عن دور السفارات السورية في الخارج
أفرجت السلطات السويدية يوم الثلاثاء الماضي عن المطرب السوري جورج وسوف بعد إعتقاله يوم الأحد الماضي بتهمة حيازة المخدرات. وكانت شرطة استوكهولم قد أوقفت وسوف للاشتباه بحيازته مخدرات قبل ساعات من إحيائه حفلاً غنائياً في عاصمة السويد.
وسوف يدلي بحديث للصحافيين فور الإفراج عنه المشتبه فيه لحيازته الكوكايين يدلي بحديث للصحافيين فور الإفراج
عنه
وقرّرت محكمة في ستوكهولم الإفراج عن وسوف، إلا أنها أكدت بعد الافراج عنه أنها لا تزال تعتبره مشتبها به لحيازته مخدرات (كوكايين).
الملفت في القضية أن السفير السوري في استوكهولم كان حاضراً أثناء المحاكمة، ودعا الى الإفراج عن المطرب (المواطن السوري)، وقال إنه يضمن عودة وسوف الى السويد إذا تقررت محاكمته.
والشيء بالشيء يذكر، فقد أحاط السفير السوري في تونس المخرجة السورية ريم علي بـ “رعاية من نوع خاص”، إذ تدخل السفير السوري لمنع عرض فيلم “زبد” للمخرجة المذكورة، ما حدا بلجنة التحكيم إلى حجب جائزة الأفلام الوثائقية في المهرجان لأن اللجنة شاهدت عشرة أفلام فقط من مجموع 11 فيلماً بعد أن تقرر منع الفيلم المذكور.
المخرجة السورية ريم علي أعلنت أن المنع كان بطلب من السفير السوري في تونس، بسبب إحتواء الفيلم على إيحاءات للمشهد السياسي بسوريا. إذ يحكي الفيلم في 42 دقيقة قصة سجينة سياسية لها أفكار شيوعية خرجت من السجن وأصبحت لها طاقة لمساعدة الآخرين وشحنهم بأفكارها لكنها تقرر في النهاية البحث عن حياة أفضل ومغادرة البلاد.
مشكور إلى حد كبير، السفير السوري في السويد، على تصرفه النبيل المتمثل بالوقوف إلى جانب الرعايا السوريين الموقوفين للإشتباه بحيازتهم مخدرات. ويعكس التدخل السابق مدى الرعاية التي توليها البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج للرعايا السوريين.
وخلافاً لما تتهم به منظمات حقوق الإنسان السورية سفارات بلادها بالتقصير في رعاية الرعايا السوريين في الخارج، فإن السفارات السورية في الخارج لا تكتفي بمراقبة المواطنين السوريين المغتربين وكتابة التقارير الأمنية بهم وإرسالها إلى أجهزة الأمن السورية (لتتسبب في اعتقال المواطنين في مطار دمشق فور وصولهم من الخارج)، ولا تكتفي أيضاً بتصوير الإعتصامات التي ينفذها سوريون وأجانب أمام تلك السفارات لمطالب إنسانية، وإرسال الصور الملتقطة إلى دمشق؛ بل تقف السفارات إلى جانب مواطنيها المتهمين بحيازة المخدرات، وتطالب بإطلاق سراحهم على كفالتها. وتتدخل السفارات – كلما دعت الحاجة – ووجدت أن “النفس الأمارة بالسوء” دفعت مواطناً سورياً لعرض فيلم أو عمل مسرحي يصور الواقع السياسي السوري على حقيقته.
مشكور السفير السوري في تونس أيضاً، فلولا تدخله لعرض فيلم “زبد”، وربما حصل على جائزة المهرجان الأولى، لكن مصير المخرجة ريم علي فرو عودتها لدمشق لن يكون أفضل من السجينة التي تدور أحداث الفيلم عنها….
السفير السوري تدخل لتجنيب المخرجة نفس مصير بطلة فيلمها….تصوروا!!
من مدونة رايح مش راخع