صبحي حديديصفحات سورية

صبحي حديدي لـ آكي: “القمع” خيار وجودي تكويني للنظام

null


روما (25 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رجّح ناشط سياسي سوري أن تكون السلطات الأمنية في البلاد قد نفذت حملات اعتقال على دفعات بحق ناشطي إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي المعارض كي تستطيع اكتشاف المستويات المتدرّجة للوظائف القيادية لجماعة الإعلان، ورأى أن ممارسة القمع “سلوك مستديم أقرب إلى الخيار الوجودي والتكويني عند النظام”، وفق تعبيره

وقال الكاتب والناشط السياسي المنفي صبحي حديدي، في تصريح خاص لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، تعليقاً على اعتقال ثلة من أنشط قياديي المعارضة في تجمع إعلان دمشق “لا ريب أنّ الزخم النوعي الذي أطلقه اجتماع المجلس الوطني للإعلان قد تراجع، في الحجم فقط كما أعتقد”، واعتبر تنفيذ السلطة للاعتقالات على دفعات متباعدة نسبياً أمرا يشير إلى أنّ “الأجهزة كانت ربما تكتشف المستويات المتدرّجة للوظائف القيادية، أو بالأحرى صيغة خطط الطوارئ في المهامّ التنظيمية الصرفة، التي لا بدّ أنّ قيادة الإعلان قد وضعتها في حسابها قبيل انفضاض الاجتماع”، وفق تعبيره

وأردف “إن الموقع الإلكتروني للتجمع يعمل جيداً، كما أصدر الإعلان سلسلة من البيانات الجسورة بعد الحملة، وما لجوء عدد من قيادييه إلى الحياة السرّية سوى دليل على الحيوية والمرونة والعزم”، حسب وصفه

وحول أسباب معاقبة سلطات دمشق للمعارضة السورية وعلاقة ذلك بالضغط الخارجي الذي يتعرض له النظام السوري وبمناخ الديمقراطية الذي تطالب به المعارضة، قال حديدي “أميل إلى استخدام مفردة القمع، وليس العقاب، في توصيف حملات الاعتقال، التي لم تتوقف طيلة عقود الحركة التصحيحية، وكذلك خلال عقد بشار الأسد الذي يواصل تقاليد أبيه، بل يبدو في بعضها أسوأ وأشرس”، وتابع “الضغط الخارجي قد يزيد من رهاب السلطة ضدّ أيّ احتجاج، مهما كان متواضعاً، لكنّ ممارسة القمع سلوك مستديم أقرب إلى الخيار الوجودي والتكويني عند النظام، لا محيد عنه في المنظور الراهن. هو جزء لا يتجزأ من طبائع الاستبداد أولاً، ولعله في المقام الثاني مزيج من الخوف والغطرسة والدفاع الوحشي عن البقاء”.ونفى حديدي إمكانية وجود أي وسيط مؤثر لدى السلطات السورية لإطلاق سراح معتقلي الإعلان، وقال “مضى زمن الوسطاء كما أعتقد، وذات يوم كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي انفتح على بشار الأسد بإلحاح شخصي من رفيق الحريري، للمفارقة، قد أرسل له السؤال التالي: كيف تعيد اعتقال معارض بارز، سبق لأبيك أن أطلق سراحه بعد أن سجنه ثمانية عشر عاما؟ كان يعني رياض الترك بالطبع، ولكن حتى ذلك الطور من إصغاء الأسد إلى حلفائه أو أصدقائه أو ناصحيه من خارج بيت السلطة، قد انطوى حتى إشعار آخر طويل”، واستطرد “الدليل مهزلة الوعد الذي قطعه الأسد، شخصياً، للسناتور الأمريكي أرلين سبكتر وزميله باتريك كنيدي، بإطلاق سراح معتقلي إعلان دمشق، ثمّ تنصّل منه بعد أيام” قليلة

ولم ير المعارض المنفي أي إمكانية لحوار بين المعارضة والسلطة في سورية حتى لو كان سقف مطالب هذه المعارضة محدوداً، وقال “لقد كان فايز سارة أحد آخر المعارضين النبلاء طيّبي النيّة الذين أثاروا مسألة حوار النظام مع المعارضة، فماذا كانت النتيجة؟ كافأته السلطة باعتقاله دون إبطاء”، وأردف متساءلا “لا أدري كيف يمكن للمرء أن يتحاور مع طرف لا يعترف بوجوده أصلاً، بل يصنّفه في خانة العملاء المتآمرين على الدستور والوحدة الوطنية؟”، و”كيف تتحاور معه إذا كان لا يدير ظهره لك فحسب، بل يشهر في وجهك الهراوة الغليظة ويلوّح بالزنزانة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى