(معلوماتي من أعلى المصادر) عن السياسة السورية
جهاد الخازن
ثمة ألف مشكلة ومشكلة في الوطن العربي بعضها أهم من بعض، وهي تلقي ظلالها على الهوية العربية نفسها ومستقبل الأمة. وهناك من المشاكل ما يحتاج الى جهد عربي مشترك من دون ضمان النتائج فكيف إذا اختلف العرب وانقسموا أحزاباً.
تقليدياً، كانت القيادة العربية معقودة لمصر والمملكة العربية السعودية وسورية، مع دعم دول أخرى مثل المغرب والجزائر، غير أن مصر والسعودية في جانب اليوم، وسورية في جانب آخر. وأريد أن أكون متفائلاً فقد لاحظت أن هذه العلاقات هبطت الى حدّ ثم توقفت عنده، فلعل اتجاهها المقبل يكون صعوداً. وقد كان لتصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن بلاده وسورية لا تحتاجان الى وسطاء أثر طيب في كل مكان، خصوصاً دمشق، فننتظر ما يستجد من تطورات.
في نيويورك، تابعت نشاط الأمير سعود، خصوصاً إصراره على جلسة لمجلس الأمن الدولي عن المستوطنات، على رغم معارضة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ونجاحه في فرض الجلسة ثم قيادته النقاش في مجلس الأمن. وسأذهب الأسبوع المقبل الى القاهرة، وسأكتب عن الدور المصري، فهو الأساس في كل عمل عربي مشترك، وأعرف أن الرئيس حسني مبارك لا مشكلة له مع أحد.
اليوم أسجل بعض ما سمعت في دمشق، ومعلوماتي من أعلى المصادر ومباشرة:
– منذ بدء المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عن طريق تركيا لم نبنِ قصوراً في الهواء، ولم نتوقع اختراقاً سريعاً. الواقع ان من الخطأ تسميتها مفاوضات فهي تشبه تنقل جيمس بيكر بين إسرائيل وسورية عشية مؤتمر مدريد سنة 1991، اي مفاوضات عن المفاوضات والفارق أنه بدل أن يتنقل الوزير التركي بيننا وبين إسرائيل، هناك مفاوضون عن الطرفين في اسطنبول يتنقل الوزير التركي بينهما. إذا نجحت هذه المفاوضات نستطيع أن نبدأ المفاوضات المباشرة، وهذا يجب أن ينتظر حكومة جديدة في إسرائيل وإدارة جديدة في واشنطن، لأن الإدارة الحالية غير معنية بعملية السلام.
– لا يمكن أن يتحقق السلام مع إسرائيل من دون دور أميركي مباشر، فننتظر الإدارة المقبلة. لم تكن هناك إيجابيات (في المفاوضات غير المباشرة). المطلوب توصيف خط 4/6/1967، تحديد عدد من النقاط على الخط، لتثبت إسرائيل أنها ستنسحب الى حدود 4 حزيران.
– لم تطرح في المفاوضات غير المباشرة علاقاتنا مع حزب الله وحماس وإيران. هي مفاوضات ثنائية، وفي حال توصلنا الى اتفاق سلام فنحن مسؤولون عن حدودنا وهم يحلّون مع لبنان مشكلتهم مع حزب الله. إذا تحدثوا عن حزب الله وحماس، فهذا حديث عن سلام شامل، وعند ذلك تحتاج المفاوضات الى أسس جديدة، وندخل عملية أخرى.
– ننتظر الإدارة الأميركية المقبلة فالإدارة الحالية إدارتان: واحدة تريد السلام بقيادة كوندوليزا رايس وروبرت غيتس، وواحدة تريد الحرب يقودها ديك تشيني، وفيها ايليوت أبرامز وأمثاله.
– الغارة الأميركية داخل سورية كانت حماقة وعدم تقدير للأمور، وهي ستزيد من عداء السوريين للأميركيين في العراق. عندما كانت هناك 50 عملية انتحارية في العراق كل يوم لم تشن القوات الأميركية مثل هذه الغارة علينا. وهي تفعل ذلك اليوم مع هدوء الوضع نسبياً. إذا كانت للغارة علاقة بالانتخابات، فنحن لا نُستفز ولن نُستفز، وسيكون الرد المناسب في الوقت المناسب. والإجراءات التي اتخذت حتى الآن معروفة.
– عندنا 1300 عنصر من القاعدة في السجون السورية، إلا أنهم يريدون الذهاب الى العراق لقتل الشيعة، وإثارة فتنة مذهبية، لا مقاتلة الأميركيين، ولا مصلحة لنا في إثارة فتنة مذهبية في العراق.
– تعرضنا لعمليات إرهابية وخلال أيام سنعلن أن القاعدة مسؤولة، ونذيع اعترافات المعتقلين الذين نفذوا الإرهاب. القاعدة لم تكن في منطقتنا وجاءت بسبب حرب العراق، وهي تحاول أن تنتقم منا لوقوفنا ضدها. اليوم هناك 1.5 مليون عراقي في سورية وحدودنا مفتوحة، وهناك مؤامرات علينا من دول عدة في مقدمها الولايات المتحدة.
– العلاقات الديبلوماسية مع لبنان لا أهمية لها، وهي استجابة لطلب فريق من اللبنانيين. غير أن العلاقات المباشرة ستستمر، وسيظل المسؤولون اللبنانيون يأتون إلينا مباشرة في القضايا المهمة. في البداية يجب العثور على مقر للسفارة وتأسيس بعثة، ثم السفير في السنة المقبلة. ولا أسماء مقترحة حتى الآن.
وأخيراً،
كنت في سورية ضمن فريق «سياح» عرب، هم سبعة أزواج وسبع زوجات من لندن. وذهبنا جنوباً الى الشهباء وقفوات وبصرى شام، ثم ذهب «السياح» شمالاً الى حلب وبعدها تدمر ومعلولة وصيدنايا، وبقيت في دمشق لأسمع حديث السياسة.
الحياة