سحور السفارة الأميركية بدمشق يشهد حضوراً كثيفاً
دعت السفارة الأميركية في دمشق أطيافا من المجتمع السوري إلى سحور رمضاني في وقت متأخر من مساء أمس ، وشهد منزل السفير الأميركي وسط العاصمة السورية حضورا كثيفا من سوريين ناشطين في جمعيات حقوق الإنسان وأحزاب المعارضة الغير مرخصة أصولا ، ورجال أعمال ، ودبلوماسيين ، وعدد قليل من الصحافيين والإعلاميين.
وفي حين تردد في دمشق ان بعض الجهات الرسمية اتصلت ببعض الفعاليات ، الاعلامية منها على نحو خاص، وطلبت منهم عبر رسائل أوصلتها بطرق مختلفة ، مقاطعة حفل السحور كما حدث قبل عامين، إلا ان صدى المقاطعة لم يكن ايجابيا على نحو فعال هذا العام رغم أن المجتمع السوري عموما غير راض عن السياسات الأميركية وخصوصا في العراق ووجودها كقطب أحادي يحاول فرض اجندته في المنطقة.
والأسباب ، بحسب مراقبين ، كثيرة “أولها ان الادارة الاميركية الحالية بسياساتها واخطائها سترحل قريبا ، والسبب الثاني زيارة الوفد السوري الى الولايات المتحدة الاميركية مؤخرا والذي تألف من مقربين للسلطات وبمباركة السفارة السورية في واشنطن ، الامر الذي اعطى دلالات حول عدم الرغبة في قطع العلاقات مع واشنطن والعمل على تحسين العلاقات معها ، والسبب الثالث ان طلب المقاطعة عادة لا يطال كل الصحافيين او كل الناشطين، ويمكن السماح لصحافي دون آخر و التغاضي عن تواجد ناشط “.
الا ان مصادر متطابقة أكدت “ان هذه الجهات الرسمية السورية التي قد تطلب مقاطعة نشاطات السفارة الاميركية لم ترسل اشارات للمجتمع المدني السوري بعدم رضاها عن حضورهم سحور السفارة الاميركية ، وذلك لان طرق جمعيات حقوق الانسان وأحزاب المعارضة باب السفارات الغربية والتهافت على العلاقات معها ، يخدم السلطات ، شعبيا ، في اظهار المجتمع المدني الغير مرخص في سوريا بأنه متواطىء مع الغرب وهو ما يرفضه المجتمع السوري شكلا ومضمونا ، وينظر اليه بازدراء ، ويصفه بالعمالة ، ويضعه في اطار الخيانة “. وكان اللافت هذا العام ظهور وجوه جديدة لم تكن تظهر في الأعوام السابقة في حفلات السفارة الاميركية ، اضافة الى كثافة حضور الناشطين الأكراد أحزابا وجمعيات حقوق الانسان.
وتمر العلاقات السورية الاميركية بحالة من شبه القطيعة والكثير من التوتر مما أدى الى سحب السفيرة الاميركية مارغريت سكوبي من دمشق ، في حين كان مايكل غوربن القائم بأعمال السفارة الاميركية غادر دمشق الى العراق قبل انتهاء فترة عمله بعام لتحل دبلوماسية اميركية جديدة مكانه ، وتشهد العلاقات بين البلدين أحيانا خطا بيانيا تؤججه تصريحات مسؤولين أميركيين يتهمون فيه سوريا بايواء ارهابيين تصدرهم الى العراق والتدخل لبنانيا والعلاقة مع حزب الله اضافة الى اتخاذ فصائل فلسطينية من سوريا مقرا لهم.
المصدر:ايلاف