصص الناس من حولك. امرأتان سمينتان من الجزائر تنتظران هنا منذ ثلاثة أيام. ويبدو أنهما في وضع مريح نسبياً، فقد وضعتا في غرفة أقل اتساخاً، وفيها بضعة كراسي تستخدمانها للنوم، تقول إحداهما، وهي تغمز، إن الواسطة نفعت مع المدير فوضعهما هنا، وترك لهما أن تستخدما هاتفه للتكلّم مع الجزائر. إذاً فالهاتف ممنوع، والطعام الذي يأتي من أحد سواهم كذلك، والكلام مع الموظفين، والتحرك بدون إذن، والسؤال،.. أنت إذاً في السجن! يا لله! تأخذني الوساوس، ماذا لو تركت هنا؟ لا، المرة الماضية أطلقت بعد ساعتين، ليست سوى إجراءات روتينية.
بيت من هواء
أتذكر سميي راشد حسين، الشاعر الفلسطيني الذي مات محترقاً في غرفته في نيويورك في ظروف غامضة. هل كان راشد هنا حين دعاه محمود درويش من منفاه الأميركي لزيارته في القاهرة: »أوقفوه أربع ساعات في المطار، وحين أفرجوا عنه قال لي إسمع: واقف كلّي مذلة في مطار القاهرة، ليتني كنت طليقاً في سجون الناصرة. قلت من منا لم تستبد به هذه الحسرة، ذاهبون إلى بلاد الأحلام ليدفعنا أول شرطي إلى بئر الخيبة«. ثم يروي درويش حكايته في أول زيارة له إلى دمشق بدعوة رسمية من وزارة الثقافة، ومع ذلك فقد وجد رجل الأمن اسمه مدرجاً على اللائحة السوداء. إنه حقاً بيت من هواء، كما يسميه درويش. إن يوميات الفلسطينيين ما هي إلا هذا المنع هنا، والطرد هناك. هو ذا قاموس واسع من النفي والسجن والمطاردة، و»كل جهة قتل، أو طريق إلى القتل«.
ألمح جواز سفري الأزرق الضخم بيد العسكري. ليس جوازاً، إنه وثيقة سفر إذا توخينا الدقة. ميزته بالنسبة لي أنني أستطيع معرفة مصيره بين الأيدي الكثيرة، لكن ما مصدر تلك الميزة سوى هذه الشبهة في الأساس؟ شبهة أنك فلسطيني؟ »تعال ورايا«، يقول العسكري ويتقدمني إلى المكتب الفسيح للضابط، الذي سيسجل الغرض من الزيارة وعنوان الإقامة في مصر، وأشياء من هذا القبيل. يفعل ذلك من غير أن يرفع رأسه عن الورقة، وكأنه يؤدي عملاً حفظه عن ظهر قلب. »انتظر خمس دقائق في الخارج« قال بحسم، فخرجت أنتظر. كنت متأكداً من أن المسافة إلى خارج هذا السجن لن تطول، وسرعان ما لمحت جوازي يعود، وعلى غير توقع: »هات موبايلك، شُنَطَك، ادخل جوا.. هاترجع تاني«. حسناً، ولكن متى؟ أشار الشاب الذي أرسلته »المورد الثقافي«، المؤسسة التي دعتني، بأن الثلاثاء هو الموعد. جنّ حنوني، هل سأبقى في هذا السجن الحقير إلى ذلك اليوم؟ أشرت له، أن حاولوا جهدكم لا لإدخالي إلى مصر بل لأن أسافر اليوم. أصبح تخيل الأمر مرعباً، فأنا قضيت الساعات التي قضيتها من دون طعام ولا ماء، لأنني لا أريد أن أتكيف مع هذا المكان، لقد نشف ريقي ولم أشرب لأنني لا أريد أن أذهب إلى الحمام فتلك العملية معقدة هنا، عليك أولاً أن تطلب الإذن من أحد، وعلى هذا الأحد أن يردّ ويدلّك، والكلام ممنوع هنا. يبدو أنه ممنوع ليحمي صرامة القانون، فالكلام هو مدعاة لسماع قصص الناس وأهوالهم والتعاطف معهم. ولا شك أنه لا ينبغي على العسكر أن يتعاطفوا. وللبعض فإن الكلام وغيره ممنوع من أجل أن يصير له سعر. الموبايل بحساب، وكذلك الطعام، والنوم في مكان أحسن، خصوصاً أن هؤلاء المسافرين لا بدّ أن لديهم ما لديهم من العملات الصعبة.
طلبت بالفعل الذهاب إلى الحمّام بعد تأكدي من أنني باق، هل هي بداية التكيّف إذاً؟ تبدأ مستنكراً المكان وكل ما فيه، ثم شيئاً فشيئاً تدخل بالاعتياد والبحث في أفضل الممكن، تبدأ تستكشف إمكانيات العيش، والحاجات الضرورية. في طريقي إلى ذلك المكان المفزع استكشفت أكوام السجناء الذين هم قيد الترحيل، هذه هي الكلمة المستعملة هنا سواء لمن طُلب منه موافقة فوق التأشيرة مثلي ومثل النساء الجزائريات، أو للمجرمين الذي أنهوا محكومياتهم في مصر ورُحلوا إلى بلادهم، أفارقة في معظمهم، بينهم نساء أيضاً. الأفريقيات هناك في الداخل ضمن ذلك الحشد المنبوذ، والمغربيات والجزائريات هنا، في مكان أحسن. ليس اللون هو ما كان يشفع، بل اللغة، كيف سيفهم الموظفون مطالب هؤلاء، خصوصاً أنهم جاؤوا في معظمهم من دول تتحدث الفرنسية، والعسكر لا يعرفون شيئاً. صباحاً، قبل أن يتضح مصيري راح العسكري يسألني أن أسأل الأفريقي الذي بجانبي؛ وسألت What is your nationality? Where do you come from? Where is your mobile phone؟. رحت أنا، أبو نصف لسان أجنبي، أترجم. عاصرت منذ الصباح قصة البنت الأثيوبية التي جاؤوا بها اليوم، بنت طويلة، سمراء فاتحة، دقيقة الملامح، كانت لا تكفّ عن القول what is my problem? I am a legal. ، وبعد قليل، حين صارت وراء الزجاج، راحت تنقر الزجاج بإلحاح: I want to talk.. ليس للبنت سيماء المشردين على الإطلاق، لقد أفزعتني ملامح الضياع في عينيها وهي تسأل بلا أمل ولا جواب. انظروا ما أسهل أن تهان النساء، أخواتنا وأمهاتنا وحبيباتنا في هذه البلاد. ظل قلبي حزيناً على البنت الأثيوبية، كيف ستعيش هنا وسط الرعب. وإلى متى. المصيبة أنه ريثما يعرف أحد ماذا حلّ بك في المطار، تكون قد شربت المقلب.
على قلّة خبرتي بالسفر، لا ضياع عندي يشبه ضياع المطارات، في المطار أحس بأنني أعزل تماماً، لا حول لي ولا قوة، وبيد قوة غريبة. كل هذا الزحام وتشعر بنفسك وحيداً ومهدداً. كان ذلك بدءاً من مطار دمشق، بل وبالتحديد في مطار دمشق، الذي كان قد أعادني من قبل من على باب الطائرة تقريباً حين دعيت إلى »قرطاج المسرحي« العام .٩٨ الكارثة بالنسبة لي هي عند مرحلة الختم، تقف أمام الشباك بلا اكتراث، تحاول أن تبدي للعسكري أن العملية سهلة واعتيادية إلى هذا الحدّ. لا يعرف أحد أي رعب أكون عليه. السفر بذاته لم يعد أمراً ممتعاً بالمرة في بلادنا بسبب هذه التعقيدات. إنك دائماً تحت الاختبار، مراقب، تحت نظر الكاميرا والعسكر وحتى حمّالي الأمتعة. وفي أفضل الأحوال تكون أغراضك فقط هي المهددة، تروح تفكر إن كانت ستمرّ قارورة الزيت هذه أم لا، بعد ابتكارات الإرهابيين في تصنيع المتفجرات من مواد أولية على متن الطائرة. ليس في بلادنا فقط، لقد تعلمت منا أميركا كيف تحوّل الإنسان إلى مهرج، لقد اضطرت إلى فعل ذلك نتيجة ابتكاراتنا نحن. ليس للمرء أصلح من صورة المهرج حين يخلع نفسه وهو يمرّ عبر الأجهزة، يخلع حزامه وحذاءه، وأسنانه. المرة الوحيدة التي شعرت فيها بالحرية في مطار، كانت في مطار استانبول، رغم الاختبارات المعقدة التي بات مفروغاً منها، كان مجرد محطة عبور لي، ما أروع حين دخلت إلى السوق الحرة، حيث المقاهي والمطاعم السريعة وسوق المبيعات الضخم. لكن ما أدهشني أكثر هو الحشد الهائل لبشر من كل الألوان، وكل اللغات، وهذا التنوع والتلون المبهر للسلع، وجدت نفسي أقول: كم أحبك أيتها العولمة. أحببت الاسترخاء الذي يبدو عليه المسافرون الأوربيون، يتصرفون وكأنهم في بيوتهم، لا في »بيوت من هواء«، يسافرون ببدلات الرياضة، كأنهم يتنزهون. رغم الساعات الطويلة التي قضيتها في مطار استانبول كانت من اللحظات الممتعة حقاً، رغم فقر الحال، وغلاء السلع العابرة للقارات.
يد إلهية أخرى
أسمع فجأة لهجة فلسطينية هنا، قالت امرأة مصرية، موظفة على ما يبدو حيث جاءت في الصباح قعدت على كرسي وظلت إلى أن غادرت، إنه رجل جاء يسأل عني، لم يسمحوا له بالكلام معي. كان رجلاً نافذاً في السفارة الفلسطينية في القاهرة. إذاً فقد قلبت الدنيا بسمة الحسيني، مديرة »المورد«. إن ذلك أشبه بيد إلهية، لا لشيء، سوى أنها المرة الأولى في حياتي التي أحس أنني أنتمي إلى جهة، تُسأل وتَسأل عني وقت اللزوم. لم يخطر ببالي أبداً أن تسأل عني سفارتي، يا للسعادة بهذه المفردة. وفجأة كم أحب أبو مازن، لأول مرة أيضاً. خرج الرجل النافذ من عند الضابط وهو يقول إننا عملنا ما علينا، وما علينا سوى الانتظار، عرفت أنه ما من وعد واضح، وهيأت نفسي للسفر. أعرف أنني في النهاية لست مواطناً إسرائيلياً حتى تنقلب الدنيا بسببي، وأعرف أن سفيري في مصر، ليس سفيراً إسرائيلياً ليقلب المطار إذا تعرض مواطنه لأقل إهانة. أروح أشفق على بلدي، وأعتب على من يضيّع فرصة أن يكون لنا جواز سفر ودولة. بعد أن يغادر موظف السفارة الفلسطينية يقول العسكري إن القوانين تقضي بترحيلي على أول طائرة، ومن حسن حظي أن الطائرة المصرية التي جئت عليها ستعود إلى دمشق في الثالثة والنصف. رحت أدعو أن أجد مكاناً عليها، وراحوا يطمئنونني: لا تخف، ستسافر.
كانت طائرة العودة أشبه بالفرج، لقد أنقذتني من رعب البقاء أياماً في ذلك المكان. ابتدأت مخاوف جديدة، ماذا سيقولون في مطار دمشق؟ لماذا عدت في اليوم نفسه؟ لماذا رحّلوك؟ خصوصاً أنني أعرف أصدقاء رحّلوا من قبل، ربما بسبب مشاجرة مع رب العمل في الخليج، حجزت جوازاتهم لدى الوصول إلى المطار، لأن لدى السلطات فضولاً لمعرفة أسباب الترحيل. إنها نوع من إجراءات تخمينية.
إنها الطائرة الأكثر سلاسة في العالم، هذه المرة لم أفكر بالطريق، ولا باحتمال أن ينكسر جناح الطائرة، أو يدخل جسم غريب في أحد المحركات، أو أن ينفجر المحرك على المدرج، أو يخطئ برج المراقبة بإعطاء المسار المناسب، فكل ذلك أهون من مفاجأة ما في دمشق. أرسل لي الله في هذا الخضم من الرعب يداً إلهية أخرى، كانت صبية عمرها ثلاثة وعشرون عاماً فقط، أنهت دراستها في كندا، وعادت لتعمل في بلدها دمشق بجنسية كندية. تفتح صحيفتها لتقرأ بالانكليزية أخبار منتخبها الإسباني الأحب. ابنة ولا أجمل لطبيب وصيدلانية. بدت وهي عائدة من حفلة عرس في مصر، أشبه بنموذج لحياة مثالية. كمالها الأنثوي، قامتها ورشاقتها وجمال عينيها وإيقاع كلماتها، لن يترك أي عزاء كذلك الذي اعتدناه: جميلة ولكن..! قلت لها: مخطوبة؟ ترددت، فقلت: إذاً قيد الخطوبة. فضحكت. راح سعودي إلى جانبها من الجهة الأخرى يفتح حديثاً عن بعد. قال إنه قطع سياحته في مصر، بعد أن ملّها سريعًا، وسيكمل في سورية. وقال أيضاً إن النساء السوريات أجمل بكثير، وفتح بعد قليل موبايله ليريها صور ابنته، ولفتني أنه يريني إياها أيضاً، وقد خطر لي أن لا يفعل، خصوصاً أن البنت لم تكن منقبة في الصورة. عرض صورة بيته، قصره في السعودية، وقال إن له بيتاً في دمشق، وهو السعودي، قلت له إنني أنا السوري لا أملك بيتاً في دمشق.
اختفت البنت بمجرد أن غادرنا الطائرة، كانت يداً ساعدتني على عبور جحيم ساعة ونصف الساعة. صارت ذكرى طيبة من رحلة مشؤومة. لكنها في الوقت ذاته كانت نموذجاً آخر، لا يقف في مخافر المطارات، ولا يهان. كانت تقف وراء جدار الزجاج الذي راحت البنت الأثيوبية تنقره، جدار الزجاج الذي رحت أنقره إلى جانب الأثيوبية السمراء التي أتخيلها إلى الآن تنقر وتنادي I want to talk، من دون سفارة، ولا جواز مرور مشرّف.
(دمشق)
السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى