اطلاق اول مجموعة موسيقية عربية تقدم اعمالا لمؤلفين عرب معاصرين في سوريا
دمشق (ا ف ب) – تطلق في دمشق الخميس اول مجموعة موسيقية عربية تقدم اعمالا لمؤلفين موسيقيين سوريين معاصرين وستقدم مجموعة “مهرجان دمشق لموسيقى الحجرة” باكورة اعمالها في دار الأوبرا السورية.
وبدأ مشروع مجموعة موسيقى الحجرة في الرابع من آذار/مارس الجاري بفترة “اقامة ابداعية” لمجموعة منتقاة من العازفين العرب مكونة من حسن معتز (تشيللو) من مصر ورامي خليفة (بيانو) من لبنان ووسام بن عمار (فيولا) من تونس ومن سوريا ميسا اليماني (كمان) وكنان العظمة (كلارنيت) وهو المدير الفني للمشروع.
ويقول كنان العظمة في حديث لوكالة فرانس برس ان هذا التجمع “ليس مشروعا عربيا رومانسيا ابدا بل هو مشروع حقيقي”. ويقدم العازفون العرب مقطوعات موسيقية لمؤلفين سوريين معاصرين كتبوها خصيصا للمجموعة التي تتطلع لتقديم اعمال مؤلفين عرب معاصرين آخرين.
وتقيم هذه المجموعة اول حفل موسيقي لها مساء الخميس في دار الأوبرا السورية وسيكون بمثابة اطلاق لها. ويليه حفل آخر في مدينة دير الزور شمال سوريا في 16 آذار/مارس. واقام الموسيقيون ورشات عمل لطلاب المعهد العالي للموسيقى في دمشق.
ويشير العظمة المقيم بين نيويورك ودمشق الى انه يخطط لهذا المشروع منذ فترة طويلة. ويوضح ان “كل العازفين في المجموعة تعرفوا على بعضهم اما في اوركسترا البحر المتوسط او اثناء الدراسة في الخارج“.
ويضيف “دائما نكون مضطرين الى احد من الخارج كي يعرفنا على بعضنا وهذا معيب جدا لنا كعرب او كمهتمين بالموسيقى الجادة“.
ويتابع ان هذا العمل الموسيقي المشترك “ضروري جدا لنؤكد ان الموسيقى العربية المعاصرة موجودة وستقدم اعمالا تسجل على اسطوانة توزع في العالم وستكون مجموعة الحجرة قاعدة للمؤلفين والعازفين العرب كي يتبادلوا الخبرات“.
ويعبر عازف الكلارينت السوري عن اسفه لعدم وجود اي مبادرات سابقة مشابهة. ويقول “نحن مغيبون بارادتنا او بعدمها عن الساحة العالمية. فعندما نذهب الى محال بيع الاسطوانات في العالم ونطلب موسيقى سورية او عربية لا نجد اي اعمال معاصرة مكتوبة بلغة اليوم في اطار الموسيقى الكلاسيكية… لا شيء على الاطلاق“.
وستقدم مجموعة مهرجان دمشق لموسيقى الحجرة اعمالا لمؤلفين سوريين مهاجرين هم ضياء السكري المقيم في فرنسا وشفيع بدر الدين المقيم في بولونيا وكريم رستم المقيم في الولايات المتحدة الامريكية اضافة الى المؤلف زيد جبري وهو استاذ في المعهد العالي للموسيقى في دمشق.
ويقول كريم رستم الذي هاجر مع عائلته منذ عشرين عاما ان “الموسيقى التي اؤلفها فيها مشاعر شرقية عميقة وفي الوقت نفسه تشبه العالم الذي اعيش فيه“.
ويشرح ان المقطوعة التي كتبها لمجموعة الحجرة استعمل فيها “جملا من تقسيم رياض السنباطي سجلها في آخر ايامه” وهي “مؤلفة من ثلاث حركات سميتها +بحور+ ومبنية على اساس ثلاثة من بحور الشعر العربي“.
ويضيف كريم “يجب ان يعرف العالم ان هناك فنا وبلاغة وفلسفة انسانية في منطقتنا وهي لغة خطاب انسانية مباشرة بعيدة عن الكلام الفارغ او السياسة“.
ويعتبر عازف الفيولا التونسي المقيم في فرنسا وسام بن عمار ان هذا المشروع “ريادي” في العالم العربي. ويقول “كل المشاريع التي نعمل فيها عادة هي مشاريع ترفيهية سواء في حفلات العزف المنفرد مع الاوركسترا او موسيقى الحجرة. اما هذا المشروع فهو اول دعوة تحمل جانبا تثقيفيا كوننا نعمل مع عازفين ومؤلفين عرب على مستوى عالمي“.
ورغم عمله مع والده الفنان مارسيل خليفة في اعمال موسيقية معاصرة ايضا يشير عازف البيانو رامي خليفة الى اختلاف “كبير” بين التجربتين “لان الموسيقى التي نعمل عليها الآن ليس فيها غناء وليس فيها ملامح عربية واضحة“.
ويضيف “فيها روح غربية لان كل شيء مكتوب على الطريقة الغربية. اما مع مارسيل خليفة فالامر مختلف تماما لانه فنان شعبي وموسيقاه فيها ملامح شرقية واضحة جدا“.
ويبدو رامي مدركا ل”صعوبات” تتعلق باستقبال الجمهور للاعمال الموسيقية التي ستعزفها الفرقة لكنه يعتبر ان ذلك “يجعل عملنا اكثر متعة لأن المسؤولية التي نتحملها تكون اكبر والمسؤولية بالنسبة للموسيقي هي المحرك الذي يدفعه للاستمرار“.
ويرى رامي ان هناك “فراغا ثقافيا كبيرا” يحاول المشروع سد جزء منه عبر “تعريف الجمهور على اشياء لا يراها او يسمعها في التلفزيون والراديو“.
ويشاركه زميله كنان الرأي ويقول تعليقا على اقامة حفل في مدينة دير الزور “صارت لدي قناعة تامة ان اي جمهور سيتقبل اي شيء تقدمه له اذا كنت تؤمن بما تقدمه وتعمل عليه بصدق“.
ويتم اطلاق مجموعة موسيقى الحجرة ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 وبرعاية ودعم الامانة السورية للتنمية. وستعود المجموعة للالتئام في تشرين الثاني/نوفمبر القادم لتاسيس اوركسترا حجرة للوتريات سيقودها كنان العظمة.