صفحات ثقافية

مختارات من كتاب “اللاطمأنينة” : أبغض ما في الأحلام أنها في حوزة الجميع

null
فرناندوا بيسوا
ترجمة جولان حاجي(*)
واحدة من مآسي الروح الكبرى أن تنفذ عملاً ثم تدرك، فور انتهائك منه، أنه ليس من الجودة في شيء. تكبر المأساة خصوصاً عندما يدرك المرء أن هذا العمل هو قصارى ما يستطيع بذله. ولكن، أن تكتب عملاً، وأنت تعرف مسبقاً أنه مختل وناقص، وأنت تكتبه، مختلاً وناقصاً ـ فهذه ذروة العذاب والذل الروحيين. لست راضياً عن القصائد التي أكتبها الآن فحسب؛ بل أعرف إني لن أرضى أيضاً عن القصائد التي سأكتبها في المستقبل. أعرف هذا فلسفياً وبلحم جسدي، من استشراف ضبابي لا أدرى من أين استقيته.
فإذن، لماذا أستمر بالكتابة؟ لأني لم أتعلم بعد المزاولة التامة للتخلي الذي أعظ به. لم أتمكن بعد من التخلي عن ميلي الى الشعر والنثر. عليّ بالكتابة، وكأنني أنفذ عقوبة ما. والعقوبة القصوى هي أن أعرف أن كل ما أكتبه عديم الجدوى. ناقص ويفتقد الى اليقين.
كتبت أولى قصائدي عندما كنت طفلاً. وبالرغم من أنها كانت مريعة، فقد بدت لي كاملة. لن أحظى مرة أخرى أبداً بتلك السعادة الواهمة لأنني أنجز عملاً كاملاً. ما أكتبه اليوم أفضل بكثير. ولعله أفضل مما يكتبه بعض من خيرة الكتّاب. بيد أن ما أكتبه هو دون إمكانياتي التي أشعر لسبب ما بأنها لا محدودة ـ دون ما أستطيع، أو ربما ينبغي عليّ، كتابته. أبكي تلك القصائد الأولى الفظيعة، وكأنني أبكي طفلاً ميتاً، ابناً ميتاً، أملاً أخيراً تلاشى.
لا نعرف أبداً معنى الذات.
نحن هاويتان ـ بئر تحدق في السماء.
لا ينبغي أن يكون الانسان قادراً على رؤية وجهه ـ ما من شيء يفوق هذه الرؤية في خطورتها. لقد وهبته الطبيعة العجز عن رؤية وجهه، والعجز عن التحديق في عينيه هو. في مياه الأنهار والبحيرات فحسب كان بوسعه النظر الى وجهه. والوضعية التي توجب عليه اتخاذها آنذاك كانت رمزية: عليه أن يميل وينحني كي يقترف اثم أن يبصر نفسه.
مخترع المرآة سمم قلب الانسان.
يزداد الملل وضوحاً كلما ازداد ما يجب علينا القيام به.
سيان كانت الآلهة موجودة أو لا، فنحن عبيدها.
لو كانت حياتنا وقوفاً أبدياً أمام النافذة، لو استطعنا أن نبقى هناك الى الأبد مثل دخان يحوم ويعلو، وفي اللحظة ذاتها يلون الغسق الى الأبد منحنى التلال… لو استعطنا أن نبقى كذلك الى ما بعد الأبد! لو استطعنا على الأقل الاستمرار هكذا في جهة المستحيل هذه، بدون اقتراف أي فعل، بدون أن ترتكب شفاهنا الشاحبة خطيئة النطق بكلمة أخرى!
أنظر الى حلول الظلام…! سكينة الأشياء تملأني بالسخط، بشيء شديد المرارة في الهواء الذي أتنفسه. روحي تتألم… نفحة من خان بطيء تعلو وتتبدد في البعيد… ضجر قلق يمنعني من مواصلة التفكير فيك…
كل شيء فائض عن الحاجة! نحن والعالم ولغز كلينا.
أنا واحد من تلك الأرواح التي تزعم النساء بأنهن يعشقنها، لكنهن لا يتعرفن إلينا أبداً عندما يلتقين بنا ـ واحد من تلك الأرواح التي لن يتعرفن عليها أبداً حتى لو تعرفن إلينا. أتحمل حساسية مشاعري بموقف يشوبه الازدراء. أنا أتحلى بكل الخصال التي تجعل الشعراء الرومانسيين محط إعجاب، بل أتحلى حتى بافتقاد تلك الخصال الذي يجعل من المرء شاعراً رومانسياً حقيقياً. جزئياً، أجد نفسي موصوفاً في الروايات، كأنني بطل حبكات متنوعة، لكن جوهر حياتي وروحي ليس من البطولة في شيء.
ليست لدي أية فكرة عن نفسي، ولا حتى الفكرة التي فحواها افتقادي لأية فكرة عن نفسي. أنا بدوي في وعيي لذاتي، وقطعان مراعي الداخلية تتبعثر خلال أول رعي.
المأساة الوحيدة هي عجزنا عن إدراك أنفسنا بصفتنا مأسويين. لقد رأيت بوضوح على الدوام كيف أتقاسم الوجود مع هذا العالم، ولم أشعر قط شعوراً واضحاً بأنني مضطر الى مشاركته في هذا الوجود. ولهذا السبب لم أكن قط طبيعياً.
أن تعمل هو أن تستريح.
كل الاشكاليات مستحيلة الحل. جوهر كون الاشكالية اشكالية يقتضي انعدام الحل. أن تسعى بحثاً عن حقيقة ما يعني أن هذه الحقيقة غير موجودة. أن تفكر هو أن لا تعرف كيف تكون موجوداً.
أحياناً أزجي ساعات طوالاً في تيريريو دو باتشو بمحاذاة النهر، متأملاً دونما جدوى؛ نفاد صبري لا يكف عن محاولة انتشالي من تلل السكينة، وخمولي يبقيني لابثاً هناك وفي هذه الحالة من الخدر الجسدي التي توحي بالحسية كما يوحى همس الريح بأصوات نستحضرها، أتأمل النهم الأبدي لرغباتي الغامضة، والتقلب الدائم لاشتياقاتي المستحيلة. ما أقاسيه في الصميم هو مقدرتي المرضية على أن أتعذب. أنا أفتقد شيئاً لا أريده في الواقع، وأتعذب لأن هذا ليس عذباً حقيقياً.
النسيم، ما بعد الظهيرة ورائحة المحيط كلها تدخل معاً في نسيج قلقي. نايات الرعاة المستحيلين لا تقل عذوبة عن غياب النايات الذي يذكرني بهم الآن. تؤسيني أناشيد الريف البعيدة على امتداد الجداول، في هذه اللحظة الداخلية الشبيهة…
أبسط الأشياء، الأبسط حقاً ولا شيء يستطيع تعقيدها قليلاً، تغدو شديدة التعقيد عندما أعيشها. يفزعني أحياناً أن أتمنى أحدهم نهاراً سعيداً، يتلجلج صوتي، وكأن ثمة جسارة غريبة في قول مثل هذه الكلمات بصوت عال. انها ضرب من الغثيان إزاء الوجود ـ لا طريقة أخرى لصياغة الفكرة!
تحليلنا المستمر لأحاسيسنا يخلق طريقة جديدة للشعور تبدو مصطنعة لأولئك الذين يحللون الأمور بعقولهم فحسب، وليس بالاحساس بحد ذاته.
طوال حياتي كنت مبتذلاً من وجهة نظر ميتافيزيقية، جاداً في إهدار الوقت. لم أفعل شيئاً آخذاً إياه على محمل الجد، بصرف النظر عن شدة توقي الى الجدية، لقد تسلى بي قدر مولع بالأذى.
أن نمتلك عواطف مصنوعة من الحرير أو القصب أو القطن! أن نمتلك عواطف نستطيع أن نصفها بهذا الشكل! أن نمتلك عواطف وصفها ممكن!
أشعر في قرارة روحي بأسف قدسي على كل شيء. أسى معمم بالنحيب والغصّات على نزول لعنة الأحلام بأجساب الذين حلموا بها. وأكره دونما كراهية كل الشعراء الذين نظموا القصائد، كل المثاليين الذين رأوا تحقق مثالهم، كل الذين حصلوا على ما أرادوه.
أتسكع في الشوارع الهادئة علي غير هدى، أمشي الى أن يتعب جسدي كروحي، فأتأسى مشارفاً تخوم ذاك الأسى الأليف القديم الذي يود مني أن أشعر به، مشفقاً على نفسه بعطف أمومي متعذر على الوصف يتحول الى موسيقى.
النوم! أن أنام! أن أنعم بالسكينة! أن أكون وعياً لا يعي إلا التنفس المفعم بالطمأنينة، بدون أي عالم وأية سماوات، بدون روح ـ بحراً ميتاً من العواطف يتمرأى فيه غياب النجوم!
أبغض ما في الأحلام هو أنها في حوزة االجميع. صبي المكتب الذي ينعس، متكئاً الى عمود الانارة في استراحته بين ايصال الطلبات، يفكر بشيء ما في عتمة عقله. أعرف بم يفكر: إنها نفس الأشياء التي تستغرقني، أثناء انتقالي من دفتر لآخر بين دفاتر المحاسبة، في ملل الصيف، في السكون المطبق للمكتب.
من أنا، بالنسبة الى نفسي؟ فقط واحد من أحاسيسي.
يائساً ينز قلبي مثل دلو مكسور. أفكر؟ أشعر؟ كم يرهقني كل شيء عندما أقوم بتحديده!
لو يأتي اليوم الذي أصير فيه آمناً من الناحية المالية، بحيث أستطيع أن أكتب وأنشر على سجيتي فإني أعرف بأني سأفتقد هذه الحياة المقلقة التي أكتب فيها بمشقة ولا أنشر على الاطلاق. لن أفقدها لأنها حياة فحسب، مهما كانت وضيعة، لن أحظى بها مرة أخرى أبداً، بل أيضاً لأن كل حياة تتحلى بمزايا خاصة ومتعة تخصها هي وحدها، وعندما نزاول حياة أخرى، حتى لو كانت خيراً من سالفتها، لن تكون تلك المتعة كما تخيّلناها، وستبدو تلك المزايا الخاصة أقل خصوصية، ريثما تضمحل ويبقى منها شيء نفتقده.
لو أفلحت يوماً في تنكب صليب نواياي الى الجلجلة الخيّرة، فسوف أجد جلجلة أخرى في تلك الجلجلة الخيّرة، وسأفتقد الوقت الذي كنت فيه عبثياً، وضيعاً وناقصاً. بشكل من الأشكال سأكون أقل مما عهدته.
أنا متعب. قضيت نهاراً طويلاً ممتلئاً بعمل أحمق في هذا المكتب المهجور تقريباً. موظفان غائبان بسبب المرض، والآخرون ليسوا هنا. أنا وحيد، باستثناء صبي المكتب في الخلف. أفتقد المستقبل الذي سألتفت فيه وأفتقد كل هذا، مهما كان سخيفاً.
ثمة ما يستدرجني كي أتساءل أي آلهة تبقيني هنا، كأنني في خزينة موصدة، في مأمن من أحزان الحياة ومسرّاتها أيضاً.
مهما قاسى الإنسان العادي من شظف الحياة فإن لديه، على الأقل، متعة عدم التفكير فيها. أن تأخذ الحياة كما يأتيك، وتعيشها من الخارج كقطة أو كلب ـ هكذا يعيش الناس عموماً، وهكذا ينبغي أن تُعاش الحياة، لو تحلّينا بقناعة القطة أو الكلب.
أن تفكّر هو أن تهدم. الفكرة بذاتها تتهدم خلال عملية التفكير، إذ أن تفكر هو أن تفكك. لو عرف البشر كيف يتأملون لغز الحياة، لو تعلموا كيف يشعرون بالتعقيدات الألف التي تتجسس على الروح في كل تفصيل ضئيل من كل فعل، لما ارتكبوا آنئذ أي فعل ـ ولما عاشوا أيضاً. سيقتلون أنفسهم من الرعب، كمثل الذين ينتحرون كي يتجنّبوا الإعدام في اليوم التالي.
تستقبل الروح دائماً كل تغيير في روتين المرء المعهود كأنه امتياز تنقصه الألفة، متعة يشوبها القليل من عدم الارتياح. كل من يغادر المكتب في الساعة الخامسة بينما هو معتاد على المغادرة في السادسة فسوف يجرّب بالتأكيد عطلة ذهنية، وشعوراً شبيهاً بالأسف لأنه لا يعرف ما هو صانع بنفسه.
أمس غادرت المكتب في الرابعة، إذ كان عليّ الاهتمام بعمل بعيد، وفي الخامسة انتهيت منه. لست معتاداً على التواجد في الشوارع في مثل تلك الساعة، فاكتشفت أنني في مدينة مختلفة. كان الضوء الناعم على الواجهات إياها صافياً صفاء عبثياً، والمارة إياهم يعبرون في المدينة بالقرب مني، كمثل بحارة ترجّلوا من سفينة ليلة أمس.
عدت الى المكتب، وكان لا يزال مفتوحاً، فاندهش زملائي بالطبع، لأنني للتو قد ودّعتهم اليوم. ماذا؟ لقد رجعت؟ أجل، لقد رجعت. هناك، منفرداً بتلك الوجوه المألوفة التي لا وجود لها روحياً بالنسبة إليّ، كنت حراً من وجوب أن أشعر. لقد كان المكتب بشكل ما بيتاً ـ المكان الذي لا يشعر المرء فيه بأي شيء.
الغابة
آه، حتى خزانة خلوتي لم تكن حقيقية ـ الخزانة القديمة لطفولتي الضائعة! انحسرت كالضباب، وأنا أتلمس مرورها المادي بين الجدران البيضاء لغرفتي الواقعية التي انبثقت من بين الظلال واضحة وأصغر حجماً، كالحياة والنهار، كصرير العربة والصوت الخافت للسوط وهو يستوثب العضلات في الجسد المطأطئ للحيوان المنهك.
سمّيت عجزي عن مزاولة الحياة بالعبقرية، وزيّنت جُبني بالثياب حين سمَيته تهذيباً. إلهاً مذهّباً بذهب زائف، نصبت نفسي على مذبح من الكرتون مصبوغ بالألوان كي يبدو كالرخام.
قد بلغت النقطة التي يتجسّد فيها الملل شخصاً، التقمص الخيالي لصحبتي.
العالم الخارجي موجود كممثل على خشبة مسرح: إنه هناك، لكنه شيء آخر.
…. وكل شيء مرض لا براء منه.
خمول الشعور، الإحباط لأني لن أعرف أبداً كيف أقوم بأي شيء، العجز عن اتخاذ اي فعل….
متسللاً بين بنايتين، في مساحات متحوّلة من الضوء والظل (أو بالأحرى، بقع من ضوء أشد سطوعاً وضوء آخر أقل سطوعاً)، يهبط الصباح فوق المدينة. وكأنه لا يأتي من الشمس بل من المدينة نفسها، كأن ضوء الشمس انبثق من الجدران والأسطحة.. لم ينبثق منها فيزيائياً، لأنها بمحض الصدفة متواجدة هناك.
أن أرى الضوء وأحس به يبعث فيّ أملاً كبيراً، لكني أدرك بأن الأمل لفظ أدبي. الصباح، الربيع، الأمل ـ مفردتان تترابط موسيقياً من خلال الغاية الإيقاعية ذاتها؛ وهي مترابطة في الروح بواسطة الذكرى التي أحملها عن غاية إيقاعية مماثلة. كلا: لو راقبت نفسي كما أراقب المدينة، فسوف أدرك أن كل ما أستطيع أن آمله هو أن ينتهي هذا اليوم كسائر الأيام. العقل أيضاً يرى الفجر. كل أمل وضعته في هذا اليوم لم يكن أملي؛ كان أمل أولئك الذين يعيشون الساعة العابرة فحسب، وتصادف إني جسّدت، للحظة، طريقتهم الخارجية في الفهم.
الأمل؟ بمّ سآمل؟ لا يعدني النهار بأكثر من كونه نهاراً، وأنا أعرف إن له مدة محددة وسوف ينتهي. يواسيني الضوء ولكنه لا يحسّن حالتي، لأنني سأبتعد وأنا الرجل نفسه ـ كبرت بضع ساعات فحسب، مع إحساس أو اثنين أكثر سعادة، وفكرة أو اثنتين أكثر حزناً. عندما يولد شيء ما، بوسعنا أن نشعر به كولادة تمّت، أو نستطيع التفكيربأن عليه أن يموت. الآن، تحت ضياء الشمس المبهر، مشهد المدينة شبيه بحقل مفتوح من المباني ـ الطبيعية والشاسعة والمتناغمة. ولكن، في أثناء رؤيتي كل هذا، هل بمستطاعي أن أنسى أني موجود؟ وعيي للمدينة هو، في الصميم، وعيي لنفسي.
بغتة أتذكر عندما كنت طفلاً ورأيت ـ مثلما لا أستطيع اليوم أن أرى ـ الفجر ينبلج فوق المدينة. آنذاك، لم يكن الفجر ينبلج لأجلي وإنما لأجل الحياة، لأنني آنذاك (غير مدرك بعد) كنت الحياة. رأيت الفجر ينبلج وشعرت بالسعادة؛ اليوم أرى الفجر ينبلج، أشعر بالسعادة وأصير حزيناً. لا يزال الطفل هناك، لكنه بات صامتاً. أرى كما كنت أرى، لكني ـ وراء عيني ـ أرى إنني أرى، وذلك يكفي كي تعتم الشمس ويشيخ اخضرار الشجر وتذبل الأزهار قبل أن تتفتح. أجل، ذات مرة كنت منتمياً الى هذا المكان هنا؛ أما اليوم، أمام كل مشهد، مهما تألقت نضارته، فأقف مثل أجنبي. ضيف وحاج، غريباً عما أراه وأسمعه، عجوزاً قدام نفسي.
لقد رأيت كل شيء، رأيت حتى ما لم أره قط ولن أراه أبداً. ذكرى مناظر المستقبل تتدفق في دمي، وقلقي إزاء ما يتعيّن عليّ أن أراه مرة أخرى قد أضحى رتيباً بالنسبة إليّ.
وباتكالي على حافة النافذة كي أستمتع بالنهار، محدقاً بالكتلة المتنوعة للمدينة بأسرها، لا تملأ روحي إلا فكرة واحدة: إني، من الصميم، أتمنى أن أموت… لو كففت عن الوجود، فلا أرى المزيد من الضوء يشرف في هذه المدينة أو في أي مدينة أخرى، لو كففت عن التفكير، لو كففت عن الشعور… لو أترك ورائي زحف الوقت والشمس مثل قطعة من ورق التغليف، لو أخلع كمثل دثار ثقيل ـ الى جوار السرير الكبير ـ جهد الوجود القسري.

(*)شاعر ومترجم ـ سوريا
المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى