جدل بالجزائر بعد محاضرة أدونيس عن “المرأة في القرآن”
الجزائر- رمضان بلعمري
حديث عن إقالة مدير المكتبة التي استضافته
رفعت وزيرة الثقافة في الجزائر خليدة تومي، الاثنين 20-10-2008 تقريرا بمدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي، إلى الرئيس بوتفليقة تتبرأ فيه من مسؤولية “الانزلاق الفكري الذي حدث أثناء محاضرة الشاعر السوري أدونيس”، في الوقت الذي يستعد نائب في البرلمان لمساءلة الوزيرة تومي عن خلفيات دعوة أدونيس ليحاضر عن الإسلام في الجزائر ووصفه بالملحد.
وسبق أن انتقد أدونيس دور الدين في المجتمعات العربية، لكنه، في الجزائر، ركز نوعا ما على وضع المرأة، واستبق ذلك بحوار لصحيفة الشروق اليومي قال فيه إنه “لا وجود لنص في القرآن الكريم يحقق وجود المرأة كذات مستقلة عن التوابع”، وأضاف “ليس هناك نص واحد واضح يحدد حرية المرأة وذاتها المستقلة وإنما هناك تأويلات أو قراءات الفقهاء”.
واعتبر أدونيس في المحاضرة التي ألقاها بمكتبة “الحامة” بأن هناك مشكلة كبرى في المجتمعات الإسلامية تتعلق بـ”إخضاع الوحي للتأويلات السياسية والمذهبية بدوافع قبلية، ومذهبية، وأيديولوجية، وسياسية بدافع البحث عن السلطة”.
غير ممنوع من زيارة الجزائر
من الطبيعي أن تقشعر جلود الذين يلبسون مسوح الدين، حين يطرح أدونيس سؤال الدين في حياة المواطن العربي، وهو سؤال مثقل بالتواطؤ والفجيعة
غرمول
وحسب معلومات “العربية.نت”، يواجه مدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي احتمال اقالته، بعدما روجت عدة أطراف لخبر تنحيته من منصبه، لكن دون ان يتسنى لـ”العربية.نت” تأكيد الخبر من مصادر محايدة.
ومن جهته، دافع الزاوي، المعروف بتوجهاته اليسارية، عن نفسه وقال إن أدونيس ليس ممنوعا من زيارة الجزائر حتى يمنعه هو من المحاضرة والتعبير عن أفكاره بمكتبة الحامة.
وسجل الزاوي في حفل انطلاق الموسم الأدبي مساء أمس الأحد في تصريح صحفي أن “أي مكتبة في العالم لا تفتح أبوابها لكل الأصوات فمن الأفضل أن تغلق”، وبالنسبة للزاوي فإنه ” غير مسؤول عما قاله أدونيس، خصوصا وأن الجميع يعرف أفكار هذا الشاعر وليست المرة الأولى التي يردد مثل هذه الأفكار”.
“أراجيف ملحد”
أراجيف وقحة من شاعر ملحد وإباحي يدعى بغير اسم ولقبه ويكتب شعرا بلا روح ولا نغم
وعلقت الإعلامية آسيا شلابي على الجدل، وقالت لـ”العربية.نت” إن الأمر لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان لعدة أسباب، “أهمها أن أفكار أدونيس العلمانية معروفة لدى الجزائريين وغير الجزائريين، كما أن أدونيس يكون قد قبل زيارة الجزائر هذه المرة بعد إلحاح كبير عليه”.
وأشارت شلابي إلى وجود “سبب أقوى لاندلاع هذه الحرب الإعلامية، يتعلق بـ”خلاف تقليدي بين وزيرة الثقافة خليدة تومي ومدير المكتبة أمين الزاوي، حول من له أحقية تمثيل المشهد الثقافي في الجزائر، خصوصا وأن كلا منهما معين من طرف رئيس الجمهورية”.
وكانت جمعية العلماء المسلمين في واجهة المشهد المعارض لاستضافة الشاعر أدونيس بالجزائر، ووصف الشيخ عبدالرحمان شيبان، وهو وزير سابق للشؤون الدينية، تصريحات أدونيس بأنها “أراجيف وقحة من شاعر ملحد وإباحي يدعى بغير اسم ولقبه ويكتب شعرا بلا روح ولا نغم”، معتبرا كلامه في الندوة الصحفية بالحامة “تطاولا على الإسلام وعلماء المسلمين فى أرض الجهاد والاجتهاد، أرض المليون ونصف المليون شهيد وفى رحاب المكتبة الوطنية ذاكرة الأمة”.
لكن الكاتب الروائي عبد العزيز غرمول قال في ركن “نظرة حادة” بجريدة الخبر الأسبوعي إنه “من الطبيعي أن تقشعر جلود الذين يلبسون مسوح الدين، حين يطرح أدونيس سؤال الدين في حياة المواطن العربي، وهو سؤال مثقل بالتواطؤ والفجيعة”.