بيانات وتقاريرصفحات الناس

النظام يحكم بالسجن على الرأي الآخر

null
هيئة التحرير
لم يستجب النظام لسيل النداءات السياسية والحقوقية التي طالبت بالإفراج فوراً عن المعتقلين من قيادات إعلان دمشق، إذ أصدرت محكمة الجنايات الأولى بدمشق حكمها بالسجن عامين ونصف عليهم جميعاً يوم الأربعاء الفائت. وازدادت المحاكمة التاريخية السوداء سواداً.
وعلى جري العادة، اعتمد الحكم على تهمة “إضعاف الشعور القومي” و”نشر أنباء كاذبة تؤدي إلى وهن نفسية الأمة”. ولم تأبه السلطة بالمسلّمة التي تقول إن الاعتقال والمحاكمة والتعامل مع الرأي الآخر وحرية التعبير بهذه الطريقة هو ما يؤدي إلى إضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة. وهي بذلك تثبت أنها لم تقبل – بعد – وتتفهّم أهمية وجود المعارضة الوطنية الديمقراطية التي تجتهد لإنهاء الحالة السائدة والشروع في تحوّل سلمي ومتدرج وآمن نحو الدولة الوطنية القوية بديمقراطيتها وحقوق إنسانها وحريته ومشاركته السياسية.
نُواجه هنا أزمةً تتمثّل بتعسّف السلطة بحقّ وحريّة مجموعة كاملة من نخبتها السياسية والثقافية، بأن تجري محاكمة اثني عشر فرداً بارزاً منها على رأيهم، بهدف منع حرية التعبير والحق في المساهمة في بناء الوطن. فالمطلوب هو إخافة المواطنين وتحذير لهم من الخوض في السياسة أو التداول في شؤونهم الأساسية.
يجري هذا في الوقت الذي ما تزال فيه البلاد عرضة للأخطار والأزمات، وتثبت ذلك الغارةُ الأميركية الأخيرة المدانة والمستنكرة على منطقة البوكمال، والتي تمّت مواجهتها بالأساليب الدبلوماسية المعهودة و”المسيرات” السلمية، في حين نُواجه نحن بالأساليب الأكثر عنفاً. إن ضرورة وأسباب الانتهاء من سياسات القمع والتسلّط  تتأكد يومياً، وليس هنالك ما يبرّر ترهيب الناس وعدم الاعتراف بحقوقهم التي أقرتها القوانين الوطنية والشرائع الدولية.
قوبلت الأحكام بالهتاف ” سورية الحرة تستحق كلَّ تضحية”، وأثبت “المحكومون” من جديد أنهم يستحقون احترام شعبهم وتقديره، فتحيتنا لهم واحداً واحداً:
رياض سيف وعلي العبدالله وجبر الشوفي وياسر العيتي ووليد البني (من الأمانة العامة لإعلان دمشق).
وفداء الحوراني( رئيسة المجلس الوطني) وأحمد الطعمة وأنور البني (أميني السر) وفايز سارة ومحمد حجي درويش وطلال أبو دان ومروان العش (أعضاء المجلس).
فهل ما زالت هنالك فرصة لأن تنهي السلطة هذه الأزمة وتفرج فوراً عن المعتقلين، وفرصة أخرى لقضائنا أن يثبت في مرحلة الطعن بالحكم أنه ما زال هنالك محلٌّ لأمل المواطنين وثقتهم باستقلاليته ، التي لم تمحوها – بعدُ، إلى الأبد- ظواهر الفساد والانقياد؟!
الحرية لأحرار سورية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى