قبل البدء كانت زنوبيا
ناصر الغزالي
“هذا له زاوية يومية..
هذا له عمود..
والفارق الوحيد فيما بينهم..
طريق الركوع..
والسجود..”
نزار قباني
ما زالت أزمة المجتمع السوري تتفاعل مع مساهمة السلطات الحاكمة بدءا من مطلع الستينات بتأجيجها، عندما اتخذت طريق الاستبداد والفساد أسلوباً ومنهجاً لها في التعامل مع هذا المجتمع. ويبدو أن الأسلوب نفسه استنسخته بعض الأطراف التي تقف في صف المعارضة، بحيث تسئ لصورة هذه المعارضة مع القيام بأعمال قد لا تكون أقل سوءاً كونها تسير بنفس الأداء واللغة والأهداف. هذا الرد فعل العكسي جاء نتيجة لمصالح شخصية أو شللية أو حزبية، تمخض عنها ما وصل إلية هذا المجتمع اليوم من حالة تردي وتفكك.
لن أتحدث عن الفعل وانعكاسه، بل أتطرق لحدث يعتقد القائمون علية أنهم سوف يخرجون “الدب من البئر” كما يقول المثل، ألا وهو الإعلان عن بث قناة فضائية تدعى “سوريا الجديدة” قديماً، و”زنوبيا” حديثاً. ففي خبر نشرته قدس برس بتاريخ : 19- تشرين أول 2008 :
( أكد مصدر مقرب من نائب الرئيس السوري السابق القيادي البارز الحالي في جبهة الخلاص الوطني السوري عبد الحليم خدام أن كافة الاستعدادات قد اتخذت لمعاودة إطلاق بث قناة”سوريا الجديدة” تحت اسم قناة “زنوبيا” خلال هذه الأيام. وحذر نجل نائب الرئيس السوري المشرف العام على قناة ” زنوبيا” جهاد عبد الحليم خدام من مغبة الاستمرار في اعتراض بث قناته الفضائية بالتشويش).
لم اتمالك نفسي بعد قراءة الخبر من أن اصرخ بصوت عالِ ” حتى أنت يا زنوبيا، يردون تدنيسك بعد أن دفنوا بقربك نفاياتهم النووية”؟ استفزني الاسم بقدر ما ضحكت على هذه الاكذوبة المعلوماتية لأول رسالة إعلامية قالها مشرف هذه القناة ألا وهي: اعتراض النظام لبث قناته الفضائية بالتشويش. وهذا الأمر غير ممكن تقنياً إلا في حالة واحدة: أن تكون الجهة المشوشة هي نفسها مالكة القمر الصناعي والمتنفذة الحصرية للقمر. وفي حد معلوماتي لا تملك الحكومة السورية أي قمر صناعي. كان لا بد أن اتساءل عن العلاقة التي تربط الفساد بالاستبداد، حيث بعض أطراف المعارضة وأبناء السلطة الهاربين منهم والمقيمين أطلقوا أقنية فضائية ؟
بدأ الموضة هذه رفعت الأسد عندما أطلق قناة ان ن بإشراف ابنه سومر الأسد، تلتها قناة دنيا التي يعتقد أن المتنفذ فيها رامي مخلوف، ابن خال الرئيس، وأخيرا وليس أخرآ قناة عبد الحليم خدام بإشراف أبنه جهاد خدام. والغريب أن الجميع يرفع شعارات المصداقية “الرأي والرأي الأخر”، والعمل وفق معايير إعلامية علمية متعارف عليها دولياً. وتصر جميع هذه القنوات على الإعلان أنها “مستقلة”، لكن الأكثر غرابة أنها لا تحدد عمن هي مستقلة. علماً أن هذه الأقنية لا تستطيع موضوعياً أن تتقيد بأهم قواعد وأسس الرسالة الإعلامية، وهي أن طبيعة الرسالة الإعلامية ذات اتجاهين. فقناتي ان ن وزنوبيا هما في الخارج السوري، أي أن عملهما يقتصر على إرسال المعلومة دون أن يكون للمتلقي أي تأثير أو رأي بها. بحيث أنها بذلك تنتج ثقافة شعبية تخدم أهدافها هي لا أهداف الشعب السوري.
فبنية الثقافة الشعبية التي تربط عناصر الوجود بعضها ببعض، وتشكل الوعي العام بما هو كائن، وبما هو عام، وما هو حق ينتجه الشعب السوري، لا أن يكون منتجاً مرسلاً ضمن أهداف وغايات، من أهمها ثقافة الطائفية المقيتة. أما قناة دنيا، فرغم أنها ليست قناة إخبارية، هي تقع بنفس المطب، إذ بسبب إرسال بثها من الداخل السوري لا تستطيع أن تكون حرة إلا بمعايير وشروط السلطة السورية. فكيف إذن لهذه الاقنية أن تقنع المواطن السوري بجديتها ومصداقيتها إذا كانت هي الفساد بذاته. هل يستطيع الفساد أن ينتج رسالة إعلامية يتبناها الإنسان السوري إذا كانت هذه الرسالة سحبت من دمه نهباً، وصنّعت من أجل الاستمرار في هذا النهب وتقسيمه حسب فصيلة الدم التي ينتمي اليها؟
لست من مؤيدي فكرة المؤامرة، لكن الشيء المؤكد كما يتراءى لي أن هذه الاقنية تخطط لنفسها وفق مصالحها سواء كان من يقف وراءها فرد أو أفراد أو مجموعة أو أحزاب أو دول متحالفة معها.
بالنهاية الشعب السوري سوف يقع بين رسالتين إعلاميتين تكرسان الوضع القائم وتؤسس لتفتيت المجتمع:
الأولى – تبثها الدولة وهي ذات طبيعة إيديولوجية تستهلك نفسها بالتحريض والتعبئة، غير نقدية، ولا تهتم بالتحليل والبحث عن الأسباب وتلمس النتائج. فحجب المعلومات أصبح أكبر أداة سيطرة وتحكم حتى داخل السلطة نفسها. ليس هذا فحسب، بل تزوير المعلومة وتعظيم أو تصغير الحدث يتم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يحقق للسلطة ديمومتها. من هنا نستطيع أن نفهم الموقف الغريب لبعض محللي السلطة أثناء ظهورهم في الإعلام عبر قناة الدولة أو ما عداها، حيث يتجلى العجز والافتقار للمعلومات بأبهى صوره ومهما كان الحدث الذي يحصل في الداخل السوري.
الثانية- تأتي من أقنية تبث من أطراف تدعي معارضتها للنظام القائم، بالرغم من أنها كانت وما زلت جزء من عقلية النظام نفسه في تقديم المعلومة. لكنها تختلف في زيادة حدة الحس الطائفي لديها وبأسلوبها الثأري الذي ليس للشعب السوري أي مصلحة فيه.
تعكس المعلومة التي يتم إنتاجها من قناة الدولة أو من هذه الأقنية دوافع مصالحها وميولها ومتطلباتها. إذ يتم تحديدها في ضوء حساب مدروس تمليه أهدافها. وعليه يتم انتقاء المواد من مخزن معلوماتها التي يصرح بها للجمهور، كما يتم تحديد الآلية والطريقة والتوقيت وحجم الجرعة.
من الطبيعي أن الرسالة الإعلامية لا تستطيع أن يكون لها فاعلية وقدرة على التأثير والتأثر في أي مجتمع، بفعل ايجابي يخدم المصلحة العامة، إذا بقيت بمعزل عن الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي. كما أنه من غير الممكن أن تقدم هذه الخدمة بآليات من خارج الواقع الذي يفترض أن تتحرك منه، وعبر اختطاف حرية الرأي والتعبير. فالرسالة الإعلامية يفترض أن تقوم على أساس موضوعي ونقدي، وان لا تكون موجهة بشكل مسبق، كما عليها أن تكون جدية في التفاعل مع المتلقي، بدراسة ميوله وحاجياته ومحاولة استنباط الحلول. وذلك من خلال مهنيين أكفاء في الإعلام، يكون ولاؤهم الأول لنقل المعلومة وتحليلها كما هي، دون تزوير أو لبس. كذلك استقبال الرسالة من المتلقي وبثها بشكل تفاعلي، يجعل من الأخير جزءا من الرسالة الإعلامية وليس بعدا ثانويا لها كي يحس بقيمتها ويدرك أهميتها.
ولا يمكن لهذه الرسالة الإعلامية أن تستمر وتكون فاعلة بدون:
– الاستفادة من مراكز البحث والمعلومات الإستراتيجية.
– أن لا تدعم طرف وتقدم له الدعاية أو تمجد منجزاته (الرسالة الإعلامية للسلطة السورية تمجدها وتقدم لها الدعاية لاستمرارها، والرسالة الإعلامية لقناة ان ن تدعم رفعت الأسد في مشروعة، وسوف تكون الرسالة الإعلامية لقناة زنوبيا تدعم وتمجد جبهة الخلاص ومن يسير بركبها) .
– الاهتمام بالحراك الاجتماعي وبحاجات الناس وطموحاتهم وأمالهم المستقبلية وتشريح معوقات تمنياتهم على كافة الصعد ( وهما كما أسلفنا في البداية، الاستبداد والفساد، فالنتيجة معروفة إذا عرفنا كافة هذه الاقنية بأنها صنيعة الاستبداد والفساد).
– الجهد البحثي الجاد في استخلاص المعلومة من خلال الاستبيانات، والدراسات الميدانية، التي تتعلق بالمزاج العام للجمهور المتلقي.
– أن لا تتحيز لطرف ضد أخر أو مجموعة ضد أخرى في إرسال المعلومة، وأن ترسل المعلومة التي تتلقها من كافة الطبقات والشرائح الاجتماعية ومن كافة المناطق الجغرافية والبنى الثقافية.
ضمن هذا السياق سوف أبث هذه الرسائل الإعلامية رغم معرفتي مسبقاً أنها لا تحتكم لقواعد الرسالة الإعلامية وهي ذات اتجاه واحد، لكني أطمئن القارئ أنها لا تحمل لا استبداد ولا فساد ولا نفايات النووية .
الرسالة الأولى:
نصيحة :
أتقدم بهذه النصيحة لكافة طلاب الإعلام في جامعة دمشق علهم أن يتباركوا من الآن بأحد أبناء المسئولين حتى لو كان صغيراً يذهب إلى الحضانة، يحملون أمتعته ويلعبون معه، وعسى أن يكون لهم حظ وفرصة لمستقبلهم، بالعمل لدى مؤسساته الإعلامية القادمة، وعلى كل فرد منكم أن يلحق بمصلحته العليا حسب سياسات اللبرالية الاقتصادية، التي يعتمدها الدردري لنا ولاقتصادنا، وهذا يحتم عليكم البحث عن مصلحتكم حتى ولو كانت مع طفل مسئول في الحضانة، فعليكم تطبيق المثل القائل: ابن مسئول باليد ولا عشر وزارات بيد محسن بلال، طبعاً هذه النصيحة ليست بدعة فبعض الأطباء السوريين كانوا سباقين في المباركة بشيوخ الدين كي تكون عيادتهم عامرة، والنساء يتبركن بالقبيسية ربما يحصلن على بعل يصبغ الهناء على حياتهن الباقية.
ملاحظة: أي علاقة بين الدردري وسياسته الاقتصادية والشيوخ والقبيسية وعبد الحليم خدام ورفعت الأسد ورامي مخلوف فهي علاقة محسوسة يحسها المواطن وتتخذ شكل ألم حاد ببطنه.
الرسالة الثانية:
مناعة :
بداية أود القول أن لا علاقة لكلمة “مناعة” هنا بما يطلق عليه “صف الممانعة لأمريكا” في المنطقة، والمناعة هنا أقصد بها مناعة الجسم لمقاومة الأمراض، إذ عندما كنت صغيراً أصاب كثيرا بمرض الأنفلونزا، والذي يرافقه حرارة شديدة، وكان أبي بمجرد مرضي يدخل إلى المطبخ، ويحضر حقنة بنسلين، وهي عبارة عن قارورة صغيرة جداً يعبئها بالماء ثم يتقدم ألي ويطلب مني أن أحضر نفسي للحقنة ، وبذلك من كثرة هذه الحقن، التي كان والدي يعتقد أنه يقدم بها لي مساعدة جليلة للتخلص من هذا المرض بطفولتي، فقدت مع الزمن جزء من مناعة جسدي وأخذت ألقي باللوم على والدي بسبب فعلته تلك، وبقيت ألومه إلى أن شاركت بمؤتمر الميثاق الوطني في لندن، هناك شعرت أن لدي مناعة هائلة بمرض أشد خطورة وأفتك، هذه المناعة زرعها والدي في فؤادي بحكم التربية التي عاشها وعشناها نحن معه ألا وهي المناعة ضد مرض الطائفية، أثناء المؤتمر حصل نقاش مستفيض حول مرجعية الإسلام في الدولة السورية، وبطبيعة الحال أن التيار الإسلامي الممثل بالإخوان المسلمين صرح وقتها أنه يعتبر أن “الدولة السورية ذات مرجعية دينية إسلامية”، طبعاً شعرت أنا وبعض الحضور بمدى استلابهم الكلي بتفوقهم القدسي على كافة المواطنين ولإيمانهم المطلق أنهم من الطائفة الناجية، وإن هم وحدهم وكلاء الإسلام الحصري في سوريا، وكأننا مع بقية السوريين الذين لايشاركونهم إيمانهم هذا مجرد مستوطنين في بلدنا، وإثر المداولات بهذه الفقرة تم تحويلها إلى- الدولة السورية ذات مرجعية حضارية إسلامية – طلبت أنا ومجموعتي في هذا الأثناء إضافة المسيحية لكي تكون العبارة أن – الدولة السورية ذات مرجعية حضارية إسلامية مسيحية- فهب التيار كله مدعيا ًاستحالة الأمر على اعتبار أن الإسلام هو دين الأكثرية وعقيدتها، وبسبب إصراري على هذه الجملة، تم رفع جلسة النقاش للتباحث، أثنائها تقدم إلي من يدعي الآن أنه وريث الحركة الوطنية وسألني خلسة : أنت ليس مسيحيا أستاذ فلماذا تصر على هذه الفقرة؟ هنا فقط شعرت بقوة المناعة التي زرعها والدي بي، قلت له لماذا تريدون إلغاء ثلث عمري، أستغرب جوابي وقال: لم أفهم عليك. قلت له: أنا سوري وهذا يعني أني تربيت بكنف المسيحية الخالصة سبعمائة عام ومن ثم عشت ألفا وأربعة مائة عام مشتركة مابين الإسلام والمسيحية، أفلا يحق لي أن أعلن هذه الحقيقة أيضاً؟ المهم في الأمر أن محاولتي لم تنجح هذه بسبب الضغط علي من قبل صديق احترام آراءه، وقد قدم مسوغات لذلك على أنه خلال المدة السابقة للمؤتمر شعر بل تأكد أن الأخوان المسلمين لديهم إصرار على التغير نحو حركة سياسية مدنية، وبهذه المناسبة أقدم اعتذار لوالدي أولا ولكل الشعب السوري لقبولي هذه الفقرة في حينها.
ملاحظة: أي علاقة بين الرسالة الأولى والثانية وفصيلة الدم التي ينتمي كل منا لها وجبهة الخلاص وقناة عبد الحليم خدم ورفعت الأسد وبناء مسجد فاخر لأحد المسئولين الأمنيين في قريته فهي علاقة متأصلة منذ أبن تيمية، والعلاقة بين فقرة – الدولة السورية ذات مرجعية إسلامية حضارية- وإعلان دمشق فهي علاقة سابقة لصدور الإعلان، والعلاقة بين كاتب هذه المقال والمسئول الأمني صاحب المسجد فهي علاقة قدرية ليس للكاتب يد فيها.
الرسالة الثالثة:
ابتسموا لقد عاد محللنا
منذ مدة لا تزيد عن الشهر اتصل بي صديق تربطني به صداقة قوية، وهو فنان أستطاع بمدة قصيرة أن يحلق بعالم الإبداع السينمائي، وأخبرني انه على وشك إخراج فلم سينمائي وثائقي عن أحد رموز الحركة الوطنية السورية بالاتفاق مع إحدى الاقنية التلفزيونية الكبيرة، تبادلنا النقاش المستفيض عن شخصيته العظيمة والقدرة التي أمتاز بها في إدارة معركة التحرر الوطني في حينها، كان النقاش ممتعاً بسبب إحساسنا المشترك على أننا نعزف مقطوعة كلامية ذات بعد وطني نتوق له، إلى أن وجه إلي سؤال في نهاية الحديث قائلاً :
أين صاحبنا؟ من مدة طويلة لم أقرء له شيئاً على صفحات الانترنت واتصلت به أكثر من مره ولم يجيب، هل لديك أية أخبار عنه؟
قلت له : صاحبنا من ؟ قال: المحلل. هنا تذكرت من يقصد وعرفته فقد كان يشير إلى أحد معارفنا المشتركين والذي كانت مواده تملأ صفحات الانترنت كل يوم ، قلت له، لم أصادف اسمه منذ زمن، قبل أن ينتهي الحديث ابلغني الصديق أنه قريبا سوف يسافر ويبدأ الفلم.
بقيت مدة وأنا أتساءل أين اختفى المحلل الذي لاينضب نبع أفكاره، كيف جف قلمه فجأة ؟ منذ أسبوع تقريبا وأنا أتصفح الانترنت بدأت مقالته بالظهور بشكل متلاحق لايتوقف على بعض المواقع حول استنتاجاته الفكرية. كان هناك نبرة قديمة جديدة وموضوعات عن ماهية النظام الطائفية، وكان مسانداً فيها محللا أخر ويتحدث فيها بإسهاب حول همجية الفلاحين الطائفيين القادمين من القرى البعيدة كي يستبيحوا المدينة. لذلك فلترتسم البسمة على وجوهكم ياأعزائي لقد عاد محللنا يمر في البرزخ الواصل به إلى منبره الجديد ويحاول امتصاص واستلهام الخطاب الجديد والسياسة العليا لأوصيائه ورعاته الجدد. انتظروا نبعا رقراقا لايتوقف من شاكلة ما أشرنا إلية. لقد عاد محللنا .
ملاحظة :هل هناك علاقة بين الدردري والرسالة الثانية والطائفية وإدارة قناة زنوبيا ووريث الحركة الوطنية وجبهة الخلاص ومحللنا؟ إذا كنتم تعتقدون أنني أبحث وأحاول الإصرار على إيجاد علاقة فأنا فعلا كذلك.
الرسالة الرابعة:
مقالة
كما تعلمون أيها السادة أنني أحرر موقعاً على الانترنت ومسبقاً أقول لكم أحاول أن أكون موضوعياً بنسبة لا تتجاوز النصف بسبب حساسيتي المفرطة ضد الطائفية أو القدح والذم بأي شخص معين، وبالتأكيد يصلني كثيراً من المقالات أنشر منها ما هو مهم معرفياً وبحثياً، أما بالنسبة للمقالات السياسية فلا أخفيكم القول أنني أدقق بكافة المقالات التي تصلني. طبعاً أتمنى منكم أن لا تفهموا أنني أسوق الموقع دعائياً، لأنني راضي نسبياً عن عدد الزوار الذين يتصفحون الموقع، المهم في الأمر وصلتني مقالة من أحد كتاب الموقع والذي أحترم كتابته وأنشر له دائماً، بالرغم أنني لا أتفق معه بما يكتب، لكن وصلتني مقالة منه قبل أسبوع تتحدث عن انتهاك تعرض له أحد الصحفيين السوريين المعروفين مؤخراً، قدم الكاتب ما يعتقد أن هذا الصحفي تعرض له والذي أوافقه عليه تماما، باستثناء نهاية المقال التي أرفق فقرتين حول فصيلة الدم الذي ينتمي إلية هذا الصحفي وكذلك عن صحفي أخر له نفس الفصيلة وهما ينتميان إلى منطقة واحدة، وقد أراد كاتبنا أن يؤكد للقارئ أن سبب هذا الانتهاك هو انتماء الصحفي لفصيلة دم الأكثرية وعقيدتها.
ملاحظة: أي علاقة وجدتموها بين ما كتبه صاحب المقال ومالم ننشره على موقع مركز دمشق للدراسات ولكنه نشر في مواقع أخرى وبين رسالتنا الأنفة عن المناعة والشيوخ والقبيسية هي علاقة عضوية.
الرسالة الخامسة :
حملة واحتجاج
قبل البدء كانت زنوبيا
زنوبيا يا ملكة الشرق العظيمة، هل وصلتك أخبار المهزلة، أطلقوا اسمك سيدتي على قناتهم التي تبث أفكار قاتلة عن تفوق فصيلة الدم عندهم، أعلمك سيدتي أن صحابيا لرئيس دولتنا والذي كان نائبة، جعلك ماركة مسجلة، بإشراف المحروس أبنه وهو أخ لذلك الذي دفن نفايات الغرب حولك خلسة بطريقة خسيسة عفنة.
زنوبيا كم عشقت أسمك المنثور كياسمين دمشق في لياليها الساحرة، وكم شاهدتك بكل امرأة سورية أينعت ولاداتها طفلة تتجدد بهمتك وروح رابعة العدوية. زنوبيا أعذرني لا أملك القدر كي أسحب أسمك من سوق نخاستهم لكني أستطيع أن أحتج على قتلك بالسوق المعولمة، ربما سيدتي أكون بأضعف الإيمان قد قدمت شيئاً لجبهتك الوضاءة، عندما أطلب من النساء الغيورات على نسلهن في سوريا أن يعلن حملة لإنهاء هذه المهزلة .
ملاحظة : أي علاقة بين رسالة المناعة وعاصمة زنوبيا ورفعت الأسد وعبد الحليم خدام ونجله الأكبر والأصغر والفساد والاستبداد والمذبحة والنفايات النووية فهي علاقة مثبته بالوثائق والثبوتيات الدامغة.
رئيس مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية