صفحات ثقافية

لمن نكتب!!

null
عصام خوري
سؤال يردده كل من يكتب من المثقفين السوريين وأشباه المثقفين وأنا منهم.
لمن نكتب!!… والأهم… لماذا نكتب!!…
فلو تصفح البعض مجمل الجرائد والدوريات أو أبحر في أثير الانترنيت السوري المحدد بإمكانية الممكن والمتاح، لأدرك أمرا بالغ الخصوصية وبالغ الألم، نحن جميعنا نكتب وننشر وللأسف نقرأ بأمر من الأجهزة الأمنية.
فليس لأي رئيس تحرير جريدة أو دورية سوى صورة الممكن لهذا الجهاز أو الآخر، ومن يدخل في إطار الرفض لهذا المنطق سيدخل في تيه السين والجيم، وما يتبعهما.
نعم نحن جميعنا نكتب بأمر الجهاز الأكبر المسمى مخابرات…
والغريب حقا… أن من يقرئنا هم المخابرات والمخابرات فقط، وذلك الذي يحلل بعد مقالك أو خفايا سطوره العاجزة، هو ذاته هذا المخبر، والطاقم الفاعل والمتفاعل معه.
فسياسة الرقابة الالكترونية وتلك السابقة لها صحفيا وكتابيا، باتت قادرة على تجيّر القراء نحو خطوات القراءة، وبراعة التصفح الآمن…
نعم نجحت الأجهزة الأمنية السورية على تعددها من بنيان ثقافة القرن الواحد والعشرين الخاصة بها، وعنوانها العريض “الكاتب والقارئ في خانة واحدة”.
بينما وجد القارئ السوري على ندرته، أنه أحيانا يتحصل على معلومته من هذا الموقع وفي كثير من الأحيان، قد يفقد هذه المعلومة مع حرمانه من هذا الموقع بدافع الحظر والحماية للثقافة السالفة الذكر.
نعم لقد مكنت هذه الثقافة من استدراج مجمل المثقفين لمنصبي العملاء والمتعاونين رغم هول فارق المعنى بينهما.
وبات القارئ يستشرف معايير العميل أو المتعاون وفق ميثاق الثقافة سالفة الذكر. والمسكين المثقف هو آخر من يستطيع أن يوصف نفسه، فرئيس التحرير يوصفه والأجهزة توصف رئيس التحرير والموقع يصنف وفق لشعار المرحلة ومقتضياتها، ومقتضيات المرحلة قد تخلق مثقفيها الجدد، والأهم أن الجميع بات مدربا لخلق القراء.
الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى